توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال المناخ.. تحديات أخلاقية

  مصر اليوم -

سؤال المناخ تحديات أخلاقية

بقلم : فهد سليمان الشقيران

التغيير المناخي الذي يعصف بالعالم يعتبر تحدياً جدياً. تسرق أضواء السياسية وأحداث الحرب أهمية الانتباه لهذا الخطر المحدق. في منتصف الخمسينيات سأل مارتن هيدغر عن «ماهية التقنية».
قال إن الإنسان سيكون مطيةً للآلة، بعد أن كانت الآلة مطيته. مستوى التأثير البشري والتقني على المناخ عالية. وتتورط به دول كبرى تتساهل في هذا الملف.
الإمارات ترعى مؤتمراتٍ كبرى حيويّة من أجل كسر الجمود الأممي والتقاعس عن مواجهة مشكلةٍ حقيقية. قبل أيام قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة الدكتور أنور قرقاش: إن الإمارات تؤمن بأن معالجة قضايا المناخ تتطلب جهداً دولياً واسع النطاق.
ودعوة الدول كافة للمشاركة في مؤتمر «كوب 28» نابعة من القناعة بضرورة توحيد الجهود للتصدي للتحديات المناخية وبما ينسجم مع سياسات الدولة الرامية إلى بناء جسور التواصل وتعزيز الحوار، نؤمن في دولة الإمارات بأن معالجة قضايا المناخ تتطلب جهداً دولياً واسع النطاق، لذا فإن دعوة كل الدول باختلاف توجهاتها للمشاركة في مؤتمر«كوب 28» نابع من قناعاتنا بضرورة توحيد الجهود للتصدي للتحديات المناخية، وبما ينسجم مع سياستنا الرامية إلى بناء جسور التواصل وتعزيز الحوار».
تساؤلات مهمة طرحها «برنار فالتز» في ملفٍ كتبه عن «الرهانات الفلسفية والأخلاقية لتغير المناخ»، خلاصة رؤيته أن «الإنسانية اليوم في وضع المُستدان. فهي تستهلك، سنة بعد سنة، أكثر من القدر الذي تستطيع الطبيعة توفيره. هذا الاستهلاك المفرط له تداعيات مباشرة على المناخ. وحتّى نتبيّن الرهانات المُتصلة بالموضوع، يُوضّح لنا برنار فالتز، الفيلسوف وعالم الأحياء، العلاقات المُعقّدة بين الإنسان والطبيعة، ليستعرض بعد ذلك النواحي الأخلاقية للتعامل مع تطوّر المناخ».
ويرى أن تطوّر المناخ الذي يعتبر من أكبر تحديات عصرنا، متّصل بحياتنا اليومية بقدر ما هو متصل بالنظام الجغرافي السياسي العالمي. فهو يُمثّل أحد أبعاد أزمة بيئية شاملة نتجت مباشرة عن العلاقات المُعقّدة بين الإنسان والطبيعة. ويُمكن تحليل تلك العلاقات بالاعتماد على أربع مقاربات كبرى، فبحسب المقاربة الأولى المنسوبة إلى ديكارت، تمثل الطبيعة جملة من الأشياء الموضوعة تحت تصرّف الإنسان.
كان مشروع هذا الفيلسوف الذي عاش في القرن السابع عشر والمعاصر للعالم غاليلي، والذي يُعتبر من أكبر مُؤسسي الحداثة، يتمثل في جعل علم الأحياء مماثلا لعلم الفيزياء الناشئ. كان يدعم فكرة «الحيوان الآلة». أي أن الكائن الحيّ ليس سوى مادّة جامدة مُنسقة بشكل مُعقّد. والكائن البشري هو الوحيد الذي يتمتع بروح جوهرية مُتميّزة عن الجسم، ممّا يجعل منه الجنس الوحيد الجدير بالتقدير.
أما المتبقي من الطبيعة، الحيّ منها أو الجامد، فهو يندرج ضمن عالم الأشياء الموضوعة على ذمّة البشر. الخلاصة أن التغيير المناخي يحتاج إلى أمرين أولهما: الوعي السياسي المؤسس بخطر هذه المعضلة وهذا متوفر وموجود بفضل الدول الداعمة ومنها الإمارات. والثاني: الدعم الأممي العالمي لسؤال تغير المناخ وبدء برامج علمية وعملية لردع هذا التحدي الذي بدأت آثاره تنتشر يوماً بعد يومٍ وآية ذلك حر هذا الصيف والحرائق والانبعاثات المدمرة المتزايدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال المناخ تحديات أخلاقية سؤال المناخ تحديات أخلاقية



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt