توقيت القاهرة المحلي 20:33:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمٌّ صنعت معجزة

  مصر اليوم -

أمٌّ صنعت معجزة

بقلم - محمد أمين

كان حافظ إبراهيم شاعر النيل على حق عندما قال قولته المشهورة «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق».. كانت الأم «مبروكة» فى حكاية أمس هى ملهمة على باشا إبراهيم، وهى التى وثقت به ودفعته للأمام، مع أنها لم تكن متعلمة؛ ولكن كانت تمتلك من الوعى ما جعلها تهرب به ليستكمل تعليمه، فصار إلى ما صار إليه، والفرق كبير بين المتعلمة والواعية!.

وحكاية اليوم عن توماس إديسون ينطبق عليها بيت الشعر الذى قرضه حافظ إبراهيم، وينطبق عليها المقدمة السابقة أيضًا، فقد صنعت الأم معجزة إديسون.. وُلد إديسون فى مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، وهو من أصول هولندية. كان الابن السابع والأخير لـصمويل إديسون ونانسى ماثيوز إليوت.

اضطر والده إلى الهرب من كندا بسبب مشاركته فى ثورة ماكنزى الفاشلة سنة 1837. كان إديسون الشاب شريد الذهن فى كثير من الأحيان بالمدرسة، حيث وصفه أستاذه بأنه «فاشل». أنهى إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية. يذكر إديسون فى وقت لاحق: «والدتى هى من صنعتنى، لقد كانت واثقة بى؛ حينها شعرت بأن لحياتى هدفًا، وشخص لا يمكننى خذلانه». كانت والدته تقوم بالتدريس له فى المنزل!.

وأسهمت قراءته لكتب باركر العلمية فى الفلسفة الطبيعية كثيرًا فى تعليمه، كان توماس إديسون تلميذا محدود الذكاء ولا يهتم بما يمليه ويدرسه له المدرسون بالمدرسة، وارتأت إدارة المدرسة أن إديسون لا يستحق أن يكون من تلاميذ المدرسة، ففصلته وأرسلت معه رسالة يسلمها لأمه، وعندما سلمها الرسالة وقرأتها إذ بسطورها تقول: «إن المدرسة تعتذر عن عدم استمرار الطالب توماس إديسون فى تلقيه تعليمه فى المدرسة؛ نظرا لتخلفه عن مجاراة أقرانه فى الفهم والتحصيل، وأن إدارة المدرسة تخشى من أن يؤثر ذلك على مستوى تحصيل بقية التلاميذ»!.

وطلبت إدارة المدرسة منها أن تبحث له عن مدرسة تناسب قدراته المتواضعة عقليا وعلميا، وإذا بهذه السيدة العظيمة بلمحة خاطفة غيرت نص الرسالة وقرأتها له على هذا النحو الذى يرضيها ويرضى ابنها توماس، فقالت له يا توماس: «إن الرسالة التى أرسلتها المدرسة معك تقول «تأسف إدارة المدرسة عن استقبال ابنكم ـ توماس فى المدرسة نظرا لارتفاع مستوى ذكائه اللافت مقارنة بزملائه، مما قد يؤثر على تحصيلهم العلمى وشعورهم بالإحباط أمام تفوقه البالغ عليهم؛ لذا نأمل منكم البحث عن مدرسة أخرى تليق بقدراته العلمية ومستوى ذكائه البالغ»!.

يقول إديسون إنه عرف حقيقة الرسالة عندما راح يفتش فى خزانة أمه فوجد النص الأصلى للرسالة، وعرف الحقيقة التى بدلتها أمه فوثق فى نفسه واخترع لنا المصباح الكهربائى، وأضاء الدنيا، وعاش فى ذاكرة العالم بينما لم يذكر العالم اسم مدرسه ولا مديره الذى طرده من العمل!.

هذه قصة أخرى ملهمة لجيل الشباب، قد تفتح المجال أمامهم، لعل وعسى يخرج من بينهم عالم مثل توماس إديسون أو على باشا إبراهيم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمٌّ صنعت معجزة أمٌّ صنعت معجزة



GMT 00:30 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

«حماس» والأردن... والمراهقة السياسيّة!

GMT 00:26 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

يا وزيرة الثقافة!

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«الفيتو» الأمريكى؟!

GMT 19:39 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

غزة وتحديات ما بعد الحرب

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

العكس بالضبط

GMT 21:32 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق في سرقة قطع أثرية من متحف كلية آثار جامعة سوهاج

GMT 12:25 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بيرسي تاو ينتظم في تدريبات الأهلي الجماعية بشكل كامل

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

تعرّفي على أهمية الـ"فنغ شوي" في غرفة المعيشة

GMT 11:16 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الثقافة تنظم فعاليات وأنشطة فنية بأبو سمبل وكوم أمبو

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيميوني يشيد بلاعبي أتلتيكو رغم الخروج من دوري الأبطال

GMT 00:14 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طارق العشري مديرا فنيا لنادي وادي دجلة

GMT 15:59 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اغتيال البراءة 27 طفلاً ضمن ضحايا مسجد الروضة في بئر العبد

GMT 05:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيجي حديد تسرق الأنظار في عرض أزياء المصمم جيامباتيستا فالي

GMT 09:10 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

WHITEHALL تقدّم مجموعة من الأقراط الماسية بمناسبة الأعياد

GMT 00:02 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جاريث بيل يعلن رسميا مشاركته فى بطولة كاليفورنيا للجولف

GMT 18:17 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم الشيخ التي لم نعرفها من قبل

GMT 09:29 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن علاقة الاضطرابات النفسية بتغيرات المناخ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon