توقيت القاهرة المحلي 00:19:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال المناخ.. تحديات أخلاقية

  مصر اليوم -

سؤال المناخ تحديات أخلاقية

بقلم : فهد سليمان الشقيران

التغيير المناخي الذي يعصف بالعالم يعتبر تحدياً جدياً. تسرق أضواء السياسية وأحداث الحرب أهمية الانتباه لهذا الخطر المحدق. في منتصف الخمسينيات سأل مارتن هيدغر عن «ماهية التقنية».
قال إن الإنسان سيكون مطيةً للآلة، بعد أن كانت الآلة مطيته. مستوى التأثير البشري والتقني على المناخ عالية. وتتورط به دول كبرى تتساهل في هذا الملف.
الإمارات ترعى مؤتمراتٍ كبرى حيويّة من أجل كسر الجمود الأممي والتقاعس عن مواجهة مشكلةٍ حقيقية. قبل أيام قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة الدكتور أنور قرقاش: إن الإمارات تؤمن بأن معالجة قضايا المناخ تتطلب جهداً دولياً واسع النطاق.
ودعوة الدول كافة للمشاركة في مؤتمر «كوب 28» نابعة من القناعة بضرورة توحيد الجهود للتصدي للتحديات المناخية وبما ينسجم مع سياسات الدولة الرامية إلى بناء جسور التواصل وتعزيز الحوار، نؤمن في دولة الإمارات بأن معالجة قضايا المناخ تتطلب جهداً دولياً واسع النطاق، لذا فإن دعوة كل الدول باختلاف توجهاتها للمشاركة في مؤتمر«كوب 28» نابع من قناعاتنا بضرورة توحيد الجهود للتصدي للتحديات المناخية، وبما ينسجم مع سياستنا الرامية إلى بناء جسور التواصل وتعزيز الحوار».
تساؤلات مهمة طرحها «برنار فالتز» في ملفٍ كتبه عن «الرهانات الفلسفية والأخلاقية لتغير المناخ»، خلاصة رؤيته أن «الإنسانية اليوم في وضع المُستدان. فهي تستهلك، سنة بعد سنة، أكثر من القدر الذي تستطيع الطبيعة توفيره. هذا الاستهلاك المفرط له تداعيات مباشرة على المناخ. وحتّى نتبيّن الرهانات المُتصلة بالموضوع، يُوضّح لنا برنار فالتز، الفيلسوف وعالم الأحياء، العلاقات المُعقّدة بين الإنسان والطبيعة، ليستعرض بعد ذلك النواحي الأخلاقية للتعامل مع تطوّر المناخ».
ويرى أن تطوّر المناخ الذي يعتبر من أكبر تحديات عصرنا، متّصل بحياتنا اليومية بقدر ما هو متصل بالنظام الجغرافي السياسي العالمي. فهو يُمثّل أحد أبعاد أزمة بيئية شاملة نتجت مباشرة عن العلاقات المُعقّدة بين الإنسان والطبيعة. ويُمكن تحليل تلك العلاقات بالاعتماد على أربع مقاربات كبرى، فبحسب المقاربة الأولى المنسوبة إلى ديكارت، تمثل الطبيعة جملة من الأشياء الموضوعة تحت تصرّف الإنسان.
كان مشروع هذا الفيلسوف الذي عاش في القرن السابع عشر والمعاصر للعالم غاليلي، والذي يُعتبر من أكبر مُؤسسي الحداثة، يتمثل في جعل علم الأحياء مماثلا لعلم الفيزياء الناشئ. كان يدعم فكرة «الحيوان الآلة». أي أن الكائن الحيّ ليس سوى مادّة جامدة مُنسقة بشكل مُعقّد. والكائن البشري هو الوحيد الذي يتمتع بروح جوهرية مُتميّزة عن الجسم، ممّا يجعل منه الجنس الوحيد الجدير بالتقدير.
أما المتبقي من الطبيعة، الحيّ منها أو الجامد، فهو يندرج ضمن عالم الأشياء الموضوعة على ذمّة البشر. الخلاصة أن التغيير المناخي يحتاج إلى أمرين أولهما: الوعي السياسي المؤسس بخطر هذه المعضلة وهذا متوفر وموجود بفضل الدول الداعمة ومنها الإمارات. والثاني: الدعم الأممي العالمي لسؤال تغير المناخ وبدء برامج علمية وعملية لردع هذا التحدي الذي بدأت آثاره تنتشر يوماً بعد يومٍ وآية ذلك حر هذا الصيف والحرائق والانبعاثات المدمرة المتزايدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال المناخ تحديات أخلاقية سؤال المناخ تحديات أخلاقية



GMT 18:49 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

جيل (z) الأمريكي.. أمل فلسطين

GMT 00:11 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

«عين الشؤم».. قصة قصيرة

GMT 00:25 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

كله من المطاعيم!

GMT 13:12 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

حديث الأمير الشامل المتفائل

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر

GMT 14:58 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن
  مصر اليوم - الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن

GMT 22:12 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

ضبط 186 قطعة أثرية بحوزة عاطل في بني سويف

GMT 03:40 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يؤكّدون أنّ تغيّر المناخ قد يسمّم أنهار الأرض

GMT 10:46 2015 الخميس ,09 إبريل / نيسان

صبري فواز ينشر صورة تجمعه بالفنانة منة شلبي

GMT 22:23 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حمادة طلبة غاضب من جاهل تكريمه بعد التأهل إلى المونديال

GMT 10:35 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

وفاة والدة السيدة الأولى الأميركية السابقة ميلانيا ترامب

GMT 15:20 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

"Miss Dior Eau de Parfum" عطر تفوح منه رائحة الحبّ

GMT 07:42 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

التفاصيل الكاملة لحفل حسن شاكوش القادم

GMT 09:19 2021 الخميس ,03 حزيران / يونيو

"كعب القطة" موضة أحذية النساء في صيف 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon