عماد الدين أديب
معركة الإخوان المقبلة هى «الترويع» لكل من يملك فى يده مفاتيح اتخاذ القرار.
«الترويع» لمن؟
بدأ الترويع لضباط الشرطة الذين يتصدون للإرهاب، ولرجال الأمن الوطنى الذى يجمعون الدلائل والمعلومات لحماية الأمن القومى للبلاد.
والترويع الحالى بدأ لرجال القضاء وأسرهم، حتى لا يتصدوا بالحكم فى قضايا عنف وإرهاب المتهم فيها رجال ونساء جماعة الإخوان.
والترويع المقبل سيكون ضد رجال الإعلام، ثم الفن، ثم رجال الأعمال. ويتم الآن تجهيز مجموعات «مقاتلة» لإثارة العنف والشغب فى مرحلة الدعاية للتصويت على الاستفتاء الخاص بالدستور وتخويف الناس فى البيوت، وبالذات ما يُعرف باسم «حزب الكنبة» من ملايين المصريين والمصريات غير المسيسين من النزول إلى أماكن الاقتراع، لأنها غير آمنة. من معارك الإخوان الكبرى، ومن أهدافهم العظمى الآن إفشال التصويت على الدستور وإظهاره بأنه لم يحظَ بنسبة مقبولة من الحضور والانتظام للتصويت. «الترويع» المقبل يسعى إلى صناعة قاض خائف، وضابط شرطة مذعور، وإعلامى مزور، ومواطن سلبى قابع فى بيته، ورجل أعمال محجم عن الاستثمار. الترويع المقبل يهدف إلى إشعار المواطنين الذين خرجوا بالملايين فى 30 يونيو الماضى أن ثورتهم هذه كانت عملاً خاطئاً، وأنها انتهت إلى فشل ذريع فى تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية الموعودة.
هذا العمل الذى يقوم على «إفساد» فرحة المصريين بثورتهم الكبرى، ويقوم على إثارة الفوضى والارتباك المستمر فى الحياة اليومية للشعب المصرى بحيث ينفد صبرهم وتذهب فرحتهم ويدخلون فى دورة اكتئاب عام تؤدى فى النهاية إلى انكسار نظام الثورة وتفتيت الائتلاف الوطنى الواسع الذى أدت إليه ثورة 30 يونيو العظيمة. ومن الواضح أن هناك حالة ارتباط شرطى بين كل خطوة نجاح يتم التقدم فيها فى مشروع خارطة المستقبل وبين زيادة حالة العصبية والارتباك والميل إلى التصعيد والعنف لدى الإخوان وأنصارهم. وبعدما فشلوا فى إحداث أى تأثير كمى أو كيفى فى المجتمع المصرى فى الداخل بدأوا الآن فى تصعيد نشاطهم فى لندن وباريس وواشنطن وأنقرة من أجل فرض عقوبات ضد نظام ما بعد ثورة 30 يونيو!
نقلاً عن "الوطن"