توقيت القاهرة المحلي 05:24:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسئولية الشعب!

  مصر اليوم -

مسئولية الشعب

عماد الدين أديب

دائماً هناك الحل السهل لتفسير أى أزمة يعانيها الإنسان المصرى! هذا الحل السهل وهذا التفسير المريح يكمن فى اتهام الحاكم والحكومة بالتقصير وتحميلهما مسئولية كل أخطاء وخطايا شعب بأكمله. الحاكم مجرد قائد، والحكومة مجرد سلطة تنفيذية، لكن العبرة دائماً تكمن فى الشعب الذى يمثل الأغلبية الكاسحة من القوى البشرية الفاعلة والمؤثرة. وحده الشعب هو الذى يخلق حالة التقدم أو حالة التخلف فى أى مجتمع فى أى وطن فى أى زمان. لم يكن ممكنا لليابان أن تحقق الطفرة الاقتصادية الهائلة عقب هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية لولا الالتزام الصارم للعامل اليابانى بقيم العمل والسعى المقدس إلى رفع إنتاجية العمل. ولم يكن ممكناً للصين الشعبية أن تحول أكبر زيادة سكانية فى العالم من حالة «العبء» البشرى الضاغط على التنمية إلى مصدر تطور وإنجاز وتخفيض قيمة اليد العاملة حتى أصبح المنتج الصينى من أكثر المنتجات تنافسية فى العالم بسبب رخص اليد العاملة. ولم يكن ممكناً للشعب الهندى العظيم أن يحول أكبر حالة فقر عرفها التاريخ إلى اقتصاد ينافس على صدارة اقتصادات العالم المعاصرة ويحتل مراكز متقدمة فى صناعات الصلب، والأدوية، والسلاح، والسيارات والقطارات، ولديه أكبر صناعة أفلام فى العالم وأكبر وادى تكنولوجيا إلكترونية على ظهر كوكب الأرض. هذا بالطبع تم إنجازه فى ظل حكومات رشيدة وواعية وفى ظل حكام لديهم قدر عظيم من الاستنارة والوعى والفهم، لكنه تم أيضاً من خلال تفاعل شعب يتوكل على الله ولا يتواكل، يقدر مسئوليته ولا يعلق خطاياه على شماعة الحاكم والحكومة، يحترم قيمة العمل بدلاً من أن يبحث عن الأعذار للتهرب من العمل. إن الإحصاءات التى تتحدث عن أن الموظف الحكومى المصرى يعطى عمله 35 دقيقة عمل يومية وأنه من أكثر الموظفين فى العالم الذين يتغيبون عن دور أعمالهم بأعذار أو بدون. طبعاً لا نريد أن نفتح ملف الفساد الإدارى الذى أصبح أسلوب حياة فى الإدارة الوسطى والدنيا فى جميع مجالات الجهات الرسمية. وأصبح الشعار المعروف «أبرز حتى تنجز» والإبراز هنا هو إبراز الرشوة حتى يتم الإنجاز وهو مجرد أداء المهمة المفروض أن الموظف يتقاضى -فى الأساس- راتبه عليها. نحن نلوم الحكام والحكومة ولكن متى توقفت النخبة السياسية فى مصر بشجاعة أمام مسئولية المحكومين بدلاً من قصر المسئولية فقط على الحاكم. لن تنهض مصر بحكومة وحكام، ولكنها سوف تنهض بالدرجة الأولى بوعى وقدرة وصدق وتفانى شعبها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسئولية الشعب مسئولية الشعب



GMT 03:16 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

الوضوء الوطني

GMT 03:14 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

مصفاة جديدة للنبوغ!

GMT 03:13 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أرض الحرية.. ليست حرة

GMT 03:05 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 03:01 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 02:59 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

العلم في مكان آخر

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon