توقيت القاهرة المحلي 14:45:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

الباشا والرئيس

  مصر اليوم -

الباشا والرئيس

بقلم: مصطفي الفقي

عملت سنوات فى أروقة رئاسة الدولة ودهاليز الحكم، ورأيت عن قرب شخصيات كبيرة من الداخل ومن الخارج، وكيف كان الجميع يتصرفون فى اللحظات الصعبة أو المقابلات الهامة، الرئيس مبارك كان يلتقى بزعيم حزب الوفد السيد فؤاد سراج الدين من حينٍ لآخر للتشاور فى مسألة معينة أو أزمة طارئة، حيث إن حزب الوفد هو أقدم الأحزاب وأكثرها استمرارية منذ ميلاده قبل أكثر من مائة عام.

وكان زعيم حزب الوفد يصطحب معه حفيده الأستاذ فؤاد بدراوى، الذى يحضر الجلسات ويهتم بشؤون جده، وفى إحدى المناسبات كنت حاضرًا بحكم موقعى سكرتيرًا للرئيس للمعلومات، وقد اندمج الطرفان فى الحديث، فقال الرئيس مبارك: (يا فؤاد بيك) سوف ألتقى برؤساء الأحزاب قبل مفاوضات طابا، فقلت أنا بصوت هامس تصورت أنه لن يسمعه أى من الحاضرين: (فؤاد باشا) وكررتها مرتين بصوت هادئ، فابتسم الرئيس الراحل مبارك قائلًا: يا فؤاد باشا، الأمر المؤكد هو أننا نعتبر المعارضة جزءًا من النظام السياسى، تحسب له كما تحسب عليه، وامتد الحوار بين الرئيس وضيفه الكبير.

وأصبح الباشا متمتعًا بلقب الباشوية الرسمى، والذى حاز عليه فى العصر الملكى وليس مجرد عبارة تجميلية بقصد المجاملة على حساب الحقيقة، ولقد ظل الرئيس الأسبق مبارك ينادى السيد فؤاد سراج الدين بلقب «الباشا» بقية أيام حياتهما، وقد كان الأخير وزيرًا للزراعة ثم وزيرًا للداخلية فى العصر الملكى، وسكرتيرًا عامًا لحزب الوفد إلى جانب المجاهد الوطنى مصطفى باشا النحاس، وهذه نوادر تكشف عن معدن السياسة والسياسيين فى فترات من تاريخنا المعاصر، ولقد كان فؤاد باشا يدخن السيجار حتى آخر أيام حياته.

وقد كان يطلبه من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عندما تزاملا معًا فى السجن عقب أحداث ١٩٨١ التى انتهت باغتيال رجل الدولة الزعيم أنور السادات، ولقد دعانى الباشا بحكم صلتى العائلية القديمة به إلى عشاء رأس السنة فى منزل شقيقه ياسين بك سراج الدين، وقد احتفى بى كثيرًا بحكم المودة التى ربطتنى به لسنوات طوال، وأتذكر أننى قلت له فى تلك الأمسية وأنا أجلس إلى جانبه: (يا باشا، لماذا لا تتوقف عن تدخين السيجار؟)، فقال لى إنه قد مضى علىَّ أكثر من سبعين عامًا منذ بداية التدخين، وأحوالى الصحية تقريبًا لا تتغير.

ثم جاء العشاء وفيه مواد دسمة والباشا يأكل منها كغيره من الضيوف، وتذكرت يومها أن الرئيس الراحل عبدالناصر قد اعتقله، وأن الرئيس الراحل السادات حبسه مع غيره فى ظروفٍ ضاغطة بعد الثورة والاستيلاء على ممتلكاته من الأراضى والمبانى، ولكنه ظل صامدًا فى مواجهة كافة التيارات، وآمنت وقتها بأن الذين يقولون إن الأعمار تتوقف على قدر البدانة ونوعية الطعام والإسراف فى التدخين بالإضافة إلى الحالة النفسية التى مر بها صاحب الشخصية فى مراحل حياته غير غافلين عن طبيعة الحمض النووى الخاص بصاحبه.

ووجدت أن كل المخاطر التى كانت تقصف بالأعمار قد مر بها فؤاد باشا بلا استثناء تقريبًا، وعاش عمره حتى صافح التسعين بوعى كامل وعقلية متقدة وذكاء حاد مع خبرات بلا حدود فى التعامل مع الحياة والأحياء ومواجهة المواقف والأزمات، بل وأحيا الوفد من الموات، وأنشأ حزب الوفد الجديد استمرارًا لمسيرة سابقيه سعد باشا زغلول ومصطفى النحاس باشا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباشا والرئيس الباشا والرئيس



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt