توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتحار الزرافة!

  مصر اليوم -

انتحار الزرافة

عماد الدين أديب

لن نعرف بالضبط, من المسئول عن انتحار الزرافة «روكى» فى حديقة حيوان الجيزة! والاحتمال الأغلب أن تقرير لجنة الطب البيطرى، التى تم تشكيلها مؤخراً لمعرفة أسباب «وفاة الزرافة»، هو أنها كانت تعانى من أزمة نفسية حادة منذ عهد الرئيس الدكتور محمد مرسى وأنها انتحرت بعدما اكتشفت أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لن تحققا لها الرعاية التى كانت تحلم بها ولن تحققا لها «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية». المهم أن المسئولية -دائماً- لن تكون على أى إدارة حكومية ولكن «عامة للغاية وفضفاضة بشكل لا نهائى ومبنية للمجهول». من هنا سيكون انتحار الزرافة مبنياً للمجهول، مثل قطار دهشور، وطائرة نيويورك التابعة لمصر للطيران، وهزيمة المنتخب الوطنى أمام غانا 6 مقابل واحد، واغتيال جنود الجيش الأبرار بعد إفطار رمضان منذ عام، وسقوط أحجار الدويقة على المواطنين الغلابة أو حتى هزيمة 1967! كل تقارير اللجان تأتى فى نهاية الأمر دون تحديد علمى وقانونى وصريح وواضح للإجابة عن السؤال العظيم: مَن فعلها؟ مَن الجانى فى أن الأمية التعليمية فوق 45٪ من معدل السكان؟ ومن الجانى أن طالبة جامعية لا تعرف الشهر الذى قامت فيه حرب «أكتوبر» 1973؟! ومن الجانى فى أن إنتاجية العامل المصرى اليومية يبلغ متوسطها 27 دقيقة؟! ومن الجانى فى أن منتخب مصر لكرة القدم لم يدخل كأس العالم منذ 24 عاماً؟ ومن الجانى فى أن نصف الريف المصرى لم تصله مياه الشرب النظيفة والكهرباء؟ ومن الجانى لاستمرار تصاعد حزام فقر العشوائيات حول القاهرة الكبرى؟ ومن الجانى فى استمرار ذهاب دعم الغذاء والطاقة إلى غير مستحقيه؟ إننا نسأل دائماً ولا نجد الإجابة الصريحة العادلة عن اسم وهوية الجهة والأشخاص المسئولين عن أكبر كوارثنا اليومية. وإذا سألنا من الجانى فى دخول ميليشيا «حماس» لمصر؟ ومن الجانى فى إعلان 3 إمارات إسلامية فى سيناء؟ ومن الجانى عن بيزنس الأنفاق منذ أكثر من 15 عاماً متصلة؟ ومن الجانى عن انتشار تنظيم القاعدة فى مصر؟ فإن الإجابة تؤدى إلى اتهام صاحبها أو أصحابها بتهمة الخيانة العظمى. لذلك كله، فإن الزرافة قد انتحرت، هذا هو التفسير الأسهل مصرياً. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار الزرافة انتحار الزرافة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon