توقيت القاهرة المحلي 18:54:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الوقت المناسب

  مصر اليوم -

في الوقت المناسب

مصر اليوم

  آخر معركة جوية جرت بين الطيران الإسرائيلي والطيران السوري كانت في زمن الأب حافظ الأسد عام 1982، ووقتها استطاع الطيران الإسرائيلي اسقاط عشرات الطائرات السورية التي شاركت بالمعركة دون ان تنجح سورية في اسقاط طائرة واحدة للعدو.بعد ذلك أدركت سورية عقم محاولات مجاراة إسرائيل في المعارك الجوية واتجهت بكليتها نحو العمل على حيازة الصواريخ الباليستية التي يمكنها القيام بعمل الطائرات في قصف مواقع العدو دون التعرض لخطر السقوط وموت الطيارين. وبطبيعة الحال فان أمريكا وإسرائيل أخذتا في تطوير برامج لاعتراض الصواريخ وتم تدشين بطاريات باتريوت التي أظهرت كفاءة نسبية في اسقاط الصواريخ المهاجمة، وزادت إسرائيل على ذلك بتبني برنامج لانتاج الصاروخ أرو، حتى وصل الأمر الى مشروع القبة الحديدية التي تعتمد عليها إسرائيل حالياً. خطر هذا ببالي بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق والتي أكدت لي ان الجيوش العربية هي أهم ما تعتمد عليه إسرائيل في حماية أمنها..فالجبهات الخالية من الجيوش النظامية كالجنوب اللبناني وقطاع غزة هي التي تشكل خطراً على أمن إسرائيل، أما الجبهات الآمنة فهي التي تتولى الجيوش حراستها!. وقد دفعني القصف الإسرائيلي العنيف للمواقع السورية للتساؤل حول جدوى التسلح ووضع المجتمع كله داخل قفص حديدي محكم بدعوى النضال والممانعة والصمود والتصدي، مع اضاعة السنين في حيازة طائرات لا يمكنها دخول معارك جوية مع الطيران الإسرائيلي.. وبعد اكتشاف ذلك ندخل في عملية اضاعة جديدة للوقت والمال في حيازة الصواريخ التي لن نستعملها أيضاً!. وربما يعيدنا ذلك الى نصيحة واحد من أشرف وأكفأ أبناء العسكرية المصرية هو الفريق سعد الذين الشاذلي القائد العسكري لحرب أكتوبر الذي أوصى في مذكراته من يريد ان يواجه عدوه عسكرياً بضرورة الحصول على سلاح متطور أكثر مما لدى العدو..اذ ما جدوى الحصول على أسلحة ضعيفة سوف يتم تدميرها عند أول مواجهة؟ وما فائدة سلاح طيران تخشى عليه من الذراع الطويلة لإسرائيل فتتركه يصدأ في الدُشم ولا تستعمله أبداً لتأكدك من أنه مقضي عليه اذا غامر بالدخول في المعارك؟.ان الفريق الشاذلي يقدم هنا نصيحة مخلصة نابعة من قلب محارب وطني عظيم عندما يدعو العرب الى توفير نفقات التسليح واستخدامها في تحسين أحوال الناس المعيشية بدلاً من ربط البطون والتقتير على الشعوب من أجل توفير المال لشراء سلاح لا فائدة منه.. ولا يعني هذا بطبيعة الحال ان الرجل لا يريد محاربة العدو، بل ان العكس هو الصحيح، لكنه يسخر من مليارات الدولارات التي تنفقها الدول العربية في شراء أسلحة غربية محدودة الأثر ثم وضعها في المخازن ليأكلها الصدأ، وذلك لإدراك من اشتراها منذ البداية أنها لا تصلح لمواجهة الأعداء الحقيقيين، لكن تصلح لحل أزمة البطالة لدى عمال المصانع التي أنتجت السلاح الوهمي، أو تصلح ليقاتل الشقيق بها شقيقه!. أما الحالة السورية التي لا تتسلح بالسلاح الغربي الذي قام مصدّروه بنزع التكنواوجيا منه قبل إرساله إلينا، وانما تعتمد على السلاح الروسي والكوري والايراني فانها لا تتعلق بعدم جدواه- اذ إنه أثبت فعالية كبيرة في معارك الجنوب اللبناني- لكنها تتعلق بالارادة السياسية الخائرة لدى من يتمتع بالجرأة الفائقة في قصف بنى وطنه براجمات الصواريخ ثم ابداء أقصى درجات ضبط النفس لدى التعرض لضربات العدو، مع اتحافنا بالجملة الخالدة: نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب!.   نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الوقت المناسب في الوقت المناسب



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 03:11 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

الدولة

GMT 03:08 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

مسألة الديمقراطية وسياسات التثوير

GMT 03:06 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

معركة خطرة وشيكة في السودان

GMT 04:22 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

تسريحة الشعر المبلل في المنزل في 5 خطوات فقط

GMT 23:38 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

اختطاف مدرعة وضابط أمن مركزي في قنا

GMT 15:51 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

حلاوة المولد .. طريقة عمل البندقية

GMT 02:18 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غاريث ساوثغيت يؤكد إصابة نجم "توتنهام" هاري كين

GMT 00:41 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

تعليق محمود كهربا بعد مشاركته الأولى مع الأهلي المصري

GMT 10:33 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد زوجها رامي رضوان

GMT 21:35 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ابتكارات يوسف الجسمي التي أطلقها بفاشن فورورد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon