توقيت القاهرة المحلي 14:24:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المجتمع وليس جبهة الإنقاذ

  مصر اليوم -

المجتمع وليس جبهة الإنقاذ

وائل عبد الفتاح

ما يحدث فى مصر ليس استقطابا. الاستقطاب بين فكرتين أو تيارين، لكن المجتمع الآن فى حالة «صد العدوان» الذى قامت به جماعة الإخوان المسلمين ومن حالفها لوضع حجر الأساس لدولة المشايخ والفقهاء.. وفرض دستورها بكل ما لدى الجماعة من مهارات اللف والدوران وما أُوتى المرسى من صلاحيات. المعركة الآن ليست بين جماعة الإخوان وجبهة الإنقاذ، لكنها بين جماعة اعتدت على المجتمع بابتسامة خادعة، باردة، وعنف مكتوم وكراهية مكشوفة لكل الخارجين عن طاعتهم ومن دونها. تحاول الجماعة وقادتها ومتحدثوها الإيحاء بأن ما يحدث هو صراع على السلطة. لا تخفى الجماعة فى عدوانها خطاب الكراهية، فهى الأصل والخارجون عنها «أغيار» أو «غرباء».. يوصفون بـ«هم»، ويضم كل من يقف ضد مشروع تأسيس دولة القبيلة الإخوانية.. وفى واحد من التعبيرات التاريخية عن خطاب الكراهية قال المرسى «وهم قالوا إن لديهم مصابين». إنه وعى يضع الإخوان فى مواجهة المجتمع كله.. لا مجرد تيارات سياسية تجمعت تحت راية جبهة الإنقاذ. وفى الليلة السابقة على الاستفتاء ظهرت فرقة تبرير الدستور تحت لافتة الجمعية التأسيسية التى من المفروض أنها فى وضع «المحلولة».. الفرقة كلها كانت إخوانا وحلفها (معظمهم إخوان سابقون) استخدموا مقر مجلس الشورى، بينما جبهة الإنقاذ الوطنى منصة سريعة للرد على فرقة التبرير التى اعتمدت الهجوم والتشكيك، وبدت الفرقة كلها منفعلة من كلمة البرادعى الذى اعتبر الدستور باطلا ولو تم الاستفتاء عليه.. هكذا بدت حرب المنصات واضحة: جماعة وحلفها الصغير فى مواجهة الجميع.. هل تحدث المفاجأة وتدوى «لا.. كبيرة» لتستمر ثورة مصر فى تقديم موديل ثورات خارج التوقعات؟! النتيجة على استفتاء اليوم ليست هى الحاسمة ولا المهمة.. إنها حرب لن تنتهى بالضربة القاضية وإنما بالنقاط. حرب بين سلطة تبنى ديكتاتوريتها ولا يهمها أن البطلان سيكون عنوان كل خطوة ومجتمع تسرى روح الثورة فيه بعد مرور عامين لاستكمال الطريق إلى دولة حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.. والرحلة وإن كانت صعبة فإنها توقظ كل يوم قطاعات كانت نائمة.. الرحلة تسير خلف خريطة يرسمها أدلة كرماء دفعوا حياتهم ثمنا واكتفوا بصورة فى القلوب وعلى الحوائط تذكر ابتساماتها بالطريق.. هؤلاء سيحمون الثورة من لعنة الاستفتاء.. الذى تصور المصريون أنه سيكون احتفالا بالديمقراطية الوليدة، لكنه فى ما يبدو سيكون شرارة ثورة ثانية ضد الطبعة الدينية من الاستبداد. الثورة الثانية مثل الأولى يقودها الشارع الذى لا توقفه حسابات السياسيين أو مصطلح على تسميته «النخبة».. وميزة الثورة الثانية أن حساباتها أقل وفرزها أكبر.. وهو ما جعل النخبة تزداد التصاقا بجماهير الثورة.. تسير خلفها ولا توقف مساراتها المتعددة بين العنف والضغط والحشد فى معركة الصناديق. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع وليس جبهة الإنقاذ المجتمع وليس جبهة الإنقاذ



GMT 09:56 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مهلة جانتس

GMT 09:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

السؤال الذى أبكى الملايين؟!

GMT 06:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

فى المشمش!

GMT 06:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

الأصدقاء وذكريات لا تعنيهم

GMT 06:48 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

كهفُ الفيلسوف.. وحبلُ الفيل

GMT 06:46 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

حق مستهلك الأوبر

GMT 06:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

فنانة لبنانية أنهكها العمر ولم تعد تستطيع الحراك

GMT 05:22 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

سان جيرمان يُغري أنطونيو كونتي براتب ضخم

GMT 05:34 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

كايا جيربر تخطف الأنظار بإطلالة من "شانيل"

GMT 11:10 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

لورا ويتمور تجذب الأنظار إلى إطلالاتها السوداء

GMT 09:40 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرفي على كيفيّة العناية بالشعر القصير لينمو بكثافة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon