توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبث وجنون!

  مصر اليوم -

عبث وجنون

عماد الدين أديب

مصر بلد العجائب، فهو البلد الأكثر عبثية ولا معقولية فى مواقف نخبته السياسية! نحن أصحاب النخبة التى تتظاهر من أجل حدوث الشىء، ثم تتظاهر ضده عند الاستجابة إليه! نحن الشىء ونقيضه، نحن الذين نعزل الحاكم ثم نبكى على أيامه، ونطالب بنزول الجيش ونصرخ ليل نهار «لماذا لا يتحركون؟»، ثم إذا ما حصل واستجاب لنا اتهمناه بأنه يسعى إلى القيام بانقلاب عسكرى! نحن نريد السلام مع إسرائيل، لكننا نعلن ليل نهار أننا نكرهها، ونريد المجتمع الاستهلاكى بكل سلعه وخدماته، لكننا نرفض سلوكيات الطبقات القادرة حينما تمارس حقها فى الاستمتاع بها، نحن نريد رأس المال لكن فى ظل اشتراكية الدولة، نحن نريد أجور الدولة منتظمة ولكن بوصفها «إتاوة» و«حق مكتسب» ليساعدنا على وظائفنا الخاصة! نحن نشتكى من عدم استقرار الأمن فى الشارع المصرى منذ ثورة 25 يناير 2011، لكننا ضد قانون الطوارئ، وقانون الإرهاب، وحظر التجول، ثم حينما ألغينا كل هذه القوانين وأصدرنا قانون تنظيم التظاهر رفضناه. نحن الشعب الوحيد فى العالم الذى رفض الحصول على إذن -بمقتضى القانون- للتظاهر ضد قانون التظاهر! من حقنا أن نرفض كل أو بعض بنود أى قانون ونسعى لتعديلها أو تغييرها، ولكن يجب أن يتم ذلك وفق 3 شروط: 1- أن يتم فى سلمية. 2- أن يتم وفق الالتزام بالقانون. 3- أن يتم بوعى سياسى للصورة الكاملة التى تعايشها البلاد. رفض أى قانون لا يعنى خرق القانون! نحن نعيش حالة عدمية تتخذ من الشرعية الثورية مبرراً كى ترفض أى شىء وكل شىء وتعطى لنفسها نوعاً من الحصانة والقداسة التى تعلو كل القوانين وكل السلطات. هذا الوضع شديد الخطورة ويهدد أى إنجاز وطنى أو أى محاولة جادة للتقدم بالبلاد خطوة إلى الأمام بالفشل الشديد. نحن فى مفترق طرق شديد الحساسية والخطورة ويحتاج منا تجاوز منطق «التعالى السياسى» ومنطق تصفية كل أنواع الثأر السياسى بين كافة القوى السياسية المتصارعة. إن كل إنجازات ثورتى 25 يناير و30 يونيو ستصبح فى مهب الريح إذا استمر هذا العبث فى التفكير العدمى المدمر. الناس زهقت من حالة الاحتجاج اللانهائية، والغضب المزمن والرفض الدائم لكل شىء وأى شىء. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبث وجنون عبث وجنون



GMT 20:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 20:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 19:56 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

تفوق الأندية المصرية إفريقيًا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وسادة المقاطعة

GMT 18:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

حملة المقاطعة

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon