توقيت القاهرة المحلي 02:18:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسد يتحدث عن نهايته!

  مصر اليوم -

الأسد يتحدث عن نهايته

عبد الرحمن الراشد

كان واضحا استعجال الرئيس السوري بشار الأسد للرد على ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، الذي صرح لأول مرة بوضوح شديد أنه مع خروج آمن للأسد من سوريا إن كان ذلك يحقن الدماء وينقل السلطة. لن يكون مصير الأسد قراره لوحده بل الدائرة تضيق عليه ولن تكون خياراته سوى أن يموت في قصره أو يفر إلى الخارج. تصريح كاميرون أقلق الأسد وأثار الكثير من التكهنات إن كانت هناك مؤامرة خلف الأبواب المغلقة بحل سياسي ثمنه نفيه إلى الخارج بلا محاكمة، هكذا فهمنا معنى كلمة خروج آمن. وتوافق وجود كاميرون الذي تنقل بين عواصم دول المنطقة، مع وجود وزير الخارجية الروسي لافروف الذي التقى لأول مرة رياض حجاب، الشخصية السورية البارزة في المعارضة والمقيم في منفاه في العاصمة الأردنية. حجاب كان رئيس وزراء حكومة الأسد ثم انشق بعد بضعة أسابيع من تكليفه. ولا شك أن الأسد يدري أن الروس يتحدثون خلف ظهره عن حل يتضمن خروجه من الحكم، بعد فشلهم في طرح فكرة حكومة مصالحة فيها الأسد والمعارضة. ويؤكد أحدهم أن الروس يتحدثون عن تفاصيل خروج، أو إخراج، الأسد، لكن الطرح الروسي لا يزال غير عملي من جوانب كثيرة من حيث إدارة سوريا بعد إخراج جزار دمشق. وأنا أعتقد أن الأسد بلغه شيء من هذا الهمس، ويدري أن كاميرون لم يطلق تصريحه اعتباطا خاصة أنه أشار إلى أنه لا يتمنى أن ينجو الرئيس السوري من المحاسبة على جرائمه، بما يشير إلى أنه جزء من نقاش وشرط مطروح لقبول حل إخراج الأسد إلى المنفى. الروس يطرحون مع إبعاد الأسد كذلك دويلات في غرب سوريا، والإسرائيليون يؤيدونهم في هذا الخيار. والمثير ما قاله الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حيث صرح بعد اللقاء بأنه ضد أي تدخل خارجي في سوريا، أي ضد التدخل الغربي المقترح، وأنه يفضل الحل «العربي» الذي سبق ان طرحته الجامعة العربية بأن تقوم قوات عربية بالتدخل في سوريا. طبعا، بيريس يعرف أن قوات عربية ستكون ضعيفة، وستتسبب في توسيع دائرة النزاع بدلا من إسقاط النظام، لتكون حروبا عربية عربية، ومن ثم إشغال المنطقة في معارك تلهيهم عشرين سنة أخرى عن القضية الفلسطينية. أما التدخل الأجنبي، وخاصة عندما يكون تحت علم الأمم المتحدة، فإنه قادر على حسم المعركة الكبرى سريعا، وإسقاط الأسد وضمان شرعية للنظام السوري البديل، ولاحقا مواجهة إشكالات الفراغ الناجم مثل استمرار ميليشيات الأسد في المعارك الصغيرة، وكذلك مواجهة تنظيمات «القاعدة» التي وإن كانت تشارك في الحرب ضد قوات النظام تبقى هدفا للملاحقة سورياً ودولياً، كما يحدث في ليبيا اليوم. نحن الآن في مرحلة جديدة من الصراع؛ قريبون من خروج الأسد لكن الأخطار المرافقة والملغومة ليست بالهينة. فخروج الأسد بلا محاكمة مشكلة ستواجه الجميع، وإخراجه مع شق سوريا إلى دويلات أمر مرفوض تماما. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد يتحدث عن نهايته الأسد يتحدث عن نهايته



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon