توقيت القاهرة المحلي 12:23:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفكار الكبرى مرة أخرى

  مصر اليوم -

الأفكار الكبرى مرة أخرى

بقلم : عبد المنعم سعيد

خلال العقود الأربعة الأخيرة انتقل أكثر من مليار من البشر من الفقر إلى اليسر فى الطبقات والشرائح الاجتماعية الوسطى؛ وكانت الأغلبية الساحقة من دولتين: الصين والهند. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون فإن أحوال العالم أفضل الآن عما كانت عليه قبل عقود، وبالتأكيد قبل قرون حيث ارتفعت مستويات المعيشة فى دول كثيرة، وتراجعت معدلات حدوث المجاعة، والأوبئة. ولم يكن لذلك أن يحدث لولا الثورة العلمية والتكنولوجية، وتزايد الثروات فى الدول، والأهم باستثناء منطقة الشرق الأوسط، تراجع الصراعات الدولية. كل ذلك لم يكن ممكنا حدوثه لولا أن الغالبية من دول العالم أصبحت تسعى إلى التقدم والتنمية، وحدث ذلك من خلال حشد وتعبئة الاستثمارات الداخلية والخارجية وراء تحقيق تراكم رأسمالى يسمح للدولة بتحقيق معدلات عالية للنمو تنقلها من صفوف الدول النامية إلى تلك المتقدمة. ولكن واحدا من أهم شروط هذه النقلة الكيفية هو السير فى طريق «الكمون الاستراتيجى» بمعنى أن تتجنب الدولة الدخول فى صراعات خارجية، وأن تجعل سياستها فى الخارج أداة فى الحصول على الاستثمارات.

مصر تغيرت أيضا، وتسارع هذا التغيير خلال السنوات العشر الماضية بعد إضافة الإرادة السياسية إلى الاعتماد على ما كان من تفكير جرى فى أجيال سابقة اعتمدت على كثير من البيروقراطية والأفكار الاشتراكية التى نزعت إلى أفكار توزيعية للثروة مانعة فى ذلك التراكم الرأسمالى للثروة القومية. وللحق فقد كان فى الجعبة الكثير من ازدواجية قناة السويس إلى نهر النيل الجديد إلى إعادة تدوير المياه فى مصر لاستخدامها عدة مرات إلى توسيع العمران وربطه بشبكات من الطرق وأدوات النقل الجماعية السريعة للبشر والسلع. ما حدث هو أن أيا مما حدث تجاوز الكثير من الصيحات التى إما أن تتعجل العائد وتطلبه فوريا فى جيب كل مواطن، أو تحتج على الآفاق الواسعة التى تصل إليها المشروعات إما تحت عنوان «فقه الأولويات» الذى يعبر عن «أولويات» جماعات وأيديولوجيات بعينها تصل أحيانا إلى وقف كل تغيير فى الوطن. لم يكن ذلك بدون ثمن وأوقات صعبة، حيث إن هذه المسيرة اعترضها الحرب ضد الإرهاب والحرب ضد الوباء وحروب الميليشيات التى أشعلت المنطقة. كان هناك أيضا الثمن المالى للاقتراض الداخلى والخارجى الذى سبب أوقات حرجة ولكن لم يحدث ولو لمرة واحدة أن تغيبت مصر عن سداد الأقساط، وبقيت نتائجها أصولا على أرض الوطن.

لم يكن ما سبق بعيدا عن فكر التنمية، ولا التجارب العالمية الأخرى خاصة فى طبعاتها الآسيوية؛ والآن فإن موعد رؤية مصر ٢٠٣٠ قد بقى منه خمس سنوات لن تكن فقط من أجل استكمال ما بدأ، وهو كثير، وإنما التفكير جديا، ومن الآن فى إطلاق أفكار كبرى تتعلق بتعظيم عائد ما تحقق والدخول جديا فى عالم التكنولوجيات الجديدة التى بدأت تدق على أبواب مصر ليس من الخارج وإنما من داخل الجامعات المصرية الحديثة؛ ومن الخارج حيث المنافسات العظمى الإقليمية والعالمية. التفكير الأعظم- ربما- سوف يكون كيف يمكن القيام بدفع الانتقال الإنتاجى للسكان من الدلتا ووادى النيل فى عمومه إلى السواحل المصرية؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفكار الكبرى مرة أخرى الأفكار الكبرى مرة أخرى



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt