توقيت القاهرة المحلي 08:23:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القصة لم تنتهِ بعدُ

  مصر اليوم -

القصة لم تنتهِ بعدُ

وائل عبد الفتاح

«فجأة ستجد نفسك وحيدًا، مثل فأر فى متاهة...». تدور الحكايات عن تجربة دخول قسم الشرطة، لتصل إلى هذه النقطة. تختلف التجارب ونهايتها هذه «المتاهة» التى يتحول فيها الإنسان إلى شىء يسير بإرادة أخرى، أسير بدون إرادة، لمؤسسات تتحالف لحظة اصطياده، وتتنافس فى استعراضات السلطة ونفوذ أصحابها. نيابة الإسكندرية شاركت فى النهاية المريبة لقصة خالد سعيد 2010، وأفرجت عن المتهمين بتعذيبه، واعتمدت تقرير الطب الشرعى المعتمد على رواية الشرطة. سيناريو جاهز لإنقاذ وحوش الشرطة من الإدانة، يشارك فيه ممثلو مؤسسات النيابة والتحقيق، بروتينية باردة، وشعور بالانحياز ضد الفرد العادى. ما دام عاديا. قصة خالد خرجت عن النهاية التقليدية، حيث تنتصر الشرطة، ويفلت المجرمون، ويضاف الود اللطيف إلى علاقة المؤسسات رغم تعارض أدوارها. جثة خالد دخلت المتاهة، دارت الماكينة المعتادة، ليفتح الدرج ويخرج ملف متخم بالجرائم، سيرة أخرى بعد الموت، من صنع السلطة، الملفات جاهزة، على الشرطى المسؤول ضرب الاسم ثلاثيا (فى مصر الأسماء ثلاثية ورباعية) وفى الثلاثى تتشابه أسماء الآلاف، وسيصنع التاريخ الإجرامى فى لحظة، ما دام الفرد لم يدفع الرشوة، أو ما دامت المؤسسة الأمنية تريد من الأرشيف الإلكترونى مساندتها فى صنع المتاهة. لكن قصة خالد لم تنته النهاية المعتادة. أفزعت المجتمع وكسرت حواجز الخوف من المؤسسات المتحدة على الفرد. المجتمع خرج عن نص الرواية، وأجبرت المؤسسات على فض التحالف جزئيا، وقرر النائب العام إعادة التحقيق واستخراج الجثة من جديد، فى انتصار نسبى لحركة المجتمع ضد التعذيب والقتل العلنى. لم تنته قصة خالد، لأن الجسد المعذب تحول إلى أيقونة فى 25 يناير2011، حركت المجتمع أخرجته من المتاهة. الضحية لم تتكلم فقط.. لكنها قادت الوعى إلى الخروج من بحيرة التمساح إلى الميدان. لم تنته قصة خالد فقد حكمت المحكمة منذ يومين 2013، على ماهينور المصرى وحسن مصطفى وعمر الحاذق وآخرين بالسجن عامين وغرامة 50 ألف جنيه.. لأنهم هتفوا مطالبين بعقاب قتلة خالد سعيد. لم تنته قصة خالد سعيد بعدُ.. - من «حكايات القاهرة» التى أنشرها أسبوعيا على صفحات صحيفة «السفير» اللبنانية. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة لم تنتهِ بعدُ القصة لم تنتهِ بعدُ



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon