توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيان الحكومة مجرد كلام

  مصر اليوم -

بيان الحكومة مجرد كلام

بقلم - أشرف البربرى

تقول الحكمة الشعبية «أسمع بيان الحكومة أصدقه، أشوف قراراتها أستعجب». ويقول الشاعر العربى «يعطيك من طرف اللسان حلاوة.... ويروغ منك كما يروغ الثعلب».

هذا هو حالنا مع حكومة الدكتور مصطفى مدبولى ومع كل حكومة سابقة وندعو الله ألا يكون كذلك مع كل حكومة لاحقة.

ففى بيان الحكومة الفصيح أمام مجلس النواب قال مدبولى رئيس الوزراء ووزير الإسكان «لن نترك فقيرا واحدا يتكفف الناس»، ولكن قبل أيام قليلة خرجت علينا وزارة الصحة بقرار نقل 5 مستشفيات من القطاع العلاجى إلى قطاع أمانة المراكز الطبية المتخصصة. وترجمة هذا القرار هى «نقل هذه المستشفيات من قطاع الخدمة الطبية المجانية إلى قطاع الخدمة الطبية مدفوعة الأجر»، ليرتفع ثمن تذكرة العيادة الخارجية فى هذه المستشفيات من جنيه واحد أو جنيهين على أقصى تقدير إلى 10.5 جنيه، هكذا مرة واحدة يزيد السعر بأكثر من 900%.

ومن المستشفيات التى أعلنت الحكومة «سحبها من فقراء الشعب المستحقين للعلاج المجانى» وتوفيرها «لمن يستطيع أن يدفع ثمن الخدمة الطبية» مستشفى الشيخ زايد فى منشية ناصر بالقاهرة وبنى سويف العام و15 مايو. فهل تبرع الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، ببناء مستشفاه فى منطقة منشية ناصر العشوائية الفقيرة لتقديم الخدمة الطبية لهؤلاء الفقراء بالمجان أم لكى تأتى الحكومة وتسحبها منهم؟ وهل سكان 15 مايو ممن لا يستحقون العلاج المجانى فقررت الحكومة حرمانهم من مستشفاهم المجانى؟ وهل يوجد بديل يخدم الفقراء بعد تحويل مستشفى بنى سويف العام إلى «مستشفى مدفوع الأجر»؟

وبعيدا عن الكلام الكثير الذى يردده المسئولون والإعلانات الترويجية التى تبثها القنوات الرسمية وشبه الرسمية، عن حتمية «الإصلاح الاقتصادى المر والمؤلم» وعن ثمار النمو التى ستتساقط على رءوس الناس خلال الفترة المقبلة، فما نراه من سياسات حكومية على الأرض تقول إن الحكومة لا تعتزم النظر بعين العدالة الاجتماعية إلى الشعب الذى تحول إلى مجرد مصدر لتمويل هذه السياسات بشتى أنواع الضرائب والرسوم التى لا يرى لحصيلتها أثرا مباشرا ملموسا على حياته حتى الآن.

فالمدارس الحكومية الجديدة من «يابانية إلى نيلية» برسوم تنافس القطاع الخاص، والرعاية الصحية مدفوعة الأجر تتوسع على حساب الخدمات المجانية من الناحية الرسمية، والدعم الزراعى الذى يستهدف الفلاح يكاد يكون قد تلاشى، والخدمات المرتبطة بهذا الملف من تطهير دورى للترع والمجارى المائية إلى الإرشاد الزراعى والتأمين على الماشية سقطت سهوا من خطط الحكومة، بغض النظر عما يمكن أن يكون مكتوبا فى الملفات لأن «الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا»، وسعر شقة الاسكان الاجتماعى يلامس الـ 200 ألف، ومشروع دار مصر للإسكان المتوسط، سيصبح إسكانا فاخرا بأسعار فاخرة أيضا.

هذه الحقائق الموجودة على الأرض تجعل المرء يحار بشدة، هو يتابع بيان الحكومة الذى ألقاه السيد مدبولى بمحاوره الستة أمام البرلمان وما فيه من كلام جميل ولغة بليغة عن الانحياز للفقراء وتمكينهم وتوفير العمل لمن يستطيع منهم والمساعدة المالية لمن لا يستطيع العمل.
المشكلة أن تقليص ما هو مجانى أو منخفض التكلفة من الخدمات الحكومية، بدءا من اتوبيس النقل العام وانتهاء بتذكرة العيادة الخارجية فى المستشفى العام بات نهجا حكوميا تسير عليه أغلب الوزارات والهيئات الخدمية التى لم تعد ترى للمواطن أى حق فى الحصول على خدمة مقابل كل ما يدفعه من ضرائب ورسوم، بدءا من ضريبة القيمة المضافة التى وصلت إلى ساندوتش الفول والطعمية فى بعض المطاعم وانتهاء بضريبة المواريث المقترحة التى ستجعل من الحكومة تقاسم الأرامل واليتامى فى ميراثهم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان الحكومة مجرد كلام بيان الحكومة مجرد كلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt