توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صانعو الدول

  مصر اليوم -

صانعو الدول

بقلم: محمد زهران

 في الأسبوع الماضي بدأنا حديثنا عن من صنعوا مصر في تاريخها الممتد لآلاف السنين وقد بدأنا هذه المناقشة عندما وجدت كتاباً في فرنسا بعنوان "هؤلاء صنعوا فرنسا" وناقشنا ماذا لو حاولنا كتابة "هؤلاء صنعوا مصر".

 مقال الأسبوع الماضي طرح من الأسئلة أكثر مما أعطى إجابات وكان الغرض من ذلك جعل كل قارئ يحاول كتابة قائمته من الرواد الذين صنعوا مصر من وجهة نظره، سأحاول في هذا المقال التفكير بصوت عال إذا أردت أن أكتب كتاباً بعنوان "هؤلاء صنعوا مصر".

 أول سؤال سيتبادر إلى الذهن هو: ما أهمية هذا الكتاب أو تلك القائمة خاصة والمكتبة العربية بها الكثير من كتب التراجم والسير؟ كنت أتناقش في هذا الأمر مع صديق لي (هو الدكتور أحمد مرسي من هندسة القاهرة) وسألته نفس السؤال، وسألخص هنا ما قيل.

أولاً إذا حاولت كتابة تلك القائمة ستتعرف على نفسك وقناعاتك عندما تنظر لتلك القائمة النهائية لأنك سترى كم من العلماء وضعت وكم من السياسيين أو العسكريين أو الإقتصاديين أو الأدباء أو الفنانين إلخ وبذلك ستعرف ما هي أهم المجالات لبناء الدول من التأثير فيها من وجهة نظرك، ستعرف أيضاً إن كنت متحيزاً أم لا وستحاول معرفة السبب وكل ذلك سيساهم في معرفتك بنفسك.

ثانياً عندما تتأمل سير الرواد الذين أدرجتهم في قائمتك ستعرف كيف تساهم أنت نفسك في تقدم بلدك لأنك سترى أمثلة ممن ساهوا بجهد كان له أثره على إمتداد الأجيال.

 نأتي الآن إلى كاتب هذه السطور، إذا أردت كتابة كتاب بعنوان "هؤلاء صنعوا مصر" فكيف سأختار؟ هناك عدة نقاط يجب أن نضعها في الإعتبار هنا.

أهم نقطة هي عدد هؤلاء الرواد العظماء، يمكننا أن نضم الآلاف ولكننا بذلك نضع قاموساً أو دائرة معارف وسيكون من الصعب جداً الإلمام بجميع هؤلاء الرواد والتعلم من سيرهم (إنظر النقطة الثانية أعلاه بخصوص التعلم من السير لخدمة بلدك)، إذا نريد عدداً أقل، أعتقد أن خمسين أو مائة على أقصى تقدير يكفي لأننا يمكننا أن نتعلم من هذا العدد وأيضاً سيجبرنا تقليص العدد أن نفكر ونضع الرواد في مراتب ونعرف الفرق بين المراتب العليا والأدنى منها وهكذا، هذا سيساعدنا نحن حين نحاول أن نساعد بلادنا أن نحاول الوصول للمراتب العليا حتى وإن لم ننجح في النهاية.

 النقطة الثانية هي المرحلة الزمنية، مصر دولة تاريخها ممتد لآلاف السنين ودراسة الرواد والعظماء في كل تلك الفترة مهمة يقوم بها فريق كبير من الباحثين، أما بالنسبة للأفراد فالأفضل أن نأخذ مرحلة زمنية أقصر كثيراً حتى يمكننا الإلمام بها والأفضل أن تكون قريبة من زمننا هذا حتى يمكننا الاستفادة منها نظراً لتشابه المشكلات والعوائق، أعتقد أن المرحلة الزمنية منذ عصر محمد علي (1805) وحتى الآن هي فترة زمنية ليست بالطولية ولا بالقصيرة وهي فترة ثرية ومليئة بالأحداث وأيضاً مليئة بالنجوم الساطعة.

 النقطة الثالثة هي المعايير التي نختار على أساسها وسأنقل للقارئ وجهة نظري الشخصية ولكل وجهة نظره، أعتقد أن العلماء بجميع تخصصاتهم التطبيقية والنظرية يحتلون منزلة رفيعة لأن كل شيء من سياسة وعسكرية وإقتصاد وإجتماع إلخ يعتمد على العلم والتفكير العلمي ولكل فرع علمائه لذلك يجب أن نتذكر العلماء الأجلاء علي مصطفى مشرفة وأحمد زكي عاكف و محمد كامل حسين وأحمد رياض تركي والقائمة تطول جداً وقد تكلمنا عن الكثير منهم في مقالات سابقة وسنتكلم عن الكثير في المستقبل إن شاء الله، يجب تحويل العلم إلى تكنولوجيا ولذلك يأتي رجال الصناعة ومعهم رجال الاقتصاد مثل طلعت باشا حرب وأحمد عبود باشا، الفنون والأداب تشكل الوعي العام لذلك الفنانون والأدباء يحتلون مرتبة كبيرة هنا ومعهم علماء النفس والإجتماع مثل الأساتذة سيد عويس وحامد عمار والسيد ياسين الذين يحللون ويدرسون التوجه العام وما يحتاجه الناس ليبدعوا ويجتهدوا ويعملوا، كل ذلك لن يستقيم دون إدارة ذات رؤية ودون حماية (كما يقول ماسلو في هرمه الشهير الذي يشرح حاجات الإنسان الأساسية) لذلك بناة الجيوش وقادتها من واضعي التفكير والتخطيط العلمي مثل سعد الدين الشاذلي والجمسي وفؤاد أبو ذكري ومحمد علي فهمي و عبد المنعم رياض والقائمة تطول يحتلون أيضاً مكانة كبيرة، كل تلك الأسماء مجرد أمثلة وإذا أردنا عمل قائمة بالعلماء الكبار في كل مجال لإحتاجنا لعشرات المقالات.

 نأتي إلى نقطة غاية في الأهمية وهي كيفية إختيار الأسماء، أولاً يجب أن يكون الشخص له تأثير ممتد عبر الأجيال مثل إنشاء قسم جديد في الجامعة أو إدخال علم جديد إو الوصول إلى فتح علمي أو إنشاء شركة كان لها أكبر الأثر في حياة الناس وهكذا، ثانياً يجب أن يكون قد عاش في الفترة الزمنية التي حددناها، ثالثاً يجب أن تكون له رؤية فمثلاُ لماذا أنشاً هذه الشركة أو تلك الصناعة بالذات؟ هل لكسب المال فقط أم هناك رؤية لتقدم البلاد؟ هذا لن نعرفه حتى ندرس حياة تلك الشخصية وهنا أحيل القارئ الكريم إلى مقال سابق تحدثنا فيه عن أهمية قراءة سير العلماء.

 والآن عزيزي القارئ هل تستطيع كتابة قائمتك عن من صنعوا مصر وتكون لديك سبب لكل شخص تضعه في القائمة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانعو الدول صانعو الدول



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt