توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلام الأممي...إرهاصات نهاية حقبة

  مصر اليوم -

السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة

بقلم : إميل أمين

مع نهاية العام، يبدو أن أحد الأسئلة المثيرة للتفكير، سواء على الصعيد الفردي أم الجمعي، هو ذاك المتعلق بمستقبل حالة السلام العالمي، وهل نحن على مشارف من فترة هدوء واستقرار، أو على مشارف حقبة من القلاقل، يفقد العالم فيها واحدة من أطول فترات السلم التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة؟

منطلقات التساؤل عديدة، وتتراوح ما بين حروب قائمة لا تبدو لها نهاية واضحة في الأفق، كما الحال مع الحرب الروسية - الأوكرانية، وشقوق في جدار السلم العالمي كما الوضع الساخن والملتبس في أميركا اللاتينية، لا سيما إذا انفلش العنف المسلح بدءاً من فنزويلا، وصولاً إلى جوارها في كولومبيا وغيرها من دول القارة الجنوبية.

في قراءة معمقة، نُشرت أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عبر مجلة «الفورين آفيرز» الأميركية الذائعة الصيت، تناول اثنان من كبار العقليات الأميركية، التنظيرية والعملياتية، قضية السلم العالمي، وما إذا كانت أعظم إنجازات التاريخ مهددة بالخطر.

الأول هو البروفسور غراهام إليسون، رجل فخ ثيوسيديديس العتيد، الذي عدّ أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين، لا بد حادث قطعاً، بالضبط كما جرت المقادير قبل ألفي عام بين أثينا وإسبرطة.

والثاني، جيمس أ. وينفيلد، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة سابقاً، ورئيس المجلس الاستشاري الرئاسي للاستخبارات من عام 2022 إلى عام 2025.

في تقدير القامتين الكبيرتين المتقدمتين، أن العقود الثمانية الماضية، كانت أطول فترة بلا حرب بين القوى العظمى منذ الإمبراطورية الرومانية. وجاءت هذه الحقبة الاستثنائية من السلام الممتد بعد حربين كارثيتين.

لكن اليوم، يبدو العالم على عتبات نظام دولي جديد، وأوضاع كفيلة بأن تجعل إرث ذلك السلام، هشاً ومعرضاً للكسر في أي وقت، لا سيما في ظل متغيرين خطيرين... ماذا عن ذلك؟

المتغير الأول، موصول باستعلان عصر جديد من التسلح النووي، والعودة إلى سباق التجارب النووية، وفي الوقت عينه دخول أطراف دولية جديدة إلى النادي النووي.

فيما الأمر الثاني، موصول بالحروب المحتملة في ظل أجواء الذكاء الاصطناعي، حيث المخاوف رابضة خلف الباب، من أن تتسيد الآلة على البشر عند لحظة زمنية بعينها.

أظهرت الحرب الروسية - الأوكرانية، أن هناك احتمالات لحدوث حرب نووية، لا تبقي ولا تذر. وفقاً لصحيفة «النيويورك تايمز»، قدرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية احتمالات ضربة نووية روسية بنسبة 50 - 50 إذا كان الهجوم المضاد لأوكرانيا على وشك اجتياح القوات الروسية المنسحبة، ورداً على ذلك، تم إرسال مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى موسكو لنقل المخاوف الأميركية.

لحسن الحظ، والحديث للجنرال وينفيلد، ثبط التعاون المبتكر بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، لكنه ذكّر بهشاشة المحرمات النووية، وهي القاعدة العالمية غير المعلنة التي تنص على أن استخدام الأسلحة النووية يجب أن يكون خارج نطاق البحث.

هل آفة كوكبنا البشري هي النسيان، ما يمكن أن يقود إلى مغامرات عسكرية جديدة، تنهي ما أطلق عليه المؤرخ جون لويس جاديس عام 1987 لفظة «السلام الطويل»؟.

قبل وفاته عام 2023، ذكّر هنري كيسنجر زملاءه مراراً بأنه يعتقد أن هذه العقود الثمانية من السلام بين القوى العظمى من غير المرجح أن تصل إلى قرن كامل.

ولعله من مصادفات القدر أن تواكب هذه الحقبة، مرور 250 سنة على نشوء وارتقاء الولايات المتحدة، بوصفها قوة فاعلة، اعتبرت ذات مرة، المكافئ الموضوعي لفكرة «الباكسا رومانا»، أي أن واشنطن قادرة على أن تنشر السلم العالمي وتحافظ عليه، كما فعلت الإمبراطورية الرومانية قبل نحو ألفي عام.

لكن ليت الأمر يمضي على هذا النحو، فقد فاجأنا المؤرخ الأميركي الجنسية الاسكوتلندي الأصل، نيل فيرغسون مؤخراً بما يشبه النبوءة، التي قال فيها: «إن الجمهوريات لا تدوم أكثر من مائتين وخمسين عاماً».

لم يكن فيرغسون وحده من رسم ملامح للولايات المتحدة الأميركية على هذا النحو، ذلك أن المؤرخ النرويجي ورجل سلام وحرب الخوارزميات يوهان غالتونغ، بدوره جعل من عام 2025 عاماً مفصلياً في الدورة الجيوسياسية لأميركا.

هل تناسى الأميركيون والأوروبيون والروس، عطفاً على الصينيين، الأكلاف العالية والغالية لحربين كونيتين، قضتا على الأخضر واليابس في النصف الأول من القرن العشرين؟

لا تبدو مهددات السلم العالمي قائمة وقادمة في سياق الحروب العسكرية فحسب، ذلك أن التفاوت الاقتصادي العالمي، وإشكالية الديون المتراكمة، يفتحان باباً واسعاً لمخاطر غير محسوبة تزج بالبشرية في أتون النيران.

الخلاصة «نتعلم من التاريخ أننا في كثير من الأحيان لا نتعلم منه»، وفقاً للفيلسوف الألماني جورج هيغل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt