توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصيحة إن جازت النصيحة

  مصر اليوم -

نصيحة إن جازت النصيحة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الضربات تتوالى على رأس «التعليم» فى مصر، لا أقصد شخصًا بعينه ولا الوزارة التى تدير العملية التعليمية، ولكن أقصد المنظومة كاملة.

لا أقصد بكلامى هذا ما حدث فى الامتحانات الأخيرة وأزمات التسريب المستمرة ووقوع «السيستم» وتعطيله ومشكلاته المتكررة، ولكن أقصد الشكل العام لـ«التعليم» فى مصر.

الحديث عن أهمية «التعليم» يبدو مُكرَّرًا إلى حد الملل، والحديث عن ضرورة تطوير المنظومة أيضًا كذلك، وهو ما يجعلنى أعود إلى أكثر جملة معتادة ومُكرَّرة حول أهمية «التعليم» لبلدنا، وهى مقولة طه حسين، التى أطلقها منذ أكثر من 75 سنة: «التعليم كالماء والهواء»، فهو فعلًا كالماء والهواء.

أشكر وزير التعليم، الدكتور طارق شوقى، على محاولاته الكبيرة والمستمرة لتطوير «التعليم» ومنظومته، والذى ربما يكون قد حاول أن يُغير الطريقة التى مارس بها أسلافه التطوير بأسلوب انتهى إلى هذا الحال من التدنى.

وأُعيد من جديد القول بأن أى منظومة مهما كانت قوتها لابد أن تعانى الضربات والخروقات والهنّات حتى تصير أقوى رسوخًا وانضباطًا، ولكن ما أنوى النصح به- إن جاز لى النصح- هو أن يصبح تطوير التعليم مشروعًا قوميًّا كبيرًا واستراتيجية مستمرة.

فالولايات المتحدة الأمريكية، وهى القوة العظمى فى العالم، لم تكن راضية عن مستواها فى التعليم فى مرحلة ما، وقد صدر فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى تقرير بعنوان «أمة فى خطر»، وكان صرخة أظهرت مدى الخطر الذى يهدد «التعليم» فى أمريكا، والذى نتج عنه انخفاض فى المستويات التحصيلية والأكاديمية للطلاب الأمريكيين. وكان من نتائج هذا التقرير أن جعلوا من «التعليم» قضية استراتيجية تحتل الأولوية والصدارة على أجندة الدولة وسياساتها الداخلية، فضلًا عن ارتباطها بقضية البحث العلمى ارتباطًا وثيقًا.

الأفكار كثيرة، والمقترحات- لا شك- عديدة، وعُقد بسببها الكثير من المؤتمرات واللقاءات، ودارت حولها النقاشات، بعضها علمى وبعضها ليس كذلك، ولا أظن أن الوزارة أهملت تلك الأفكار، ولكنها أهملت أهم فكرة، وهى الإيمان الحقيقى بمقولة طه حسين، فـ«التعليم» يتطور ولكنه ليس كالماء والهواء.

«التعليم» وفقًا لتعريف الوزارة يتطور، ولكن وفقًا لتعريف الإنسان، صانع الحضارات والتقدم والتفكير فى المستقبل، لا يزال فى مكانه ساكنًا يعانى أحيانًا شكاوى أولياء الأمور من صعوبة الامتحانات، ويعانى كذلك اختراق المنظومة وأزماتها.

نصيحتى، إن جازت النصيحة، لمَن يدير الملف، أن يعتمد مقولة «التعليم كالماء والهواء» فى كل فكرة وقرار وأسلوب ينتهجه فى التطوير. والأهم أن يكون أصحاب التطوير هم جماعة المجتمع وليس الأمر حكرًا على أحد مهما علا شأنه. الدراسة العلمية واعتبار الأبعاد الاجتماعية والثقافية أساس النجاح الحقيقى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصيحة إن جازت النصيحة نصيحة إن جازت النصيحة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon