توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية؟

  مصر اليوم -

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية

بقلم : سعد إلياس

بعد أقل من 3 ساعات على إطلالة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام للحديث عما تحقق في خلال 100 يوم من عمر الحكومة، جاءت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لتحوّل هذه المنطقة إلى ضحية عشية عيد الأضحى، ولتشوّش على مسيرة العهد والحكومة ولتستهدف بشكل ممنهج الموسم السياحي المرتقب ونهوض لبنان وتعافيه الاقتصادي.

وبدا من تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب عازمة على تصعيد اعتداءاتها على عتبة موسم الصيف، إذ دعا «الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاح حزب الله»، وموجهاً رسالة مباشرة إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، قائلاً: «إذا لم تفعلوا المطلوب، سنواصل العمل بكل قوة».

وتأتي التهديدات الإسرائيلية المتجددة بعد أيام على زيارة وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد إلى الرؤساء الثلاثة وتجديد الموقف أن لا بحث حالياً في موضوع السلاح قبل وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من النقاط الخمس المحتلة وإعادة الإعمار. كما جاءت الغارات والتهديدات بعد الحديث عن تباطؤ العهد والحكومة في تطبيق قرار حصرية السلاح بيد الدولة، وهذا ما رشح من اللقاءات التصالحية الأخيرة حيث بدا أن الملف الأساسي المتصل بسلاح «الحزب» لم يكن محورياً في تلك اللقاءات، لاسيما أن هذا الملف يُعد شرطاً جوهرياً لدعم لبنان من الدول الخليجية والمجتمع الدولي وخصوصاً في عملية إعادة الإعمار.

إذاً، ما زالت الدولة اللبنانية تأخذ بعين الاعتبار استراتيجية «حزب الله» القائمة على تجميد الوضع على ما هو عليه، علماً أن عدم حسم ازدواجية السلاح يُبقي لبنان في دائرة الفوضى وعدم الاستقرار وعدم الازدهار. وعندما حاول الرئيس نواف سلام التأكيد على احتكار الدولة للسلاح ولقرار الحرب والسلم، متحدثاً عن أن زمن تصدير الثورة الإيرانية انتهى، تعرّض لحملة سياسية واتهامات بـ «الصهينة» لوقف اندفاعته في اتجاه فرض سيطرة الدولة قبل أن يتدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتبريد ووأد التوتر.

فهل تؤدي الغارات الإسرائيلية غرضها في مراجعة الأداء وفي تسريع وضع جدول زمني لتسليم السلاح أم تعطي مفعولاً عكسياً وتمنح «حزب الله» حجة للاحتفاظ بهذا السلاح؟

يعتبر البعض أن على الدولة حسم أمرها والاستفادة من الفرصة غير المسبوقة لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية والتوقف عن الرهان على نتائج المفاوضات الأمريكية الإيرانية للبت بموضوع السلاح من دون أن تُستدرَج لصدام في الداخل مع «الحزب». ويرى هذا البعض أن «حزب الله» لو كان يستخدم هذا السلاح ليرد على الاعتداءات الإسرائيلية لكان احتفاظه به مبرراً، غير أن هذا السلاح الموضوع في المستودعات باتت تستخدمه إسرائيل ذريعة لمهاجمة لبنان وإيقاع الضحايا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار قبل أكثر من ستة أشهر، وبالتالي يسأل هؤلاء أي وظيفة باتت لهذا السلاح إذا لم يكن باستطاعته ردع إسرائيل عن اعتداءاتها وحماية البيئة الحاضنة؟ أما التحجج بأن الجيش اللبناني عاجز عن الدفاع عن الحدود وعن لبنان وأن سلاح «الحزب» باق للقيام بهذه المهمة، فهل نجح «حزب الله» من خلال ترسانته العسكرية في منع الجيش الإسرائيلي من تخطي الحدود وفي حماية حتى قياداته العليا وكوادره من الاغتيال؟ وإذا كان لم ينجح في هذه المهمة قبل سقوط حليفه نظام بشار الأسد في سوريا فهل سينجح بعدما خسر هذا الحليف وتقطّعت كل أوصال الإمدادات من طهران إلى بيروت؟

أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي زار بيروت وأعلن الرغبة في فتح صفحة جديدة من العلاقات وعدم التدخل في السياسة الداخلية، فقد حمل موقفه ظاهراً رسالة إيجابية لكنه في المضمر أراد توجيه رسالة أن إيران لن تتدخل لتطلب من أحد وكلائها في المنطقة أي «حزب الله» تسليم سلاحه في أي تسوية مع الولايات المتحدة، تماماً كما كان الموقف الإيراني في زمن الشغور الرئاسي حيث كانت طهران تنفض يدها وتحاول رفع مسؤوليتها عن عرقلة هذا الاستحقاق واستخدامه ورقة في التفاوض.

في ضوء كل ما تقدم، يتبيّن أن كل مساعي العهد والحكومة لتحقيق الإصلاحات وللانفتاح على الدول العربية والخليجية لاستقطاب الدعم وحض هذه الدول على رفع الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان لن تأتي بالنتائج المرجوة طالما لا يوجد استقرار حقيقي وطالما بقيت إسرائيل تتذرّع بوجود السلاح لتنفّذ ضرباتها ضد الأراضي اللبنانية. وبالتالي فإن الابتسامات العريضة والمتعمدة التي دخل وخرج بها نواب «الوفاء للمقاومة» من لقائهم برئيس الحكومة ليست هي التي تطمئن اللبنانيين وتوحي بالثقة للرعايا العرب وللمجتمع الدولي، بل الحاجة لفتح مسار جديد كما يفعل الرئيس السوري أحمد الشرع وإغتنام الفرصة المتاحة لاتخاذ إجراءات تلبّي مطلب سحب السلاح كي يستعيد المواطنون فعلاً مُناخ الثقة بدلاً من إبقاء القديم على قدمه، خصوصاً أن الآمال الكبرى التي علّقها لبنانيون على العهد الجديد وعلى خطاب القسم بدأت تتلاشى بعد خمسة أشهر على الانتخاب واقتصار التعهدات حتى الآن على الكلام بدل الأفعال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية



GMT 15:01 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

ترامب يصل الثلاثاء وفتح المعابر الاثنين!

GMT 20:15 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الجامعات الأوروبية.. هل انتهى الاستشراق؟!

GMT 11:17 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

لماذا فاز البلشى فى نقابة الصحفيين؟

GMT 06:00 2025 الجمعة ,28 شباط / فبراير

ظلم مسكوتٌ عنه

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt