توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يمكن للرئيس المعزول العودة؟

  مصر اليوم -

هل يمكن للرئيس المعزول العودة

مصر اليوم

يدرك «الإخوان المسلمون» في مصر أن محمد مرسي لن يعود رئيسا، لكنهم من خلال الاحتجاج والمطالبة بعودته يريدون تثبيت ما يعتبرونه حقهم الرئاسي وتقديم أنفسهم كضحية للتكسب السياسي. أيضا، يريدون أن يكلفوا خصومهم ثمنا غاليا. ما عدا ذلك فإن خياراتهم لما بعد عزل رئيسهم ثلاثة، إما الانحناء بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو الأرجح تحت أسماء مختلفة، مثل إخوان مستقلين أو شباب، لا تحرج التنظيم الأم، وإما التصعيد وتعطيل الحياة السياسية بالمظاهرات والاعتصامات. أما الثالث والأخطر، فهو الهروب إلى الحفر واعتماد لغة العنف، كما فعل متطرفو إسلاميي الجزائر في التسعينات عندما لجأوا إلى الجبال وتحولوا إلى الإرهاب تحت أسماء جهادية بنية إسقاط النظام، والنتيجة أن النظام المكروه شعبيا حينها زاد منعة وأصبح حامي الشعب. قيادات «الإخوان» المصرية تعرف أن الخيار الثالث أسوأها لأنه سيوحد خصومهم، وسيبرر للجيش المزيد من الملاحقة لرموزهم وإغلاق مؤسساتهم، ومن ثم تهديد شبكتهم الاجتماعية الضخمة التي بنوها في عهد الرئيس الأسبق مبارك في فترة هدنة طويلة سمح لهم بالمشاركة الجزئية والعمل الحزبي والاجتماعي. أيضا، من المؤكد أن المجتمع المصري سينبذ «الإخوان» في حال لجوئهم إلى العنف، خصوصا أن النظام الحاكم يملك آلة إعلامية ضخمة قادرة على تعبئة الرأي العام ضدهم. «الإخوان» اعتبروا مرسي «الشرعية»، وهم يطالبون بعودتها شرطا لعودتهم للمشاركة السياسية، وهم مستعدون لصفقة انتخابات مبكرة يخرج بموجبها مرسي من الحكم. عرض جاء متأخرا. قبل تسعة أيام من الثلاثين من يونيو (حزيران)، كان مطلوبا من «الإخوان» تقديم تنازلات أقل، وبعد أن احتشد المتظاهرون في سبع محافظات مصرية وقدموا عرضا بشريا مذهلا لم تشهد مصر مثل ضخامته، أصبح المطلوب من مرسي الاستقالة، وكان بإمكانه أن يقدم عرضا زمنيا يبقيه لبضعة أشهر يتم خلالها ترتيب انتخابات مبكرة. الآن أصبح الوضع معقدا، يوجد رئيس ورئيس وزراء وحكومة انتقالية وجيش يدافع عنها وجمهور كبير يساندها، وبالتالي أصبحت عودة مرسي مستحيلة إلا من خلال معجزة لا نعرف كيف يمكن أن تحدث. سعى «الإخوان» للحصول على دعم حلفائهم من جماعات إسلامية، إلا أن حزب النور، وهو حزب الجماعة السلفية، وتعد الثانية بعد «الإخوان» عددا وتأثيرا، خذلهم وأخذ موقفا محايدا، وأخيرا حسم «النور» أمره أمس ورحب بالترتيب الرئاسي الجديد. أيضا، لجأ «الإخوان» المصريون إلى رفاقهم الإسلاميين في تونس وتركيا والسودان، لكن هؤلاء فعليا لا ثقل لهم في داخل مصر ولا في العالم العربي. في الوقت نفسه، دعمت الترتيب الجديد سياسيا واقتصاديا دول كبيرة مثل السعودية والإمارات والأردن، مدركة أن الفوضى في مصر خطر على المنطقة كلها. وكانت تصرفات الرئاسة الإخوانية في عهد مرسي مقلقة لدول الخليج، وخاصة عندما اتجه إلى إيران وروسيا في وقت يموج فيه الشرق الأوسط بحرب خطيرة مع هذين البلدين في سوريا والعراق ولبنان! ومن الطبيعي أن يساند الخليج الانتقال الجديد دون التورط في التغيير نفسه. وكل يعرف أنه من المستحيل أن يستطيع أحد أن يزور إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا مطالبين بإسقاط مرسي. لقد كان المشهد أكبر وعبر عن غضب مصري حقيقي ضد نتائج حكم مرسي، بغض النظر عن الأسباب. وبالتالي من حق الجميع، مصريين وغيرهم، القفز على النتائج الجديدة والاستفادة منها سياسيا. alrashed@asharqalawsat.com   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن للرئيس المعزول العودة هل يمكن للرئيس المعزول العودة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon