توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية توجو والبهارات المغشوشة

  مصر اليوم -

حكاية توجو والبهارات المغشوشة

مصر اليوم

  ما زال فى حكاية توجو مزراحى ما يمكن التوقف عنده. كيف تعتبر المتعة مؤامرة كاملة؟ كيف تخرج من فيلم سعيدا، وأنت تشعر بالتوجس، لأنه بالتأكيد يدس السم فى تلك السعادة؟ أحاول هنا أن أسير خلف حكاية توجو لأكتشف من خالها كمًّا كبيرا من أساطير مؤسسة لتعاستنا.. أو لانفصالنا البائس عن حياتنا فى سبيل حياة أخرى، صنعت تصنيعًا فى معسكرات جماعات نشر الكآبة العمومية. فى حكاية توجو طرف من خيط ما عشنا فيه وفوجئنا بأن هناك من يريدنا أن نعتذر عنه.. لكننا الآن سنظل نحكى عن عالمنا الذى نحبه ولن نعتذر. فى أول مقال عن توجو مزراحى فى الصحافة المصرية بعد حظر اسمه (عقب العدوان الثلاثى 1956، بعد أن عاد إلى روما بعشر سنوات). المقال كتبه شيخ النقاد أحمد كامل مرسى فى مجلة «السينما والناس» «أكتوبر 1970».. وعرفت منه أن توجو.. بنى استوديو الجيزة، وكان «.. غريبا وجديدا فى نوعه.. ففى الدور الأرضى توجد حجرات المعامل والتوليف والمكياج. وفى الدور الأول توجد حجرات الممثلين والممثلات ومكاتب الإدارة والحسابات. وفى الدور الثانى يوجد الاستوديو وكل ملحقاته من معدات التصوير والإضاءة ومخازن الملحقات والمناظر (الديكور والاكسسوار).. الواقع أن هذه هى المرة الأولى والأخيرة، التى شاهدت فيها أحد الاستوديوهات التى أقيمت على هذا الطراز وبهذا التصميم». عرفت أيضا أن «.. توجو بدأ بتصوير أفلامه فى المناظر الخارجية، ثم انتقل إلى الأفلام ذات المناظر الداخلية البسيطة، وتدرج منها إلى الأفلام ذات المناظر الداخلية الضخمة، حتى إنه استخدم شارفنبرج فى تصميم رائعته السينمائية (سلامة) بطولة أم كلثوم ويحيى شاهين..». والمدهش أن توجو كما يقول أحمد كامل مرسى: «.. يحرص طوال حياته السينمائية على العمل مع مجموعة من الفنانين والفنيين، الذين ارتبط بهم وارتبطوا به فى كل أفلامه تقريبًا.. وأذكر منهم على سبيل المثال، لا الحصر الزملاء والأصدقاء عبد الحليم نصر وشقيقه محمود نصر وعبد الحميد السخاوى الذى كان يهتم بكل ما يتصل بالمناظر ولوازمها ورضوان عثمان الدينامو الحى لمعمل توجو الصغير الملحق بالاستوديو. واتصل به لفترة غير قصيرة الصديق الراحل عبد الحميد زكى مدير الإنتاج المعروف كمشرف ومنظم الناحية الإدارية فى شركة الأفلام المصرية، وكذلك الزميل المخرج إبراهيم حلمى، ومن الملاحظ أنهم جميعهم من أبناء الإسكندرية، وأنهم انتقلوا جميعًا معه إلى القاهرة، عندما عزم على نقل نشاطه الفنى إلى العاصمة. وعرفوا فى الوسط الفنى باسم (أسرة توجو السينمائية)...». أحمد كامل مرسى عرف توجو من بعيد كمتفرج عادى، ثم عرفه من قريب عندما عمل معه كمساعد فى بعض الأفلام.. وكما يقول «الواقع الذى أعترف به ولا أنكره، إن العلاقات الودية بينى وبينه، استمرت حتى اليوم، على الرغم من استقراره بعيدا هناك فى روما. ولقد انتهزت فرصة وجودى فى مهرجان «قرطاج» السينمائى عام 1970، وما إن أنهيت مهمتى كرئيس لجنة التحكيم، حتى سعيت لزيارة توجو فى إيطاليا.. وفى طريق العودة إلى القاهرة ذهبت إلى روما، وقضيت فيها بضعة أيام، واتجهت إلى عنوانه بشارع ثرى مادونا أى العذارى الثلاث.. وكان يومًا ممطرا شديد البرودة، لكنه أحسن استقبالى هو وزوجته، ورحَّبا بى ترحيبًا كبيرًا وغمرانى بسيل من الأسئلة والاستفسارات عن مصر.. عن أم كلثوم.. عن.. وعن.. حتى إننى شعرت بالدفء من حرارة لقائهما وصدق عاطفتهما ولا أذيع سرا لو قلت إنى أتمنى أن يمد الله فى عمرى، وأن يهبنى مالًا من عنده، لأقوم بزيارة هذا الزميل والصديق والأستاذ الكبير. وأتمتع بجولة فى إيطاليا بلاد الفن والموسيقى والجبال..». اختفى توجو مزراحى من عالم السينما فى القاهرة والإسكندرية بالتدريج ابتداءً من 1946. بعدها كانت تنشر أخبار عن عودته من روما واستعداده لمشاريع جديدة لم تنفذ. لكنه طوال 40 سنة (مات فى روما 1986) ظل اسمه بين حضور وغياب.. هو أحد أساطين السينما المصرية كما وصفته مجلة «سينى فيلم» فى عدد أول أبريل 1952. توجو حكى فى حواراته الأخيرة عن أحلامه: الكونت دى مونت كريستو ومحمد على الكبير. والآن بعد كل هذه السنوات، وبعد أن قامت الدنيا ولم تقعد بقيام إسرائيل.. وبعد أن أصبح كل يهودى متهما حتى تثبت براءته من الصهيونية.. ما زال توجو مزراحى يثير نوعًا مدهشًا من الجدل.. على الرغم من أنه كان من أسطوات الصنعة المشغولين بحرفيتها، ربما أكثر من أفكارها.. هكذا تبدو أفلامه.. فهل كان هذا المغامر الإيطالى مخرجا من مصر؟! أم قنبلة مفخخة كما يتوهم المهوَّسون بالمؤامرات الخفية؟ أميل إلى السينما.. لكن المؤامرة تضع على مشاهدة الأفلام بهارات. أجدها.. هنا حتى بهارات مغشوشة. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية توجو والبهارات المغشوشة حكاية توجو والبهارات المغشوشة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon