توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقف إطلاق النار... وشرط صموده

  مصر اليوم -

وقف إطلاق النار وشرط صموده

بقلم : نبيل عمرو

على مدى أحد أطول الصراعات في العصر، وقعت حروبٌ كانت تتوقف بصورة مؤقتة أو دائمة، من خلال اتفاقات وتفاهمات على وقفٍ لإطلاق النار. غالباً ما كان يتم بتدخل خارجي، يُتوِّجُه قرارٌ من مجلس الأمن.

أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار تم بالأمس القريب، ونُفّذ صبيحة الأربعاء السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2024، كان ثمرةً لتفاهمات أولياء الأمور، إيران ولية «حزب الله»، وأميركا ولية إسرائيل؛ إذ اجتمعت مصالح أولياء الأمور على ضرورة وقف إطلاق النار بتشجيع من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي وافق على منح غريمه الانتخابي بايدن، جائزة ترضية يتباهى بها فيما تبقى له من رئاسة وعمر، ذلك حين شجّع الوسيط الأميركي آموس هوكستين على المضي قدماً في مساعيه، بينما لم تكن إيران في حاجة إلى تشجيع؛ لإدراكها حساسية الستين يوماً المتبقية قبل أن يعتلي ترمب سدة الرئاسة والقرار في واشنطن.

حين يتفق أولياء الأمور لا يملك تلاميذهم سوى الامتثال وبلاغة تصوير ما حدث على أنه نصر مبين تهون من أجله كل الخسائر والتضحيات!

حرب السنة وشهرين، كانت بمثابة حربٍ مختلطة وسائلها بين نهج الجيوش ونظم الميليشيات، كانت الأطول من بين كل الحروب الكبرى التي خاضتها إسرائيل على كل الجبهات، كانت حافلة بمفاجآت حددت مساراتها على نحوٍ جعل توقفها مثلما توقف غيرها أمراً يكاد يكون مستحيلاً، مفاجأة البداية كانت زلزال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أنتجت مفاجأة الصمود القتالي الغزي، أمام الاجتياح الانتقامي الإسرائيلي، وأنتجت كذلك مفاجأة الاتساع لتشمل جغرافية الإقليم من رفح إلى الناقورة إلى باب المندب. ذلك أيضاً أدّى إلى مفاجأة الانشغال الدولي الرسمي والشعبي على نحو لم يحدث مثله من قبل، ثم مفاجأة محكمة العدل الدولية وقراراتها، ومحكمة الجنايات ومذكرات الاعتقال التي أصدرتها وأشياء كثيرة مرئية وخافية، أنتجتها هذه الحرب الأطول والأعنف من كل حروب الشرق الأوسط.

مرَّت ثلاثة أيام على دخول وقف إطلاق النار الأخير حيّز التنفيذ وصموده بفعل حاجة كل أطراف الحرب إليه، على هيئة هدنة مدتها ستون يوماً لعلها تكون حاضنة جهداً سياسياً يتجاوز وقف النار، ليذهب إلى الحد الأقصى كترسيم الحدود البرية؛ ما يفتح باباً إلى سلام وتطبيع مشابه «للسلامات والتطبيعات» التي أُنجِزت واستقرت في المنطقة، وهذا ما جرت الإشارة المباشرة إليه وما يُنتظر أن يتواصل العمل عليه الذي بدأ بوتائر مختلفة قبل هذه الحرب وأثناءها.

في مسألة الحرب والسلام لا استثناء عن القاعدة التي حكمت كل الحروب، ومفادها وقف إطلاق النار هو المبتدأ والتسويات السياسية هي الخبر، ولا جملة مفيدة بمبتدأ بلا خبر.

المبتدأ في الشرق الأوسط وفي كل الحروب هو الصراع الرئيس مع إسرائيل وأساسه المسألة الفلسطينية، وقل عن حضورها في الصراع ما تحب وما تختار... سبب حقيقي أم ذريعة، التزام مبدأي أو عقائدي أو تكتيكي أو مصيري، اقتصادي تجاري، أو غلاف للصراعات الداخلية والبينية ولبرامج الأحزاب وبلاغات الانقلابات العسكرية، هي في الواقع هذا كله؛ ذلك لكونها بؤرة اشتعال سحرية، تمتلك قدرة على استحالة الانطفاء، أو كمعدن لم يُخترَع بعد السائل الذي يقوى على إذابته.

غير أن لهذه البؤرة السحرية ميزة تجعلها قابلة للمعالجة والحل الجذري، بدايتها وقف لإطلاق النار على جبهة غزة، أسوةً بتوأمتها اللبنانية، شريطة الذهاب على الفور إلى معالجة الجذر ولا أخال أن الفلسطينيين والعرب، غير جاهزين للتعاون بحدوده القصوى.

وقف إطلاق نار في غزة بدأ العمل عليه من قِبل مصر التي تحاول طَرق الحديد الساخن والإفادة من الفرص قدر ما تستطيع، أمّا التسوية الجذرية الدائمة فتعمل عليها المملكة العربية السعودية وقد أسست لإطار دولي نوعي جامع لتركيز الجهد نحو الحل الجذري، ومثلما قال عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عقود لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، يقول التحالف الدولي الذي تعزز بإجماع عربي وإسلامي وعالمي، لا تضيعوا الفرصة هذه المرة لأن بديلها حرب أو حروب تقف خلف الباب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف إطلاق النار وشرط صموده وقف إطلاق النار وشرط صموده



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt