توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد المعرفة..!

  مصر اليوم -

اقتصاد المعرفة

بقلم - محمد صلاح البدرى

لم يواجه العالم أزمة اقتصادية بهذه القوة منذ زمن بعيد.. البعض توقع ركوداً اقتصادياً وارتفاعاً كبيراً فى نسب التضخم عقب انتهاء أزمة كوفيد ١٩، ولكن أحداً لم يتخيل أن الأزمة ستصل إلى هذا الحد..!

هى أزمة حقيقية معقدة.. صنعها ذلك الفيروس اللعين بإجراءات الوقاية منه والحد من انتشاره.. واستمرت فى الانفجار بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت بشدة على سلاسل الإمداد والتموين فى العالم كله.. حتى إن البعض يتنبأ باستمرار الأزمة وزيادة تبعاتها حتى نهاية العقد الحالى..!

أكثر من دولة أوروبية كبرى تعانى من ارتفاع ملحوظ فى نسب التضخم وأزمة كبيرة فى مصادر الطاقة تحديداً.. الولايات المتحدة تعانى من أكبر أزمة ركود اقتصادى منذ أربعين عاماً.. معظم الدول النامية تعانى من نقص حاد فى السلع الأساسية!

لم يعد الرهان على النمو الاقتصادى بشكله المعروف مقبولاً.. أصبح البحث عن شكل مختلف للاقتصاد ضرورة ملحة.. وهنا يظهر للجميع أهمية ما كان يُعرف باقتصاد المعرفة..!

المصطلح نفسه ليس جديداً بل يعود إلى منتصف خمسينيات القرن الماضى.. وهو يعنى أن تكون المعرفة هى المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادى.. ليصبح الابتكار والإبداع أحد أهم أساسيات الاقتصاد.. ويصبح التعليم المتطور ومواكبة العصر فى التكنولوجيا الحديثة أساساً للتنافسية الاقتصادية..!

وعلى العكس من الاقتصاد المبنى على الإنتاج والذى تلعب فيه المعرفة دوراً أقل بينما يكون النمو مدفوعاً بعوامل الإنتاج التقليدية.. فإن الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشرى، هى أكثر الأصول قيمة فى هذا النوع من الاقتصاد الجديد!

بمعنى أكثر وضوحاً أصبح وجود خط اقتصادى قائم على إنتاج المعرفة وتقديمها كسلعة متاحة للآخرين هو إحدى أهم وسائل النمو التى يبحث عنها العالم فى هذه الأزمة.. وهو ما يجعل الاستثمار فى البشر وتدريبهم وتعليمهم أمراً حيوياً وهاماً..!

أفضل مثال لهذا النوع من الاستثمار ظهر واضحاً خلال أزمة كوفيد نفسها.. فبعد أقل من شهر على انتشار كوفيد كانت المعامل البيولوجية فى أكثر من دولة قد تمكنت من تحديد خريطته الجينية.. وبعد أقل من شهور ستة من انتشاره ظهر للوجود أول مصل للوقاية منه.. ثم تحول هذا المصل وغيره من الأمصال التى ظهرت تباعاً إلى إحدى أهم وسائل الربح للشركات المنتجة له.. حتى إن شركة فايزر وحدها قد تمكنت من تحقيق أرباح تقترب من ٢٢ مليار دولار بحسب ما أعلنت عنه رسمياً فى فبراير الماضى..!

فى مصر نمتلك بالفعل ثروة بشرية ضخمة.. ثروة يمكن استغلالها فى هذا النوع من الاقتصاد بسهولة إن تم وضع خطة واضحة للاستثمار فى البحث العلمى وتطويره.. لم تعد رفاهية الانتظار واستهلاك ما يقدمه الغرب متاحة إلى حد كبير.. وأصبح ضرورياً أن نمتلك ما نقدمه نحن للعالم نظير ما نحصل عليه.. أو حتى نظير مقابل يمكّننا من مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية..!

فى رأيى ينبغى وضع خطة عاجلة لتطوير البحث العلمى فى مصر.. ينبغى أن تتم الاستفادة من كل العقول المصرية التى ابتُعثت للخارج خلال العقود الماضية ولم تجد بيئة مناسبة للعمل بعد أن عادت لأرض الوطن..!

إن اقتصاد العالم كله قد أصبح على المحك.. ولن ينجو من تلك الأزمة إلا من تمكن من استثمار ما يمتلك.. فقط نحتاج إلى أن نعرف قيمة هذا الاستثمار وكيفية إدارته.. أو هكذا أعتقد..!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد المعرفة اقتصاد المعرفة



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt