توقيت القاهرة المحلي 10:54:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورة والفورة والفتنة

  مصر اليوم -

الثورة والفورة والفتنة

بقلم : عبد المنعم سعيد

 حاجة الإنسان إلى التفكير دائمة، لأن عليه أن يتعامل مع التغيير المعقد بطبيعته فى الحياة الإنسانية وتنظيمها. وتزداد هذه الحالة كلما بات التغيير يتعرض لأوضاع متناقضة فكريا أو ماديا أو كلاهما معا. هذه المتناقضات تدفع فى اتجاهات تكون متفجرة فى حالة الثورة، لأنها تدفع إلى تغيير جذرى، تتعدد فيه الأوجه ما بين المستفيد من الانتقال من حال إلى حال؛ وإعادة ترتيب العلاقة ما بين السلطة والشعب. الأمر يصير فورة عندما تغلى الأفكار بالدعوة إلى التغيير وكفى ودونما أهداف محددة؛ هى صحوة أو صرخة لا تلبث أن تخبو أو تترك علامة دون نتاج دائم. الفتنة هى الأشد قسوة، لأن الانقسام فيها حاد، لأنها تجرى على السلطة والتنافس على شرعيتها بمذاهب متصادمة. «الفتنة الكبرى» لم تكن شائعة فى زمن الخلفاء «على» و«معاوية» فقط؛ ولكنها كثيرة هذه الأيام فى عشر دول عربية، حيث يكون الانقسام داخل المذهب أو الايديلوجية. الحرب الأهلية السودانية جاءت من داخل الجيش السودانى ذاته؛ وتفرقت فى اتجاهها توجهات «الشعب السودانى» عندما قسمت النخبة الأمة كلها بين «المكون المدنى» و«المكون العسكرى». لم تنفع كثيرا وحدة «الربيع السودانى»، ولم يكن هناك من يريد حمايتها أو يمنع وصولها إلى الاغتصاب فى المدن.

الثورات العربية فى القرن العشرين جرى معظمها فى إطار التخلص من الاستعمار؛ ولكن إلى هنا انتهى مجدها.

وبعدها لم يكن هناك سوى مشروعات متناثرة؛ وقواعد دستورية وقانونية شحيحة الإنتاج الرأسمالى والفكرى. العدالة الشكلية بمنح العمال والفلاحين 50% من المقاعد النيابية لم يثبت أنها أتت بنهضة شاملة؛ ومجانية التعليم حولت العلم إلى حزمة من الشهادات تواطأ الشعب فيها خلال امتحانات الثانوية العامة على نجاح الطلاب حتى بالغش. وفى العموم فإن ثورات «الربيع العربى» لم تكن متماثلة؛ وبينما سارت فى اتجاهات متصارعة فى دول فإنها ولدت تيارا إصلاحيا خرج من عالم الشعارات إلى عالم البناء والتعمير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة والفورة والفتنة الثورة والفورة والفتنة



GMT 07:51 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

«إيزي» عم توم

GMT 07:49 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

يَا مَنْ يَعِزُّ عَلَيْنَا أَنْ نُفَارِقَهُمْ!

GMT 07:48 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المحاور والجبهات الغائبة

GMT 07:46 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

ساركوزي ومانديلا ودراما السياسة

GMT 07:45 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... اختبار الدولة لا اختبار السلطة

GMT 07:44 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المخاوف الأوروبية والهواجس الروسية

GMT 07:43 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

الدلالات غير السياسية للتجربة السورية

GMT 07:41 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

و..خرج سهم صلاح من القوس

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 10:50 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبد العزيز تتصدر التريند بعد حلقة منى الشاذلي
  مصر اليوم - ياسمين عبد العزيز تتصدر التريند بعد حلقة منى الشاذلي

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 17:50 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بتروجيت يحفز لاعبيه بالمكافآت قبل مواجهة الزمالك

GMT 10:06 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يصعد بأكثر من 2% مع اقبال المتعاملين على المغامرة

GMT 02:00 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل انفجار كاد يودي بحياة أسرة كاملة في البدرشين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt