توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهر الشهداء المصريين المتدفق

  مصر اليوم -

نهر الشهداء المصريين المتدفق

بقلم - عماد الدين حسين

ونحن نحتفل بعيد الشرطة الذى يوافق ٢٥ يناير من كل عام، فإن الأجيال الجديدة لا تعرف أن نهر الشهداء لم يتوقف عن التدفق طوال العقود الماضية.. ومن المهم أن تتمعن وتتعرف هذه الأجيال الجديدة على أرقى أنواع العطاء الوطنى وهو الشهادة فى سبيل الوطن.
ويحتار المرء من أى تاريخ يبدأ فى حصر شهداء مصر الذين قدموا حياتهم من أجل استقلالها وحريتها وتقدمها على مدى التاريخ. لكن ونحن نتكلم عن التاريخ الحديث، هل نبدأ من التصدى للاحتلال البريطانى عام ١٨٨٢، أم الانتفاضات المستمرة ضد الاحتلال، أم شهداء ثورة ١٩١٩، أم الذين قاوموا الاحتلال وأعوانه عام ١٩٤٦، وبعضهم استشهد غرقا عند كوبرى عباس، أم بتصدى رجال الشرطة البواسل لعجرفة جنود الاحتلال الإنجليزى فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ بمقر محافظة الإسماعيلية؟
لكن لو افترضنا أننا سنبدأ بالحروب الرسمية التى خاضتها الدولة المصرية، فإن بداية سقوط العدد الأكبر من الشهداء كان فى الحرب الأولى التى خاضها الجيش المصرى لتحرير فلسطين من العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨، وهى الحرب التى شارك فيها الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وتعرض للحصار فى منطقة الفالوجا. وعلى موقع وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية وجدت كشفا يضم ٨٦٣ من الجنود والضباط المصريين الذين سقطوا شهداء فى أول مواجهة مع العصابات الصهيونية فى فلسطين بينهم البطل أحمد عبدالعزيز.
وفى معركة الشرطة ضد الاحتلال الانجليزى فى محافظة الإسماعيلية فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ سقط ٥٦ شهيدا و٧٣ جريحا.
وفى أكتوبر ١٩٥٦ تصدى المصريون للعدوان الثلاثى على بورسعيد ووصل عدد الشهداء إلى ٧٤٣ شهيدا طبقا لإحصاءات لجنة التاريخ والتراث المصرية.
ثم سقط شهداء كثر فى حرب اليمن حينما ساندت مصر الثورة اليمنية، وساهمت فى إخراج البلاد من ظلمات العصور الوسطى للعالم الحديث طوال حقبة الستينيات.
وطبقا لتقديرات مختلفة فإن ضحايا حرب اليمن بين ٥ ــ ١٥ ألف شهيد، رغم أن الكاتب الصحفى الراحل وجيه أبوذكرى يقدرهم بـ٢٠ ألف شهيد.
فى عام ١٩٦٧ سقط ما بين ١٠ و١٥ ألف شهيد فى الحرب ضد إسرائيل، وهى المعركة التى ظلم فيها المقاتل المصرى بفعل الإخفاق السياسى من قيادته السياسية والعسكرية.
وبعد هذه الهزيمة المروعة سقط شهداء كثر فى حرب الاستنزاف التى بدأت بعد أيام من هزيمة ١٩٦٧، واستمرت رسميا حتى إقامة حائط الصواريخ فى ١٩٧٠.
وفى حرب أكتوبر ١٩٧٣ سقط أكثر ٨ آلاف شهيد، و١٢ ألف جريح وثمانية آلاف مفقود وأسير. وهى آخر حرب نظامية عسكرية خارجية خاضتها مصر.
ونتذكر أنه فى نوفمبر من العام قبل الماضى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى «بإجراء حصر دقيق لكل شهداء مصر فى الحروب السابقة بداية من عام ١٩٤٨، لدراسة ضم أسرهم إلى قوائم المستفيدين من مزايا وخدمات صندوق الشهداء تقديرا من الوطن لأبنائه المخلصين وترسيخا لقيم الوفاء لأسرهم». وهذا الإجراء شديد الأهمية حتى تصبح بطولات هؤلاء الشهداء وتضحياتهم محفوظة فى ذاكرة الأمة. وبالتالى فمن المهم أن نؤكد دائما على ضرورة التقصى عن كل ما يتعلق بشهدائنا كما تفعل الدول الراقية والمتقدمة.
وفى هذا الصدد ينبغى أن نستمر فى الضغط على الإسرائيليين بكل الطرق المتاحة حتى نعرف ما الذى حدث بالضبط لبعض شهداء حرب ١٩٦٧، حيث كشفت الصحف الإسرائيلية عن أن الجيش الإسرائيلى دفن عشرات الجنود المصريين فى مقبرة جماعية من دون علامات قرب قرية اللطرون بين القدس وتل أبيب بعد أن تم حرقهم أحياء.
طبعا سوف يسأل سائل ويقول: وأين شهداء مصر فى معركتها المستمرة ضد الإرهاب والإرهابيين خصوصا بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى الآن؟!
سؤال مهم ومؤلم، لأنه إذا كان مفهوما سقوط شهداء لمصر دفاعا عن استقلالها وحريتها وتقدمها، فمن المحزن أن يسقط آلاف الشهداء والمصابين على يد من يقولون عن أنفسهم إنهم مصريون ومتدينون، وتلك قصة نتابعها لاحقا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهر الشهداء المصريين المتدفق نهر الشهداء المصريين المتدفق



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon