توقيت القاهرة المحلي 21:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يخيف مريم

  مصر اليوم -

ماذا يخيف مريم

بقلم - سمير عطا الله

تأخرت صديقة لنا في الحضور إلى العشاء حتى ساورنا قلق شديد، فاتصلنا نستفسر، فاعتذرت وقالت إنها مسألة دقائق. ثم تأخرت من جديد، وخجلنا هذه المرة من الاتصال. لكنها عادت فأطلت في العاشرة ومعها باقة ورد ومعها «حكي وأشعار»، كما تغني فيروز.
وكان «الحكي» كله عن سبب التأخير. وخلاصته أن الصديقة العزيزة توظف لديها شغالة إثيوبية منذ سنوات عدة. كان أولادها الثلاثة لا يزالون أطفالاً، فساعدتها في تربيتهم. وكبروا، فساعدتها في رعايتهم. وإذا ما اضطرت، هي وزوجها إلى التغيب، كانت تطمئن إلى خبرة مريم وإخلاصها. وصارت مريم الجزء الأسمر من العائلة. وبعدما كانت تحرص على العودة إلى أهلها كل عام، صارت تسافر كل عامين. ثم كل ثلاثة. ثم أصبحت العائلة هي من يذكرها بالسفر والإجازة.
كانت العائلة مسلمة ومريم مسيحية. وكل أحد كانت تذهب إلى الكنيسة وتمضي حوالي نصف النهار مع رفيقاتها، يتبادلن الأخبار والخبريات، وكانت هي المصدر الأهم لأن «مدامتها»، أي صديقتنا العزيزة، مذيعة تلفزيونية. وعندما تشرح مريم الأحداث تقول: قالت «المدام»، وليس قال رئيس مجلس الشيوخ.
في الرابع من أغسطس (آب) كانت العائلة خارج البيت ومريم تشاهد مسلسلها المفضل بعد انتهاء عملها تقريباً. ثم فجأة سمعت هديراً مخيفاً، ثم انفجاراً رهيباً، ورأت نفسها محمولة على كفي إعصار يرميها على باب الشرفة ويكاد يرميها عنها أيضاً.
عندما عاد أفراد العائلة إلى البيت، واحداً بعد الآخر، كان يرعبهم مشهدان: حالة البيت وحالة مريم. وخلال أيام أعيد ترتيب المسكن قليلاً، لكن الرعب ظل ساكناً في عيني مريم. ولما جاء صباح الأحد قالت العائلة إن التقاء مريم بصديقاتها سوف يفيدها. لكنها عادت وهي تولول، وتطلب العودة إلى بلدها فوراً.
حاولت الزميلة إقناعها بالهدوء ليلاً، وأن الانفجار قد وقع الآن وانتهى الأمر. أي أمر؟ لقد أخبرتها صديقاتها أن نهاية العالم اقتربت وأنها سوف تبدأ من لبنان. وراحت كل منهن تروي الحلم الذي تراءى لها. وقال لها البعض إنه لا بد أن «المدام» تعرف عن المسألة أكثر من سواها.
يوماً بعد يوم هدأت خواطر مريم قليلاً. لكن أحداً لم يستطع إقناعها بأن نهاية العالم لم تقترب. وكل فترة تحل بالمسكينة نوبة محزنة، وذلك المساء حلت النوبة مع موعد العشاء. وبعد انتهاء الصديقة من روايتها ساد الجميع وجوم. ماذا لو كانت مريم ورفاقها على حق؟ أليس ما يحدث في العالم من أشراط الساعة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يخيف مريم ماذا يخيف مريم



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 09:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان
  مصر اليوم - ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان

GMT 11:24 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027
  مصر اليوم - الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع امني بين مصر واسرائيل حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

وصفات طبيعية للعناية بالشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt