توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم والسوشيال ميديا

  مصر اليوم -

العلم والسوشيال ميديا

بقلم : محمد زهران

 هناك بعض الباحثين في مصر الذين ينحتون في الصخر ويحاولون عمل أبحاث علمية محترمة (وليس مجرد شكليات) مع قلة الإمكانيات، هؤلاء يستحقون التحية كما يستحقها أيضا الطلبة الذين يحاولون التعلم والنشر العلمي (وليس فقط الحصول على الشهادة) أثناء دراساتهم في مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مصر بل وبعضهم يعمل أيضا خارج إطار الأبحاث كي يعول أهله لأن البحث العلمي في الدول النامية "ما بيأكلش عيش".. لكل هؤلاء أوجه لهم التحية.. وأوجه لهم حديثي في مقال اليوم.. فما هو الموضوع؟ السوشيال ميديا وعلاقتها بالعلم والعلماء.

طبعا الجميع يعلم ما هي السوشيال ميديا سواء الموقع الأشهر فيسبوك أو تويتر أو لينكدإن أو إنستجرام.. إلخ، أغلب باحثينا لا وجود لهم على الإنترنت وإن وجدوا فعلى هيئة صفحة شخصية فقيرة أو صفحات من التي تتولد تلقائيا على المواقع العلمية مثل researchgate وما شابهها، وإذا سألت أحدهم لماذا لا يتواجد على الإنترنت فسيقول أنه لا وقت لديه أو أن أبحاثه موجودة لمن يبحث في مواقع مثل Google Scholar أو المكتبات العلمية الرقمية، لذلك أحببت أن أناقش اليوم أهمية التواجد على الإنترنت لك كباحث وما أعنيه بالتواجد على الإنترنت.

ما أهمية التواجد على الإنترنت؟ دعني أعطيك بعض الأمثلة، عندما يتقدم طالب للعمل مع مجموعة بحثية في جامعة أو معمل أبحاث في أمريكا أو أوروبا فمن ضمن ما ينظرون إليه "كمصوغ للتعيين" الصفحة الشخصية للمتقدم أو على أقل تقدير صفحته على LinkedIn ليروا ليس فقط أبحاثه ولكن أيضا أنشطته الأخرى مثل اشتراكه في تحكيم أبحاث أو تنظيم مؤتمرات أو كتابة مقالات للعامة أو حتى هواياته لأن ذلك كله يعطي فكرة كاملة عن الشخص، عندما يتم تعيين شخص في معمل أبحاث أو جامعة فأنت لا تعين جهاز يعمل في البحث العلمي وفقط بل تعين إنسانا يتفاعل مع باقي أعضاء الفريق وهذا التفاعل يمكن أن يدفع إنجازات الفريق إلى الأمام أو يجعله يفشل.. وهذه أول أهمية لتواجدك على الإنترنت بخلاف وضع أبحاثك فقط، منذ فترة بسيطة كنت في لجنة لتحكيم طلبات تمويل أبحاث مقدمة من عدة جامعات ومراكز أبحاث ومن ضمن ما كانت اللجنة تنظر فيه هو شخصية المقدم على طلب التمويل بخلاف أبحاثه: هل حصل على جوائز من قبل؟ هل له أنشطة علمية بخلاف الأبحاث العلمية؟ هذه نذر يسيرة من الأمثلة التي تبين أهمية تواجد الباحث على الإنترنت حيث يجب أن يجد الناس أبحاثه المنشورة بالإضافة إلى شرح مبسط (قصير وبالصور) للأبحاث التي يعمل بها حاليا وأنشطته العلمية وجوائزه (إن وجدت) وحتى المقالات الموجهه للعامة لأنها تبين كيف يتعامل مع دوائر تأثيره المختلفة.. قد تقول إن هذا مفهوم إلى حد كبير في الصفحة الشخصية وكذا صفحات مثل linkedIn ولكن ما أهمية فيسبوك وإنستجرام وما شابهها؟

هل تعلم أن معمل مرموق مثل MIT Media Lab له صفحة على إنستجرام ويتم تحديثها عدة مرات في اليوم الواحد وكذا معمل أبحاث للشركات الكبيرة مثل جوجل وإنتل؟ لماذا؟ لأن صفحات السوشيال ميديا تعطي صورة إنسانية عن الفريق البحثي وأنه ليس مجرد مجموعة من الآلات، هذا هو السبب الأول، السبب الثاني هو إنها نوع من الدعاية للفريق أو للباحث لأنك قد تضع صورة لباحثين يشربون القهوة وتضع تحتها "استراحة بعد الإنهاء من تجربة..." أو "منظرنا بعد إرسال بحثنا إلى مؤتمر..."، هذه الدعاية قد تأتي للفريق بأشخاص يطلبون العمل مع الفريق وتجد بينهم نجوما لامعة أو قد تكون أحد العوامل التي تساعد في الحصول على تمويل للأبحاث أو قد تستخد لتوصيل رسالة إلى صناع القرار.

السبب الثالث أن يحاول الباحث تبسيط نقاط صغيرة في أبحاثه للعامة أو فتح باب نقاش لموضوع علمي معين مع العامة وهنا تأتي أهمية صفحات فيسبوك وتويتر.

طبعا لن نتكلم هنا عن مواقع الإنترنت لجامعتنا في مصر لأنها وبكل المقاييس "فضيحة" وتشبه مشاريع تخرج بعض الطلبة من عشر سنوات وليس الآن لأن الطلبة الآن يمكنها أن تصمم أفضل من ذلك كثيرا وبعتمد التصميم على علم النفس أيضا فقد درسوا كيف يقرأ الناس ويتصفحوا المواقع الإلكترونية وما هي الأماكن في الصفحة التي ينظر إليها الشخص أولا وما هو تأثير كل لون.. إلخ.

أرجو بعد قراءة هذا المقال إن كنت قد اقتنعت به أن تحاول أن تتواجد بكثافة أكثر وبطريقة احترافية على الإنترنت فذلك ليس تضييعا للوقت مالم تكن تريد مجرد الشهرة.

نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم والسوشيال ميديا العلم والسوشيال ميديا



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt