توقيت القاهرة المحلي 22:04:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل بشمائل كثيرة

  مصر اليوم -

رجل بشمائل كثيرة

بقلم:سمير عطا الله

في الزمن الصعب يودع لبنان رجال الفقد الكبير. رعيل طويل من أهل العقل والوجدان وسعة الصدر. كان حسين الحسيني عنواناً من عناوين الخلق والمعرفة في كتاب لبنان التاريخي. نقي الضمير، دافئ القلب، أمير الصداقات، فارس الخصومات، حارس المودّات وشهم الأصول.
رجل بشمائل كثيرة. جامع الذين لا يجتمعون. عز السلم في عز الحرب. منتهى السكينة في هبوب العواصف. ضوء لم يطفئه سوى حتم الغياب وختام الأعمار.
يُظلمُ الرئيس حسين الحسيني إذا سميناه «عرّاب الطائف». هو كان عرّاب الاتفاق قبل الطائف وبعده. رجل الوفق والرفق والألفة والرفعة والآدمية. رجل الصبر والصلابة، الأمين على الدستور وكأنه تميمته.
كان ينادى «أبو علي». لكنه كان على المستوى نفسه أبا محمد، وأبا مارون، وأبا معروف، وأبا الجميع حقاً حقاً لا استعارة. وكان حسين الحسيني لماحاً ومثقفاً وقارئاً لا يقبل هدية إلا إذا كانت كتاباً، ولا يقدم هدية إلا إذا كانت كتاباً.
وكان مولعاً بالدستور، وبسببه درس كل دساتير العالم. وظل أميناً عليه لا يسمح لأحد بالعبث به أو التجارة بالميثاق الوطني. هرم كان في سبيل لبنان وعروبته، وخصوصاً في سبيل سلامته وأمّته.
كان الرئيس الحسيني من رجال الدولة الذين نباهي بهم بين العرب. وكان دبلوماسياً بارعاً نباهي به في العلاقات والكرامات مع الأمم. أستاذاً ومعلماً، في كل شيء، وأخاً كبيراً في السراء والضرّاء، لا غضب ولا عتب.
في الآونة الأخيرة استبدت به الرجفة اللئيمة. ولم يعد سهلاً عليّ تحمل رؤية ذلك النبيل في مثل هذه الحال المؤلمة. وكان أكثر من يدرك ذلك. ولذا كان هو من يتصل، محاولاً بشجاعة مذهلة، التظاهر بأن كل شيء على ما يرام.
ولم يكن. كان كل شيء قد اعتل. لبنان. والاتفاق الذي أمضى عمره في حراسته. والناشئون المستجدون على العمل الوطني. يغيب مع الرئيس الحسيني الكثير من معالم لبنان الذي أحببناه وعرفناه. ويبقى إرثه ساطعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل بشمائل كثيرة رجل بشمائل كثيرة



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 08:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
  مصر اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
  مصر اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 15:15 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
  مصر اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 09:48 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:52 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 04:54 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

وصفات طبيعية لحماية بشرتك من الجفاف

GMT 08:44 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 07:58 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

البشير يهدي جزيرة سواكن لأردوغان لخدمة أغراض عسكرية

GMT 07:18 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يوقع قانون حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt