توقيت القاهرة المحلي 00:34:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطوير العشوائيات.. إحياء للتذوق الفنى

  مصر اليوم -

تطوير العشوائيات إحياء للتذوق الفنى

بقلم - نجوى العشري

ما حدث فى تطوير المنطقة العشوائية التى كانت معروفة باسم «تل العقارب» بمنطقة السيدة زينب بوسط القاهرة، يحمل دلالات فى غاية الأهمية فى مقدمتها تحويل اسم المنطقة إلى «روضة السيدة» وهذا معناه أنها تحولت إلى جنة خضراء وروضة تزين الحى الذى توجد فيه بعد أن كانت تلاً للعقارب، وهو وحده اسم مخيف ينفر الناس من ساكنى المنطقة، أما الاسم الجديد فيجعل أهل الحى يفخرون بالانتماء إليه، وهذا هدف أساسى من فكرة تطوير العشوائيات، فهى ليست إزالة لعشش أو بيوت متهالكة، وتلال للقمامة تراكمت على مدى عشرات السنين وإنما هى مسألة تطوير حضارى واجتماعى يرقى بالبشر ويقوى انتماءهم لمنطقة سكنهم ويشجعهم على المضى قدماً نحو التقدم والرقى طالما يعيشون فى منطقة تجذب سكانها وتجعلهم لا يخجلون من الحياة فى منطقة لمجرد اسمها، فما بالنا بعشوائياتها الخطيرة؟ الدلالة الثانية هى الطراز المعمارى الذى تم تصميم »روضة السيدة« به، وهو العمارة الفاطمية التى تميزت بها »قاهرة المعز«، وجاء اختيار هذا الطراز لقرب المنطقة من الجمالية وشارع المعز، وهنا نجد ارتباطاً بين المكان والتاريخ يكشف عن مدى وعى المسئولين بصندوق تطوير العشوائيات والأجهزة المسئولة عن هذا المشروع القومى العملاق بأهمية الارتقاء ثقافياً وفكرياً وحضارياً بالمكان والسكان، فالمسألة ليست هدم عشش لإقامة عمارات سكنية لا تتجاوز وصفها بأنها غابة من الأسمنت، المسألة أكبر وأهم، فهؤلاء السكان الذين أنصفتهم الدولة وخلصتهم من العشوائية يستحقون أن يعيشوا فى بيوت كالتى عاش فيها أجدادهم فى عصور مجدهم التى كانوا يتفاخرون بها فى العالمين، وقد جاء الوقت ليتفاخر الأحفاد بعمارتهم التى ينتقلون إليها، ويشعرون بمدى الربط بين الواقع وبين جذورهم، وأن بلدهم اختارت لهم أنسب طراز معمارى يربطهم بمكانهم ويجعلهم محط أنظار الجميع، ويجعلهم نموذجاً حياً يجب تكراره فى مناطق أخرى بطرازات أخري. وليس شرطاً أن يكون ذلك فى مشروع تطوير العشوائيات وحده، وإنما يمكن تكراره فى المشروعات الإسكانية الأخري، فبعضها يمكن أن يتبع الطراز الفرعوني، والبعض الآخر القبطي، والثالث الإسلامي، والرابع القاهرة الخديوية، مع إمكانية البناء بطرازات أخرى مقتبسة من العمارة الدولية وفنونها لتعود لمصر ريادتها بعد أن طغت التشوهات وأعمدة الخرسانة على مساكننا لفترات طويلة فقدنا خلالها الحس الفنى والجمالى والتميز المعماري، مما انعكس على أمور كثيرة منها اختفاء العمالة الماهرة فى مجال المعمار، وغياب التذوق الفنى الذى كان يميز شعبنا العظيم.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطوير العشوائيات إحياء للتذوق الفنى تطوير العشوائيات إحياء للتذوق الفنى



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon