توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لستِ مجرمة.. نحن المجرمون!

  مصر اليوم -

لستِ مجرمة نحن المجرمون

بقلم : محمد أمين

أرسلت لى سيدة صديقة، قصة إنسانية ربما أتوقف أمامها.. القصة تقول إن سيدة أجنبية عمرها ٩١ سنة سرقت من صيدلية دواء لزوجها المريض، وتم ضبطها وتوقيفها، وبمواجهتها انهارت وسقطت، فتم نقلها إلى المستشفى للعلاج.. ولما تم استدعاؤها أمام القاضى، تم نقلها بزى المستشفى للمحكمة وهى مكبلة اليدين، وكانت مثار دهشة وحزن فى المحكمة!

ذكّرتنى هذه الواقعة بطفل سرق منذ سنوات خمسة أرغفة من الفرن، وتم القبض عليه وإحالته إلى النيابة، وفى المحكمة تمت إحالته لسجن الأحداث.. وكانت قضية الطفل مثار تساؤلات مجتمعية كثيرة وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى، فقد كان بمقدور ضابط الشرطة الذى حرر المحضر أن يطلب من صاحب المخبز التنازل عن المحضر، وكان بمقدور النيابة أن تخلى سبيل الطفل نظرًا لحالته، وكان بمقدور أى متابع أن يدفع ربع جنيه للرجل الشاكى، وإنقاذ الطفل منه، كان الرغيف بخمسة قروش!

المهم، تقول قصة السيدة الأجنبية إن القاضى كاد يبكى ويقول للسيدة العجوز وهى ماثلة بزى المستشفى: «أنتِ لستِ مجرمة، ولكن نحن المجرمون، فنحن الذين تركناكِ حتى تصلى إلى هذه الحالة».. هذا هو القاضى، وهذا هو ضميره الذى أخلى سبيل السيدة وتركها ترعى زوجها المريض، وأمر بأن يكون علاجهما على نفقة الدولة!

هكذا يجب أن يكون القاضى فى مواجهة السلطة التنفيذية، وهو ما يعنى أهمية استقلال القضاء فى مواجهة السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، بحيث لا يحدث تغول من إحداها على الأخرى!

الرسالة التى أرسلها القاضى رسالة أيقونية، يجب أن تكون عنوان استقلال القضاء فى كل محاكم العالم.. ليس لكى يتركوا من يسرق ومن يقترف الجرائم، ولكن لكى تكون دليلًا على استقلال القضاء وتعبيرًا عن ضمير القاضى.. «أنتِ لستِ مجرمة بل نحن المجرمون».. فالحكومة التى تترك مواطنيها حتى يتسولوا أكلهم وعلاجهم أو يسرقوه هى حكومة آثمة ومجرمة!

إنه درس فى الأخلاق وتأكيد الضمير فى كل حالة، وليس إعمال القانون واتخاذ إجراءات عقابية وإنما دراسة الحالة والتعامل معها.. وهى رسالة بعلم الوصول لأى حكومة.. ويمكن أن نستفيد منها فى التعامل مع أصحاب المعاشات، ويتم توفير العلاج لكبار السن، وتوفير الطعام للمحتاجين دون أن نقبض عليهم ونحيلهم للمحاكم التى تحيلهم إلى السجون!

وأخيرًا قد لا تكون القصة حقيقية، ولكنها قصة معبرة ذات مغزى تعلمنا القيم وتكون عبرة فى دهاليز الحكومة، وغيرها المؤسسات الرسمية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لستِ مجرمة نحن المجرمون لستِ مجرمة نحن المجرمون



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt