توقيت القاهرة المحلي 06:18:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيسنجر وحرب أكتوبر

  مصر اليوم -

كيسنجر وحرب أكتوبر

بقلم - عبد المنعم سعيد

فوجئ هنرى كيسنجر كما كانت المفاجأة من نصيب أجهزة المخابرات الأمريكية، بنشوب حرب أكتوبر. كانت الولايات المتحدة تدفع ثمن التبعية لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، وعندما فشلت هذه امتد الفشل إلى واشنطن. المفاجأة الثانية للجميع كان أداء الجيش المصرى الذى ظن الجميع أن نصيبه من القتال لن يختلف كثيرا عما جرى فى يونيو ١٩٦٧. كان مدهشا أن الطرفين الإسرائيلى والأمريكى لم يتعلما شيئا لا عن نمو القدرات المصرية وتطبيقها على المواجهة المصرية مع إسرائيل والتى بدأت منذ معركة رأس العش ومن بعدها تدمير المدمرة إيلات، ولا عن حرب الاستنزاف. كيسنجر الذى كان يعلم أن الولايات المتحدة لا تزال متورطة فى الهند الصينية، وأن قائدها نيكسون كان غارقا ليس فقط فى فضيحة «ووترجيت» وإنما استقالة نائبه «سبيرو أجنيو» فى قضية فساد. مجمع الفضائح أعطى كيسنجر فرصة لكى يدير أزمة عالمية على طريقته الخاصة مهما كانت المواقف التى كان يرغبها نيكسون. كان موقف الأخير أن الحرب قدمت فرصة ذهبية لحل صراع الشرق الأوسط مرة واحدة، وكان وزير خارجيته يرى أن سياسة «الخطوة خطوة» تعطى الولايات المتحدة فرصة نفاذ إلى الشرق الأوسط على حساب السوفيت.

ورغم أن نيكسون أعطى وزير خارجيته تعليمات صريحة بأن ينتهز فرصة سفره إلى موسكو لكى يبدأ مفاوضات شاملة لجميع معضلات الصراع العربى الإسرائيلى، فإن كيسنجر قام بالعكس فتباطأ أولا فى السفر إلى موسكو، وأبلغ السوفيت ثانيا إنه لن يستطيع بدء المحادثات حتى يتخلص من دوار السفر. كان الرجل يريد إعطاء إسرائيل الفرصة لكى تستغل الثغرة، وبعدما توصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ذهب فورا إلى إسرائيل، وعندما لامته جولدا مائير على أنه أضاع الفرصة لإسرائيل فإن رده كان أن وقف إطلاق النار فى فيتنام لم يتم تنفيذه فورا! فى مذكراته ذكر أنه كان يعنى بضع ساعات، ولكن الإسرائيليين أخذوها على أنها بضعة أيام؛ ولا يزال صراع الشرق الأوسط قائما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيسنجر وحرب أكتوبر كيسنجر وحرب أكتوبر



GMT 20:45 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«حماس» والأردن... والمراهقة السياسيّة!

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يا وزيرة الثقافة!

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«الفيتو» الأمريكى؟!

GMT 19:39 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

غزة وتحديات ما بعد الحرب

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

العكس بالضبط

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"

GMT 22:39 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعد تعرضه لكسر هذه حالة شعبان عبدالرحيم الصحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon