توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلينكن ونتنياهو... الخلفية والواجهة

  مصر اليوم -

بلينكن ونتنياهو الخلفية والواجهة

بقلم : نبيل عمرو

 

لا يزال بنيامين نتنياهو صاحب قرار الحرب عن الجانب الإسرائيلي، وكل المعارضات التي يبديها سياسيون وعسكريون، من حيث تأثيرها في المسارات الأساسية غير ذات جدوى.

لم يحدث في أي مكان على وجه الأرض، ولا حتى في تاريخ الحروب، أن نشأ خلاف يبدو أساسياً بين المرجع العسكري الأعلى الذي هو وزير الدفاع، ومرجع القرار السياسي الوحيد الذي هو رئيس الوزراء، ويبقى الاثنان كلٌ في موقعه يؤدي دوره في الحرب، حيث القرار الاستراتيجي باقٍ في يد رئيس الوزراء والتنفيذ على الأرض باقٍ بيد وزير الدفاع، ولكن وفق ما يريد رئيس الوزراء وما لا يريد وزيره.

شبهة توزيع الأدوار بين القادة تظل واردة، وحقيقة الصراع على السلطة حتى في ظل الحرب واردةٌ أكثر، ذلك أن كل من يتطلع إلى الموقع السحري في إسرائيل؛ وهو رئاسة الحكومة، لا تحركه متطلبات وظيفته بالقدر الذي تحركه استطلاعات الرأي التي تحدد فرصه فيما يحلم به ويسعى إليه.

الحالة الإسرائيلية في زمن السلم والحرب، إطارها النظام السياسي الذي مركز القرار فيه الكنيست، فمن يحصل على أغلبية صوت واحد فيه باستطاعته اتخاذ قراراتٍ مصيرية، أمّا إذا انتقل الصوت إلى الجهة الأخرى فبوسع من حصل على الأغلبية أن يدمر كل ما فعله سلفه.

أهم دليلٍ عملي على ذلك، هو السياسة تجاه الفلسطينيين تحديداً، حيث أقرّت بصوت واحد اتفاقات وتفاهمات أوسلو، وبُدِئ بتنفيذها فعلاً، وحين غاب أصحاب الصوت الواحد بانتقاله إلى خصمهم أصبح ما أقر نسياً منسياً، واتجهت السياسة إلى مسار آخر أنتج بدل السلام حرباً.

وها نحن ننتقل فيها من مقتلة إلى أخرى، ما جعل سلام الأمس محل إدانة من طرفيه، الفلسطيني والإسرائيلي، على حدٍ سواء.

حروب كثيرة اشتعلت في الشرق الأوسط، غير أن أطولها، وأغزرها خسائر على الجانبين هي الحرب الحالية التي توشك على إكمال سنة من عمرها، دون ظهور ولو مؤشر بسيط نحو إمكانية توقفها على المدى المنظور، إسرائيل في الواجهة وعليها العبء الأكبر في الميدان، وأميركا في الخلفية، وفي حروب منطقتنا من في الخلفية هو الأقوى تأثيراً في المسارات والخلاصات، وفي هذه الحرب تحديداً، يظهر الدور الأميركي بأوضح الصور عرّاباً لها مع بعض تورية، يتطلبها التجميل، دون المساس بجوهر السياسة وأدائها.

الإدارة الديمقراطية اختارت السيد بلينكن قائداً للجهد الدبلوماسي منذ اليوم الأول حيث طوفان الأقصى والرد الإسرائيلي عليه، وللتذكير بدأ مهمته بتصريح لا يليق، ولو من حيث الشكل، بدور دولة عظمى فوجئت بزلزال ستصل تداعياته حتماً إلى كل مواقع القرار؛ ليس في الإقليم وإنما في العالم كله.

بلينكن من قال لحظة وصوله إلى مطار بن غوريون «أنا هنا كيهودي»، ومن المطار توجه إلى غرفة العمليات العسكرية ليفرد العلم الأميركي على حرب إبادة وتدمير شامل، أمّا رأس إدارته فكان أن ذهب إلى أبعد من ذلك؛ حيث قادته الصدمة والمفاجأة إلى موقف وسلوك أفقداه صدقية دور الوسيط، الذي ذهب إليه متأخراً.

الوزير المكلف إدارة الجهد الدبلوماسي ويعاونه فيه كبار أقطاب الإدارة، أدّى دوراً وقف فيه خلف نتنياهو، وبوسعنا أن نحمله فشلاً كبيراً، لو أن مهمته كانت إنهاء الحرب بالفعل، أما إذا كانت وكما ثبت خلال سنة وثماني زيارات، مجرد إدارة لحرب دون تحقيق وقفٍ مؤقتٍ أو دائم لها، فقد حقق نجاحاً أكيداً في ذلك.

الخلاصة...

تحت عنوان إنقاذ إسرائيل من تهديد وجودي، استفاد نتنياهو كثيراً.

وتحت عنوان منع الحرب الإقليمية، استفادت أميركا.

وهذا كل ما حدث، وإذا رغبنا في أن نكون موضوعيين فبالإمكان القول: «حتى الآن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلينكن ونتنياهو الخلفية والواجهة بلينكن ونتنياهو الخلفية والواجهة



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt