توقيت القاهرة المحلي 18:21:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هي طبول «الربيع العربي»؟

  مصر اليوم -

هل هي طبول «الربيع العربي»

بقلم - عبد الرحمن الراشد

مرَّ عقدان، وأكثر، ولم نعدْ نلمس عن ثوراتٍ للشارع العربي منذ فشلِها. الآن نسمعُها كهمسٍ في السوشيال ميديا، إشاعات أو فزاعات تمارس ضمنَ التشويش الإعلامي أو الضغط السياسي مع ارتفاع التوتر الإقليمي.

من حيث المبدأ، ليس مستبعداً حدوثُ الاضطرابات وحتى تهاوي الحكوماتِ في البلدان ضعيفة المؤسسات، أي منظومة الدولة المدنية والعسكرية. من المستبعد أن تهبَّ عواصفُها فجأة، ولن يسمحَ لها بأن تتكرَّر حتى لو وقعت مفاجآت غير محسوبة في هذه المرحلة.

ما جرى في المنطقة العربية سنة 2011 وتوابعها، أحداث تمرّد مختلفة استخدمت انتفاضات الشارع. في تونس سقطت مؤسسة الرئاسة، وفي ليبيا انهارتِ الدولة كلُّها، وفي سوريا انهارتِ الدولة في نصف البلاد، وفي مصرَ سقط القصر، وفي اليمن سقطتِ القبيلة. وفشلت مساعي إشعالِها في أربع دول عربية أخرى: الكويت والبحرين والأردن وموريتانيا.

جميع ثوراتِ الشارع الخمس التي أسقطت الحكومات فشلت كذلك في الاستمرار. وسقطتِ الحركات المتسلقة عليها، مثل إخوان مصر ونهضة تونس، في حين أكلت الثوراتُ أبناءَها في ليبيا واليمن.

ففي مصرَ، قبل ذلك العام، كان الإخوان «شركاء أقلية» في حكم مبارك. كانَ لهم في البرلمان 88 مقعداً كأكبر معارضة شرعية، وهيمنوا في النقابات المهنية، والجمعيات الخيرية، والجامعات. استغلوا انفجارَ الشارع وسرَّعوا بعملية إسقاط مبارك، مستفيدين من كونهم معارضة عميقة الجذور، وأصحابَ مشروعِ حكم، وعندهم طابورٌ واسعٌ من الأتباع. حكموا مصرَ سنة ثم أُخرجوا من اللعبة السياسية نهائياً.

شقيقتهم في تونس «النهضة»، سارت في المسار نفسه والمصير نفسه وخرجت. ليبيا حالة مختلفة، لأنَّ القذافي بنَى نظاماً يقوم عليه، وعندما سقطَ سقطتِ الدولة وذابت مثلَ الملحِ في الماء، بخلاف مصر، سقط الرئيس ولم تهتز المؤسسة العسكرية. كلُّ ثورات عام 2011 فشلت في الأخير بلا استثناء. أمَّا لماذا من المستبعد تكررها اليوم، لأنَّ ممكّناتِ الفوضى صارت ضعيفة، من قوى داخلية متربّصة، وقوى خارجية داعمة، هذا عدا عن خيبات الجمهورِ العربي الذي صار، بسبب ما آلَ إليه، يحنُّ إلى زمن ما قبل الربيع المدمر.

الحديثُ عن التغيير اليوم في الأردن مجردُ هراءٍ، صدى للحملات الخارجية المبرمجة، التي يمكن تتبُّع بصماتِها الدعائية. ويتمّ ترويجه لتخفيف الضغط عمَّا يحدث من تدمير لحركة «حماس» ومحاصرة لـ«حزب الله»، فالمحور المؤيد للحركتين، عاجزٌ عن فعل مباشر ويسعى لخلط الأوراق وخلق توازن في الردع بإثارة الفوضى سواء في الضفة الغربية أو الأردن أو مصر أو غيرها.

التبدلات المهمة ستبقَى في إطار الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حال إخراج «حماس» تماماً، سيكون هناك صراعٌ سياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على حكم غزة. وصراع ثانٍ وهو إخراج «حزب الله» من جنوب لبنان، إلى ما وراء الليطاني. ومن قبيل لفت الأنظار ومشاغلة الرأي العام العربي يجري نشر الإشاعات عن تهديد دولِ الحزام الأخرى. ولم تفلح هجماتٌ من سوريا والعراق على الأردن هدفها الزعزعة، وفشلت عمليات تحريك الشارع الأردني. لا نلمس رياحاً يمكن أن تؤثّر على مسار الأحداث الإقليمية، في غزة أو لبنان، يمكن أن تنجحَ في تفجير قنابلَ صوتية تهدف إلى لفت الانتباه إلى ما سوف يجري في غزة ولبنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هي طبول «الربيع العربي» هل هي طبول «الربيع العربي»



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon