توقيت القاهرة المحلي 04:36:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ومن الحب ما قتل.. (القصبجى وثومة)!

  مصر اليوم -

ومن الحب ما قتل القصبجى وثومة

بقلم:طارق الشناوي

أمس مرت في صمت ذكرى رحيله رقم 56 مثلما مرت حياته في صمت، أتحدث عن أحد أهم عباقرة النغم كملحن وعازف، فهو الذي علم الكبار محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وفريد الأطرش العزف على العود.   شخصية القصبجى تحمل كل المقومات الدرامية، الصورة الأخيرة وهو ممسك بالعود في فرقة أم كلثوم هي التي ستبقى في الذاكرة، رجل عجوز صابغ شعره- أقصد ما تبقى منه- باللون الأسود، كثيرا ما اعتبرتها (الست) مجالا للسخرية، ووصفتها بـ(الطباعة)، التي كانت تستخدم في الماضى لضمان وضوح التوقيع بالختم.

  ملامحه تشى بإنسان مسالم ومحبط، لم تكن هذه قطعا صورته في شبابه، ولكن تذكر أن البث التليفزيونى في مصر بدأ عام 60، كان القصبجى قد تجاوز السبعين، كما أنه قبلها بأكثر من عشر سنوات كان قد توقف عن التلحين لأم كلثوم وغيرها، لم يقهره الزمن، فلقد كان سابقا للزمن، لأنه ببساطة أحد أهم عناوين صُناع ثورة التجديد في الموسيقى بعد سيد درويش، ليغير المؤشر صوب التعبير بديلا عن التطريب.    وكان أيضا يميل للتجريب، وهكذا قدم رائعة (الطيور) لأسمهان، وفيلم (عايدة) لأم كلثوم بمذاق أوبرالى، نجح جماهيريا في الأولى وأخفق في الثانية، ولم تغفرها له أم كلثوم، قدم الفصل الأول في الأوبريت داخل الفيلم، بينما السنباطى عهدت إليه أم كلثوم بتلحين الفصل الثانى، لم تشهد الإيرادات لصالح (الست)، الجمهور لم يتقبل أم كلثوم في هذا النوع من الغناء.

    القصبجى لم يكن فقط عاشقا بل مجنونا بحب أم كلثوم، هناك حادثة لم يتطرق لها الكاتب محفوظ عبدالرحمن في مسلسل «أم كلثوم» برغم أنها موثقة، ذكرت تفاصيلها في كتابى (أنا والعذاب وأم كلثوم).    في عام 1946 عندما تقدم الموسيقار محمود الشريف إلى الشرطة وحرر محضرا ضد القصبجى لأنه شرع في قتله، والحكاية أن القصبجى قرأ (مانشيت) مصطفى أمين (خطوبة أم كلثوم ومحمود الشريف)، على صفحات جريدة (أخبار اليوم)، سألها مصطفى أمين هل ستكمل مشوارها الغنائى؟، أجابته: الأمر له وما يريد. رهنت أم كلثوم مستقبلها الفنى بإرادة محمود الشريف.    الشاعر أحمد رامى استشاط غضبا واستقل الترام من منزله بمصر الجديدة وهو يرتدى البيجامة والروب متجها إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك، ولم ينقذه سوى الكمسرى الذي نبهه إلى أنه لا يزال يرتدى الشبشب، فعاد إلى منزله كاظما غيظه، بينما القصبجى ذهب إلى فيلا أم كلثوم.    وعندما علم أنها والشريف في الطابق العلوى قرر تنفيذ خطته، ولاحظت أم كلثوم أنه يخفى شيئا خلف ظهره قالت له ماذا تحمل يا (قصب)؟، وهو اسم الدلع الذي تعودت أن تناديه به، وفجأة سقط المسدس الذي أاراد به اغتيال الشريف، وتحول الأمر إلى النيابة للتحقيق، وتنازل الشريف كما قال لى في النهاية إكراما لتاريخ القصبجى وخاطر أم كلثوم، التي لم ترض أبدا أن يسجن أستاذها العاشق المجنون.   

هل كانت ترفض ألحانه بعد رائعة (رق الحبيب) مما أصابه بإحباط؟، هذا هو ما كانت الصحافة خلال تلك السنوات ولا تزال حتى الآن تردده، وسألت الموسيقار كمال الطويل عن صدق المعلومة، أجابنى أن القصبجى أكد له أن أم كلثوم عرضت عليه عشرات من النصوص إلا أنه بمجرد أن يُمسك بالعود يجد غمامة سوداء تحول بينه والعثور على النغمة الساحرة، وهى حكاية تستحق التأمل، هل يموت الإبداع فجأة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومن الحب ما قتل القصبجى وثومة ومن الحب ما قتل القصبجى وثومة



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 03:51 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  مصر اليوم - السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه

GMT 04:36 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد رفض أي تغيير جغرافي أو سكاني في غزة
  مصر اليوم - مصر تؤكد رفض أي تغيير جغرافي أو سكاني في غزة

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:25 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الأسد

GMT 04:19 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة منى زكي تكشف عن حقيقة خلافها مع مصطفى شعبان

GMT 03:14 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

سعد لمجرد ينفي معرفته ما حصل مع لورا بريول

GMT 15:53 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

الرئيس السيسي يهنئ إيطاليا بذكرى "يوم الجمهورية "

GMT 15:04 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تعليق نارى من أحمد سعد على خبر تصالحه على سمية الخشاب

GMT 20:08 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تعرف على أهم أعمال الفنانة بلقيس فتحي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt