توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى وكيف يحاسب المسؤول؟ وكيف نواجه الفساد؟

  مصر اليوم -

متى وكيف يحاسب المسؤول وكيف نواجه الفساد

بقلم - صلاح الغزالي حرب

ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة وفى انتظار تغييرات حكومية واسعة تتلاءم مع الظروف الحالية أطالب كل قلم شريف فى هذا الوطن أن يبادر بإلقاء الضوء على نقاط الضعف فى كل الإدارات الحكومية وغيرها مع وضع الحلول المقترحة للإصلاح وكذا كل ما شأنه أن يرقى بهذا الوطن ويحقق توقعات وأحلام المواطن المصرى الذى عانى الكثير، وسوف أتوجه اليوم بصفتى مواطنا مصريا بأسئلة واقتراحات إلى بعض المسؤولين فيما يخص الشأن العام:

1- إلى وزير الزراعة:

ما يحدث فى أسعار السمك واللحوم فى هذه الأيام لا يجب ولايمكن أن يستمر وأطالب الوزير بالإعلان عن أسباب الأزمة أمام الشعب وعما إذا كان قادرا على حلها فطبقا لتصريحات د. صلاح الدين مصلحى رئيس مجلس إدارة جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية فإن إنتاج مصر من الأسماك يفوق 2 مليون طن أسماك سنويا– 80% منها استزراعا سمكيا والباقى من المصايد الطبيعية بالبحرين الأبيض والأحمر والنيل و9 بحيرات كما أن الإنتاج يمثل اكتفاء ذاتيا بنحو 85 % من الاحتياجات السنوية وذكر أن 70% من حجم السمكة عبارة عن أعلاف والتى تعانى من ارتفاع كبير فى أسعارها.. وبحسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فإن معدل التضخم فى الأسماك والمأكولات البحرية فى أغسطس وصل عام 2023 إلى 83.6 % وبالرغم من تزايد إنتاج المزارع السمكية فلم تحقق الحكومة أهدافها فى مجال الثروة السمكية وعلى رأسها تحقيق الأمن الغذائى وإحداث توازن فى سوق الأسماك بضبط الأسعار وتقليل الواردات بنسبة 30 % كما أن تصدير الأسماك لا يجب أن يكون على حساب حرمان المواطن من هذا الغذاء المهم.

إن ما حدث فى مدينة بورسعيد وغيرها من إعلان مقاطعة شراء الأسماك هو أحد أسلحة مقاومة الجشع وقلة الضمير لبعض كبار التجار وللأسف لم تتحرك الحكومة بالقدر الكافى، وكذلك الحال مع اللحوم التى ارتفعت أسعارها إلى أرقام لم تحدث من قبل وقال نقيب الفلاحين حسين عبد الرحمن إن من أسباب الأزمة قلة عدد الرؤوس الحيوانية فى مصر والتى تقدر بنحو 8 ملايين رأس تقريبا بالنسبة لعدد السكان نتيجة عدم وجود مراعى طبيعية واعتماد التغذية على الأعلاف المزروعة أو المصنعة عالية التكاليف.

المطلوب هو محاسبة المسؤولين عن هذا الأمر وتعيين مساعد وزير متخصص وذى خبرة فى هذه المجالات مع تشديد العقوبة على المتلاعبين بغذاء المواطنين.

2- إلى السيد وزير التنمية المحلية:

شهد عام 2008 آخر انتخابات محلية فى مصر وعقب ثورة 25 يناير قضت محكمة القضاء الإدارى بحل جميع المجالس المحلية على مستوى الجمهورية ويبدو أن من أسباب هذه الثورة هو ما شهدته هذه الانتخابات آنذاك وعلى الرغم من نص الدستور عام 2014على بدء تطبيق نظام جديد للإدارة المحلية بشكل تدريجى خلال 5 سنوات من تاريخ نفاذه إلا أن قانون المحليات الجديد لم يصدر حتى الآن للبدء فى الانتخابات! ويعلم الجميع أن معظم المشاكل التى يعانى منها المواطن ترتبط بالأجهزة المحلية للأسف الشديد فإلى متى ينتظر المجتمع صدور هذا القانون شديد الأهمية؟ وما سر هذا التأخير؟ وسوف أعرض نماذج بسيطة من المحافظات تثير القلق والغضب فى الشارع المصرى ففى محافظة القاهرة على سبيل المثال هناك غضب عارم لسكان منطقة الزمالك وكذا منطقة المعادى وهما من الأماكن التى تتميز بالهدوء منذ سنوات طويلة نتيجة لتصرف المحليات غير الرشيدة وقد سبق أن تقدم أهل الزمالك باستغاثة إلى رئاسة الجمهورية يطلبون إنقاذ المنطقة من العشوائية التى كادت تدب فى كل ركن فيها ومن حى المعادى جاءتنى شكاوى عديدة من الإهمال الجسيم لكونه ممزقا بين أحياء كثيرة

(المعادى وطره وحلوان والبساتين) فالشوارع مهانة كرصف ونظافة وأمان وكابلات كهرباء مكشوفة ومطبات مدمرة للسيارات وتكاتك وميكرو باصات تعبث فى الشوارع وخاصة فى شارع 9 الذى لم يرصف منذ أكثر من عام وغيرها من مشكلات الحى فمن يحاسب رؤساء الأحياء وأين محافظ القاهرة؟ ومن أمام كلية طب القاهرة– قصر العينى– نشاهد سوقا عشوائية منصوبة أمام الكلية منذ سنوات ولم يتحرك أحد وفى محافظة الجيزة تساءلت عدة مرات عما يحدث فى شارع الدقى من فوضى عارمة عند نهاية كوبرى الدقى فى اتجاه الأورمان وكذلك الحال فى شارع البحر الأعظم ولكن الطامة الكبرى تكمن فى السوق العشوائية التى نصبت ملاصقة لجدار المركز القومى للبحوث أكبر مركز أبحاث فى مصر فى غيبة تامة للأحياء والمحافظ.. وبالطبع هناك أمثلة لا تحصى فى كل محافظات مصر ويبرز السؤال هل هذا يليق بمصر الجديدة؟ وإلى متى ننتظر صدور القانون وإجراء الانتخابات المحلية واختيار علمى ودقيق للمحافظين ومحاسبة المقصر منهم؟

3- إلى وزير التموين:

وضح جليا أن المشاورات والمباحثات المتكررة التى قامت بها الحكومة مع اتحادات الغرف التجارية بكافة تخصصاتها مع مناشدات ضمائرهم! لم تأت بما كان ينتظره المواطن المصرى (لأننا ببساطة ومعنا التجار لسنا ملائكة نمشى على الأرض) فانخفضت بعض أسعار بعض السلع بنسب بسيطة ولم تتغير أسعار سلع أخرى وظهر التحايل والنصب واضحا فى رغيف الخبز المتاح من الحكومة للمواطن الفقير– وهم بالملايين– من حيث الحجم والمحتوى.. ولا أدرى لماذا تتمسك حكومتنا بعبارة الاقتصاد الحر ومبدأ العرض والطلب، وهو ما لا يمكن أن يحدث فى العالم المتحضر الذى سبقنا فى الأخذ بهذه المبادئ الاقتصادية ولكن مع احترام المواطن وحمايته من الاستغلال.. تمت إحالة مستشار الوزير للرقابة والتوزيع مع آخرين إلى المحاكمة وهو الذى كان يشغل منصبه منذ 2015 وتمت ترقيته منذ نحو عامين وقد أصدرت المحكمة حكمها بمعاقبته بالحبس المشدد 18 عاما وتغريمه مبالغ مالية كبيرة كما أصدرت حكمها بمعاقبة مدير عام مكتب رئيس إحدى شركات السكر بالحبس 7 سنوات وعزله من وظيفته ومعاقبة أصحاب شركات خاصة بالسجن 10 سنوات بتهمة التربح وحجب السلع عن الأسواق.. ثم تم اكتشاف جريمة فساد أخرى تخص وكيل وزارة التموين بأسيوط مع آخرين بتهمة تزوير فواتير صرف الردة الخشنة المنسوب صدورها لشركة مطاحن مصر الوسطى وصرفها بأن أثبت بالفواتير استحقاق أشخاص وهميين لصرف تلك الكميات على خلاف الحقيقة وعليه تم تربيح المستلمين (3 تجار) فارق السعر الرسمى الخاص بشركة المطاحن والسعر السائد فى السوق السوداء وبلغت قيمة الربح الذى حصل عليه هؤلاء التجار 2 مليون و216 ألفا و870 جنيها.. وعلى الرغم من رفضى القاطع للتصالح مع مخالفى القانون فى قضايا الإسكان وأراضى الدولة إلا أن الأعداد الهائلة للمخالفات والوضع الاجتماعى للسكان يحتم التصالح مع البعض بشرط عدم السماح بهذا الفساد بعد ذلك مع إصلاح وضع المحليات.. أما ما حدث قبل ذلك فى وزارة التموين فبالقطع هناك ما يمكن أن يكون قد حدث أو يحدث فى أماكن أخرى وهو ما يحتم كما ذكرت قبل ذلك عدة مرات ضرورة اختيار كل القيادات فى كل المواقع وفق معايير علمية تضم الكفاءة والأمانة والخبرة والسمعة الطيبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى وكيف يحاسب المسؤول وكيف نواجه الفساد متى وكيف يحاسب المسؤول وكيف نواجه الفساد



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt