توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسيرة العودة.. وشهداء الأرض

  مصر اليوم -

مسيرة العودة وشهداء الأرض

بقلم : د. محمد بسيونى

 إنها مسيرة سلمية شعبية ضخمة تزحف لأول مرة فى كل أرجاء فلسطين المحتلة، وترفع شعار «العودة للأرض».. موجات من البشر تركت الشوارع والقرى وزحفت لتواجه الأسلاك والدُّشم والأسلحة الثقيلة على الحدود التى صنعها المحتل الصهيونى حول غزة والضفة الغربية. وعلى غير العادة فى التظاهرات الشعبية والفعاليات الكلامية التى يشهدها «يوم الأرض» كل عام، لم نجد هذه المرة ذلك الانقسام بين الفصائل السياسية والمقاومين، حيث تحرك الشارع الفلسطينى كله أولاً.. فلم تجد قيادات السلطة والأحزاب السياسية وفصائل المقاومة سبيلاً سوى الانضمام إلى الانتفاضة الفلسطينية السلمية الجديدة، التى تجسّدها المسيرات والهتافات والإقامة فى الخيام القماشية على الحدود دون رفع أى أدوات للمقاومة، ولا حتى الحجارة التى كانت تمثل الرد المعتاد على اعتداءات الجيش الصهيونى المحتل.

ولم يتحمّل المحتل صوت الهتافات السلمية التى تطالب بحق العودة للاجئين إلى أرضهم، وأمطر المسيرات السلمية بالرصاص والطائرات والغازات، فسقط 22 شهيداً -حتى الآن- وارتفع عدد الجرحى والمصابين إلى ما يزيد على 1200 من الجرحى من المسالمين.. وما زالت المسيرات مستمرة، ومعها الصمت الدولى والإحراج العربى والوسطية المعروفة من جامعة الدول العربية.

وابتدع المتظاهرون السلميون وسيلة جديدة للتشويش على تركيز القناصة الصهاينة الذين كانوا يصطادون المتظاهرين كالعصافير.. إنها وسيلة إحراق إطارات السيارات الكاوتشية.. ونتج عن إحراقها الدخان الكثيف الذى ساقته الرياح باتجاه قناصة الصهاينة، مما أربكهم وحدّ من فاعليتهم طوال حريق الكاوتش.. وسارت التظاهرات مستترة بالدخان، ونجحت الحيلة مؤقتاً.. ووجدنا صراخاً من نوع خاص فى عدد من المنظمات الدولية يدين الفلسطينيين، ويتّهمهم بتلويث البيئة!!!! ونسى هؤلاء أصل المشكلة. إن اتجاه الفلسطينيين إلى الحدود مع المحتل الصهيونى يقدم سلوكاً مقاوماً جديداً وإعادة المطالبة بحق العودة على تلك الوتيرة القوية يُجدّد العزم الفلسطينى لتحرير الأرض وينسف غالبية مشروعات التسوية السابقة التى رفضها الصهاينة ومعها ما يسمى بصفقة القرن التى أصبحت فى خبر كان بإرادة شعبية فلسطينية جارفة.

رحم الله الشهداء، وشفى الله المصابين.. والله غالب..

نقلا الوطن االقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرة العودة وشهداء الأرض مسيرة العودة وشهداء الأرض



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon