توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تفشل المبادرات؟

  مصر اليوم -

لماذا تفشل المبادرات

عماد الدين أديب

وفق أى شروط يمكن أن تنجح مبادرة الفقيه الدستورى والعالم الجليل الدكتور أحمد كمال أبوالمجد التى تبناها منذ عشرة أيام بهدف إيقاف حالة الصراع الحالى المحتدم بين جماعة الإخوان ونظام حكم ما بعد ثورة 30 يونيو؟ فى اعتقادى الراسخ أن أى مبادرة ناضجة لا بد أن تقوم على مبدأ مقايضة شىء بشىء مثل مبدأ «الأرض مقابل السلام». فى حالتنا هذه فإن المقايضة ستكون سلامة الجماعة واستمرارها مقابل الاعتراف بالشرعية الجديدة والدخول فيها ونبذ العنف. سلامة الجماعة تعنى حق وجودها السياسى والقانونى ممثلاً فى حزب الحرية والعدالة بأمواله وبمقاره وبأعضائه وكأنه يشكل وجوده القانونى والسياسى والمادى مقابل الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو والدخول فى مؤسساتها وعدم المنازعة على وجودها ونبذ جميع أشكال العنف التقليدى والمسلح. ولعل أكثر ما أوقع الدكتور كمال أبوالمجد وهو يحاول إنجاح مبادرته هو اكتشافه أن قيادات الإخوان الحالية الموجودة خارج أسوار السجن ليست لديها القدرة على اتخاذ القرار التاريخى الصعب بالدخول فى مفاوضات شرعية بشروط تبدأ بالاعتراف بشرعية النظام الجديد. ما زال إخوان السجن يعيشون حالة نفسية مختلفة ومتناقضة عن إخوان خارج السجن. إخوان السجن يريدون من إخوانهم خارج أسوار السجن استمرار إثارة العنف والقلاقل وتعكير صفو المجتمع وتصعيب أوجه الحياة حتى ينفجر النظام من الداخل فيسقط نظام ثورة 30 يونيو فيخرجون من خلف أسوار السجن محمولين على الأكتاف. هذا الوهم وهذا الخلل فى الإدراك وهذا الفهم السياسى الطفولى يسبب فشل أى مبادرة حوار جادة مع جماعة الإخوان. على الجماعة أن تدرك بواقعية وشرف أنها حكمت ففشلت، وأنها أمسكت بمفاتيح إدارة البلاد وأخفقت، وأنها اعتمدت على شعبية الشارع فخرجت لها أكبر مظاهرة شعبية فى تاريخ البشرية المعاصر تقول لها «لا» مدوية هزت أركان العالم. إذا لم تفهم الجماعة وقيادتها هذه الحقائق فهى سوف تستمر فى غيبوبة وسوف تستمر قيادتها تعيش فى هلاوس وضلالات. النظام الذى ذهب لن يعود. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تفشل المبادرات لماذا تفشل المبادرات



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon