توقيت القاهرة المحلي 08:25:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة والتذكرة

  مصر اليوم -

الحكومة والتذكرة

بقلم : أشرف البربرى

ما دامت الحكومة لا تخشى محاسبة من برلمان أو إعلام أو حتى قوى مجتمعية يمكن أن تحتج على سياسات يراها الكثيرون غير مجدية، فلن نسمع من رجالها من يتحدث عن ترشيد النفقات وتعظيم استغلال الموارد والاستفادة من الأصول كوسيلة لمواجهة المشكلات المالية بدلا من اللجوء إلى الحل الأسهل بالنسبة لهم والكارثى بالنسبة للمواطن وهو زيادة الأسعار.

ففى عام 2017، كانت تذكرة الخط الكامل لمترو الأنفاق جنيها واحدا، وخرج علينا وزير النقل فى ذلك الوقت المهندس هشام عرفات ليقول إن «تذكرة المترو هنا بتجيب تقريبا بيضة ونص بينما فى فرنسا التذكرة بتجيب 7 بيضات» وقرر زيادة سعر التذكرة من جنيه واحد إلى جنيهن أى بنسبة 100% بمعدل زيادة لا يمكن أن يحدث فى فرنسا «صاحبة السبع بيضات». وقبل أن يمر عام واحد عاد الوزير ليرفع سعر التذكرة بعد تقسيم الرحلة إلى ثلاث مراحل فتصبح 3 جنيهات لعدد 9 محطات و5 جنيهات لعدد 16 محطة و7 جنيهات لأكثر من ذلك، فأصبحت التذكرة تشترى سبع بيضات وربما أكثر، قبل أن تركب أسعار البيض صاروخ فضاء لتحلق فى السماء.

ثم يمر عامان ويعود حديث خسائر المترو وتكلفة التشغيل العالية وضرورة زيادة سعر التذكرة رغم أنها أصبحت تشترى نفس عدد البيض الذى تشتريه فى فرنسا، فأصبحت تبدأ من 5 جنيهات وتصل إلى 10 جنيهات، لتشترى 10 بيضات فى ذلك الوقت «ونصبح أغلى من فرنسا بحساب البيض».

والآن يأتى السيد وزير النقل الحالى ليكرر الحديث عن الخسائر والديون وارتفاع نفقات التشغيل ليبرر زيادة جديدة فى أسعار تذاكر المترو والسكك الحديدية، وكأنه لا توجد أى وسيلة لضبط الأوضاع المالية لمرافق وزارة النقل إلا زيادة التذاكر، دون أن يتوقف مسئولو الحكومة كلها عند مخاطر هذه الزيادات المتتالية التى جعلت من فكرة الخروج من المنزل والذهاب إلى العمل بالنسبة للكثيرين أمر غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية، فأصبح البعض يفضل عدم الذهاب إلى العمل وخصم أجر اليوم باعتباره الخيار الأرخص.

فالعامل الذى يحصل على الحد الأدنى للأجور وهو 2700 جنيه أى ما يعادل 90 جنيها يوميا، ويجد نفسه مطالبا بدفع أكثر من 35 جنيها لبند المواصلات فقط، قد يرى أن الأفضل ألا يذهب إلى العمل، فما بالكم بملايين الموظفين والعمال الذين يعملون فى القطاع الخاص ولا يحصلون على الحد الأدنى للأجور.

ما يحدث فى وزارة النقل يتكرر فى كل وزارات الحكومة، التى لا يجد مسئولوها أى حل للتعامل مع المشكلات المالية إلا زيادة العبء على المواطن المغلوب علي أمره. فالسيد وزير الكهرباء يرفع أسعارها ووزير الإسكان يرفع أسعار أراضى البناء ووحدات الإسكان الاجتماعى وبالطبع أسعار وحدات الإسكان دون المتوسط والمتوسط والفاخر، ووزير المالية يرفع الضرائب والرسوم على كل شىء، بدءا من شهادة الميلاد وحتى شهادة الوفاة ومجلس الوزراء يرفع أسعار الوقود.

والمحصلة التى وصلنا إليها على مدى السنوات الثمانى الماضية هى مزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد وليس العكس بدليل أن مصر أصبحت ضمن أكثر 5 دولة معرضة لخطر التعثر فى سداد الديون، وقيمة الدين الخارجى تضاعفت أكثر من 5 مرات والدين المحلى أكثر من 4 مرات، رغم مضاعفة الأعباء على كاهل المواطن مرات ومرات.

الحكومة التى لا تملك إلا زيادة الأعباء على المواطنين بمبررات متكررة أو حتى مختلفة يجب أن تستقيل أو تقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة والتذكرة الحكومة والتذكرة



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة حنان مطاوع تشارك في " نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني

GMT 21:48 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

GMT 06:33 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الإعلامي محمد الباز يرد على أكاذيب دعاء خليفة

GMT 11:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

شاكيرا تلغي حفلتها في فرنسا بسبب أزمة صحية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

نيمار يخطط للعودة إلى برشلونة

GMT 12:55 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أسعار اللحوم في مصر اليوم الخميس 6 أغسطس

GMT 21:03 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 26 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt