توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حما..س القدرة والمصير

  مصر اليوم -

حماس القدرة والمصير

بقلم : نبيل عمرو

ردّت “حماس” على المقترح الإسرائيلي الذي وصلها عن طريق وسطاء بالرفض، مفسّرة موقفها بأنّ الاقتراح ينطوي على مطالب تعجيزية. وقبل تلقّيها المقترح علمت بأنّ إسرائيل من خلال المبعوثين الأميركيَّين، ستيف ويتكوف وآدام بوهلر، تطالب بتجريدها من سلاحها، وهذا ما اعتبرته “الحركة” خطّاً أحمر غير خاضع للتفاوض. وفي تفسيرها لموقفها من سلاحها، قالت إنّه أمرٌ يتعلّق بالكرامة، وإنّ السلاح سيبقى بحوزتها ما دام الاحتلال قائماً.

حركة “حماس” التي أخذت على عاتقها بدء معركة “طوفان الأقصى”، التي تنصّل حلفاؤها  من المشاركة في إصدار قرارها، واصلت الحرب قتالاً وتفاوضاً وكادت تحقّق الكثير ممّا سعت إليه من خلال الصفقة المتكاملة التي وضعتها إدارة جو بايدن، والتي رأت فيها “حماس” فرصة للبقاء في غزّة، وإن لم تكن حاكمةً كالسابق، لكنّها شريكة في الحكم، من خلال وجودها المسلّح الذي استعرضته في عمليّات التبادل، التي تمّت عدّة مرّات، ضمن المرحلة الأولى للصفقة الأميركية.

تحت وطأة ضغط إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وافق بنيامين نتنياهو على الصفقة، لكنّه أضمر انقلاباً عليها قبل الوصول إلى استحقاقات المرحلة الثانية، التي تنصّ على انتهاء الحرب وانسحاب إسرائيل وفتح المعابر لدخول المعدّات اللازمة لإعادة الإعمار.

الانقلاب على الاتّفاق

اعتبرت “حماس” هذا السيناريو الأميركي انتصاراً لها، من دون أن تحسب بدقّة أنّ واضعي السيناريو من إدارة بايدن سوف يغادرون البيت الأبيض عمّا قريب، وأنّ نتنياهو الذي قبِل بالصفقة قبِل بالفعل بالمرحلة الأولى منها فقط، تاركاً الثانية والثالثة للتفاوض عليهما، بحيث يتزامن التفاوض مع قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وساعتئذٍ يتمّ الانقلاب على كلّ ما بقي من الصفقة للدخول في مرحلة جديدة من الحرب والمساومات تحت ضغط النار.
يواجه الفلسطينيون أخطر ما واجهوه منذ بداية نكبتهم، ولا خيار لديهم سوى مواصلة الحياة والأمل مهما كان الثمن

ما حدث مع قدوم ترامب كان مخالفاً تماماً لحسابات ورهانات “حماس”. وفي زمنٍ قياسيّ، بدا كلمح البصر، لم تعُد إيران سنداً استراتيجيّاً فعّالاً، ولم يعد “الحزب” شريكاً تضامنيّاً على أيّ مستوى، وتلاشت واسطة العقد سوريا من مشهد “الممانعة”، وكانت النتيجة أنّه وقع في المنطقة أعمق انقلابٍ للقوى وتموضعها وأدوارها. وهذا كلّه جاء ضدّ “حماس” وحساباتها ومعسكر الممانعة من أساسه.

معركة حياة أو موت

وجدت نفسها “حماس” بعد كلّ ذلك أمام معركة حياة أو موت، وإسرائيل لم تعد تريد تسوية معها كما كانت مضطرّة إلى ذلك تحت ضغوط إدارة بايدن. فهي تريد في عهد ترامب استسلاماً كاملاً وصريحاً لـ”حماس” يكون بحجمٍ يسمح لنتنياهو تصويره انتصاراً مطلقاً له حارب من أجله ويراهن عليه لإنقاذ رقبته من مقصلة  المساءلة وقضايا الفساد.

إسرائيل

أميركا التي في عهد بايدن، بقصدٍ أو من دون قصد، وفّرت لـ”حماس” فرصاً للبقاء في غزة، أميركا هذه، جاء إلى حكمها رئيسٌ يزايد حتى على بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير ونتنياهو في القضاء على “حماس” وإنهاء وجودها. وما حكاية شرط تسليم السلاح إلّا للإذلال، وهي تعرف أنّ ما بقي لـ”حماس” من سلاح لا يكفي لتكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، ولا حتى لما هو أقلّ منه بكثير.

هذا التطوّر الفادح، الذي لم تحسب له “حماس” حساباً، وقع دفعةً واحدة، وفي زمن قياسي كلمح البصر، فوضع الحركة أمام خيارين أحلاهما أشدّ مرارةً من الآخر: إمّا مواصلة القتال بلا حلفاء، وبإمكانات تتضاءل يوماً بعد يوم، وإمّا القبول بما يُعرض عليها. وهذا يعني هزيمة محقّقة لن تقوم لها من بعدها قائمة، على الرغم من كلّ ما يمكن اختراعه من مظاهر تجميلية.
لا أحد يعرف إلى أين ستصل “حماس” في موقفها الراهن ممّا يُعرض عليها من قِبل أميركا وإسرائيل

لا أحد يعرف إلى أين ستصل “حماس” في موقفها الراهن ممّا يُعرض عليها من قِبل أميركا وإسرائيل. غير أنّ ما هو معروف هو ارتفاع أصوات أهل غزّة المفترض أنّهم حاضنة “حماس”، مطالبين بوقف الحرب تحت شعار محقّ: “بدنا نعيش”. وما هو معروفٌ أيضاً ويشاهَد على الأرض أنّ إسرائيل تستغلّ كلّ يوم وكلّ ساعة لتغيير جغرافية غزّة ورسم خريطتها الجديدة، وهذا ما تفعله فيها لا ينفصل عمّا تسعى إليه في الضفّة الغربية.

يواجه الفلسطينيون أخطر ما واجهوه منذ بداية نكبتهم، ولا خيار لديهم سوى مواصلة الحياة والأمل مهما كان الثمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس القدرة والمصير حماس القدرة والمصير



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt