توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القانون بالقانون

  مصر اليوم -

القانون بالقانون

بقلم - سمير عطا الله

منذ البداية رافق مشهد القاضية غادة عون الكثير من السخط والغضب. ولا شيء من أمارات الهدوء. وفي أحد المشاهد راحت تركل برجلها باب أحد المكاتب فيما هي محاطة بفرقة من عمالقة «أمن الدولة» المدججين برشاشات مصنوعة للحروب العالمية. وكانت القاضية عون تخرج من دائرة عملها الجغرافية، ومعها فرقة العمالقة، لكي تقتحم مقار المطلوبين، وبينهم حاكم البنك المركزي، الذي اختبأ في مكان آخر. وحاول القضاة الأعلى رتبة وصلاحيات حصر القاضية عون في نطاق عملها فلم تأبه لأي من قراراتهم. إن حربها على الفساد والفاسدين. وللذين حاولوا القول إنها تستقوي بالروابط العائلية، قالت القاضية إنها لم تلتق الرئيس ميشال عون، إلا عندما قلدها وسام العدل والشرف.

إحدى الظواهر في مشاهد القاضية عون حدة صوتها في السخط وعلوه في الغضب. وكانت تزداد سخطاً وغضباً في أي نقاش تلفزيوني، بحيث لا يعود ممكناً لأحد أن يفهم ماذا تقول. وقد وصلت هذه الحالة الدرامية إلى ذروتها (بالصوت والصورة) عندما أعلن مجلس القضاء الأعلى يوم الخميس الماضي، طردها من الخدمة، وتحولت في لحظة من سيف الدولة إلى موظفة سابقة. اشتعل المشهد صراخاً وخطابا وتفجراً. وأثارت «القاضية المعزولة» مشاعر العطف وهي تدافع عن خدمة 40 عاماً في سلك القضاء. وتحولت من أقوى شخصية قضائية إلى شاكية ضعيفة، فقدت العهد الذي كانت تستند إليه، والذي قدم لها وساماً قبل ذهابه وتغريدة بعده.

لم تكن مشكلة القاضية المعزولة التشدد في القانون. فاللبنانيون يطلبونه صبحاً ومساءً. المشكلة كانت في وسيلة التطبيق، ومشهد العماليق، وركل الأبواب، والانطباع العام بأن السيدة قاضية عند العهد، لا عند القضاء، والدليل أنها لم تسائل سوى خصومه. ولم تقبل، أو تنفذ أي أمر قضائي. وعبرت السيدة عون عن مدى الفاجعة في خسارتها للمنصب بقولها في «قصر العدل» أن الشعب اللبناني «مجوي»، أي قذر. ترى هل من حق القاضي أن يفقد أعصابه، أو أن يبدو دائماً في حالة فقد أعصاب؟ لا. فقد الأعصاب هو تماماً نقيض الصفات والمواصفات. ودخول المكاتب بركل أبوابها يعني إدانة المتهم مسبقاً، وهذه مخالفة جوهرية لأوائل أسس القانون.

ما من أحد كان يتوقع للقاضية عون هذه النهاية المهينة، أو أن يتمناها لها. مؤسفة الصورة التي رسمتها لنفسها وللقضاء الذي قرر عزلها بالإجماع، لكي يشدّد على مدى ضيقه من مسرحيات السخط والغضب، وخصوصاً، من مدى ازدرائها للقرارات والأحكام، مستندة إلى ما كان يمدها به اسم العائلة.

شطط قضائي وتصحيح قضائي أيضاً. والقضاء اللبناني اليوم في أمس الحاجة إلى الصورة المصححة والانطباع المصحح. القانون بالقانون وليس بالكسر والخلع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون بالقانون القانون بالقانون



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt