توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وإذا حكينا عن محمد محمود «3»

  مصر اليوم -

وإذا حكينا عن محمد محمود «3»

وائل عبد الفتاح

تحطيم النصب التذكارى كان متوقعًا. لم يكن من الممكن تحمل فهلوة السلطة الانتقالية، حكومة وأجهزة تحركها، فى محاولة احتواء الذكرى الثانية لأحداث «محمد محمود». محاولات لا تخلو من استسهال تفوّق على فجاجة الإخوان فى ادعاء أنهم كانوا شركاء فى واحدة من المعارك الكاشفة لانحيازات الثورة. وهنا بعض النقاط تحتاج إلى تفكير: 1- معركة محمد محمود كانت بداية الفرز، على أساس أن الثورة ليست صفقة تعيد توزيع السلطة. 2- محاولات الأجهزة الأمنية والإخوان إعادة رواية تفاصيل المعركة لإظهار عدم المسؤولية عن ارتكاب المجزرة هو اعتراف أولًا بالمجزرة، وثانيًا بالكذب. 3- الاعتراف بارتكاب المجزرة يعنى ببساطة تداعى خطاب الأجهزة الأمنية وقتها وعلى رأسه المجلس العسكرى بأن المواجهات أمام وزارة الداخلية مؤامرة من أجل تدمير وزارة الداخلية، وهو الخطاب الذى صدرت به بيانات وتداولته قنوات وصحف لعزل الثوار فى محمد محمود. 4- وكذلك فإن محاولة الإخوان اليوم التمسح بـ«محمد محمود»، هو فضح لخطابهم الكاذب الذى كان يعتبر أن وصولهم إلى البرلمان نقطة نهاية للثورة، وتأكيد من جديد أنهم كانوا شركاء فى الميدان طيلة الـ18 يومًا، وأقصر من أجل توسيع مساحة المناورة مع السلطة، وشحن فرصهم فى المنافسة على كرسى المستبد لا فى الثورة على الاستبداد. 5- كما أنه عندما تعترف اليوم بالمجزرة، سواء كنت من الإخوان أو السلطة الأمنية، فإن هذا يعنى أن هناك حقًا ضائعًا، ليس بمنطق القصاص، لكن بمنطق العدالة، أى لكى لا يتكرر ذلك، فالغرض الأساسى من العدالة هو عدم تكرار الجرائم، المذابح، وهذا لا يتطلب اعتذارات أو أصنامًا سلطوية، لكن إعادة بناء نظام الدولة، لكى لا ترتكب مجازر جديدة، وهذا يعنى ببساطة أكثر وبدون فذلكات وبهلوانيات شطار الإخوان والسلطة القائمة محاكمة المسؤول ليعلم أن لا أحد يحميه، وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والسياسية والإعلامية، لكى تؤدى أداءً مختلفًا يتفهم التغيرات ولا يرتكب المجازر. ... هذا هو المعنى السياسى لـ«محمد محمود»، الذى صنعته أساطير البسالة، ضد اتفاقات وصفقات أجهزة المجلس العسكرى والإخوان، ومن حالفهما من التيار الإسلامى ليبقى الاستبداد عاليًّا مرفرفًا، وهو ما لم يحدث، رايات الاستبداد وخطاباته تتكسر، لكنها بمزيد من الضحايا، وفى أول ذكرى لموقعة محمد محمود سقط جيكا، رصاصات مشتركة بين الشرطة لخدمة الإخوان، وكان سقوطه لعنة طاردت المرسى من القصر إلى السجن. سيبقى «محمد محمود» أكبر من احتفال طقسى، وعبادة أساطير النقاء الثورة، سيبقى ما دام قادرًا على التفاعل والانتقال إلى مرحلة سياسية تفرض فيها القيم التى دفعت فيها الأرواح والعيون. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وإذا حكينا عن محمد محمود «3» وإذا حكينا عن محمد محمود «3»



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon