توقيت القاهرة المحلي 21:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوهام قاتلة عن السعودية

  مصر اليوم -

أوهام قاتلة عن السعودية

بقلم:مشاري الذايدي

لعلّ من محاسن التواقيت أن يتزامن الاحتفال السعودي باليوم الوطني بشهر سبتمبر (أيلول) هذه المرحلة مع النجاح السياسي الدبلوماسي الكبير للدولة السعودية، من خلال وصول وساطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى غايتها الناجحة وتحرير مجموعة أسرى من جنسيات مختلفة لدى روسيا بسبب الحرب الحاصلة في أوكرانيا.
هذا الإنجاز السعودي «الدولي» الكبير، يُظهر الوجه الحقيقي للدولة السعودية، ذات الاستقلالية والمصداقية والوزن الثقيل على المسرح الدولي.
أدلف من هذا الباب لنتحدث عن بعض الأوهام المحيطة بالصورة السعودية قديماً وحديثاً، ومن أبرز تلك الأوهام أن الدولة السعودية يُتخذ القرار فيها بشكل ارتجالي لا مؤسساتي، وأن التقاليد المؤسسية في البلاد معدومة. والوهم الثاني هو أن الدولة السعودية «تابعة» للدول الكبرى في العالم، ولا تملك قرارها الخاص... تملك فقط ضخ الأموال لتنفيذ السياسات المصوغة سلفاً في واشنطن أو لندن قديماً.
كل هذه الأوهام هي مثل ورق الخريف الأصفر تطير كالهباء المنثور عند أي نسمة عقل وعدل خفيفة.
من ينظر إلى مؤسسات مثل الشُّعب، في بلاط الملك عبد العزيز مثل الشُّعبة السياسية وشُعبة البرقيات وشُعبة البادية، ومؤسسات مثل الديوان ومجلس الشورى ومجلس الوكلاء، كل ذلك في عهد الباني الكبير للمملكة العربية السعودية، عبد العزيز، من ينظر إلى كل ذلك يعلم مدى جديّة واحترافية العمل الإداري والسياسي في فجر التوحيد.
ناهيك بعشرات المستشارين الرسميين وغير الرسميين، من عرب وغير عرب بل غير مسلمين أحياناً، مثل البريطاني فيلبي، قبل إسلامه... هذا كله يطلعنا على مدى العمل المضني الذي كان مؤسس الدولة يعانيه، وهو فوق ذلك كله يعتمد على عقل سياسي فطري جبار، وطبيعة نفسية قيادية نقية.
هذا الوهم حول بدائية وارتجالية القرار السعودي، ظلّ قائماً حتى وقتنا، بجهل وكسل من بعض، وخبث وعمد من بعض آخر.
في حوار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صانع الرؤية السعودية الجديدة، حين سأله صحافي مجلة «أتلانتيك» الأميركية عن طبيعة النظام الملكي السعودي، وكيفية صنعة القرار، قال:
«الأمر مرتبط بملكية قائمة منذ ثلاثمائة سنة، وقد عاشت هذه الأنظمة القبلية والحضرية التي يصل عددها إلى 1000 بهذا الأسلوب طيلة السنوات الماضية، وكانوا جزءاً من استمرار السعودية دولة ملكية».
وأضاف الأمير محمد بن سلمان شارحاً لهذا السؤال الأجنبي بأنه عليك أن تناقش وتشرح كثيراً: «وعندئذ يتخذ الملك القرار، ولكن إذا استخدمت السلطة بصفتك الملك واتخذت القرار، من دون المرور بمراحل هذه العملية، فإن ذلك قد يخلق صدمة في الشارع، وصدمة للشعب».
ضاقت المساحة عن تناول الوهم الثاني المحيط بالسعودية، أيضاً جهلاً وكسلاً أو لؤماً وعمداً، وهو عدم استقلالية القرار السعودي خارجياً، لذلك فللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوهام قاتلة عن السعودية أوهام قاتلة عن السعودية



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 09:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان
  مصر اليوم - ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان

GMT 11:24 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027
  مصر اليوم - الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع امني بين مصر واسرائيل حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

وصفات طبيعية للعناية بالشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt