توقيت القاهرة المحلي 23:53:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة

  مصر اليوم -

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة

بقلم : أمينة شفيق

لست من عشاق رياضة كرة القدم كالعديد من البشر او من مواطني بلدي. ولكن يربطني بهذه الرياضة الجماهيرية العالمية، ذلك الخيط ألذي يتبلور عندما يكون لنا منتخب وطني. أفسر هذه العلاقة الموقتة بأنها علاقة بين بلدي وبينى ليس بين اللعبة ذاتها وبيني. خاصة أني لا اعرف من تقنيات هذه اللعبة وتفاعلاتها إلا من خسر ومن كسب، دون أن أدخل في تفاصيل حساب النقاط او تاريخ كل فريق وإنجازاته الوطنية او العالمية او عالمية ذلك اللاعب او محلية ذاك..

المهم عندي هو ان يكسب فريقنا الوطني. وان لم يكسب فريقنا الوطني أناصر فرقنا العربية عملا بالمثل الشعبي، انا وأخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب. وان لم يكسب العرب اناصر أصدقاءنا السياسيين. وهكذا. . قد أكون مخطئة ولكني أكتب بكل صراحة وشفافية.

من هذا المنطلق، غير الرياضي، تابعت تلك المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني في روسيا والتي خرجنا منها بالهزيمة سواء كانت المباراة مع فريق أوروجواي أو مع الفريق الروسي.

ثم تابعت ما كتب عن الفرق الحماسية التي تكبدت عناء السفر للوقوف مع فريقنا الوطني. ومنها طبعا ما كتب عن فنانينا وعن اصدقائنا المستثمرين الكبار الذين لا ينسون أبدا ان يحصلوا وبشكل سريع على عائد ما أنفقوه من تكاليف السفر والإقامة في شكل دعاية شخصية ولو على حساب راحة اللاعبين وادائهم الرياضي. فصورة سيلفي مع محمد صلاح تساوي الكثير! بغض النظر عن أهمية راحة اللاعب وتركيزه فى العمل الذي ينتظره. وقد خرجت من تجربتي المتواضعة في المتابعة ببعض الملاحظات الخاصة التي قد تفيدنا في المستقبل. وأكرر هنا عبارة، قد تفيدنا، لأننا في واقع الامر عادة ما نرصد أخطاءنا ثم نستمر نتابعها ونكررها بجدارة.

أولى ملاحظاتي اننا لا ننجز مهامنا بالدرجة التي توصلنا للنهايات السعيدة. نحن نبدأ العمل ثم نتراخي بالتدريج بحيث نبدو وكأننا قطعنا النفس. لا نتحمّل عناء العمل المتواصل الذي يحتاجه مثل هذا النجاح الذي أحرزه الفريق الروسي، كما اننا لا نملك القدرة على رسم الخطط المحكمة الجماعية التي تابعناها مع الفريق الأوروجوانى. نحن قوم نسير «على البركة وعلى دعاء الوالدين» لذلك نحقق المكاسب التي تتناسب مع البركة ودعاء الوالدين. خاصة أننا وصلنا الى موسكو بالبركة وبالصدفة وبدعاء الوالدين عندما أحرز محمد صلاح هدفا بضربة الجزاء.

وللاسف حدث في المرتين، مرة في القاهرة والثانية في موسكو. شيء مؤسف للغاية من شعب يتباهى بحضارة عظيمة بنيت بالعلم والعمل. لقد تأكدت ملاحظتي هذه عندما جاء على لسان أحد المعلقين الرياضيين حقيقة أن اللاعبين الروس بدأوا تدريبهم الذي لم ينقطع منذ أن فازت روسيا بشرف استضافة المونديال، بمعنى من سنوات خمس .ظهر هذا الجهد بصورة واضحة في المباراة التي خرجت منها مصر بهدف واحد.

ثانية الملاحظات كانت عندما استمر الشعب المصري يبحث عن السند الرئيسي الذي يطمئن إليه في مبارياته في مونديال 2018.

إنه محمد صلاح البطل المجتهد الدءوب الذي يعرف بالضبط مسئولياته وواجباته. استمر الجمهور المصري مطمئنا على أن ابنه البار ابن الغربية سيحقق له انتصاره في روسيا. لذلك انتابنا القلق الدفين عندما أصيب ابننا البار في كتفه واتضح من مباراة روسيا انه لم يتماثل بالكامل للشفاء ومع ذلك تحامل ونزل الى الملعب ولم يستطع التحصيل الكامل الا عندما احرز ذلك الهدف الناتج من ضربة الجزاء. نزل الى الملعب لإرضاء الجمهور المصري الذي اعتمد عليه.

اعتمادنا على محمد صلاح يعبر عن كوننا لا نملك الكوادر الكثيرة القادرة على تلبية طموحاتنا بالرغم من ان عددنا تجاوز المائة مليون مواطن. نظل نعتمد على الفرد الذي لا يستطيع ان ينجز بمفرده ثم الذي يسعى الى الانفراد بالعمل طالما استمر هذا التوجه وهو الاعتماد على الفرد. إنها الأبوية المصرية التي نريد استبدالها بالمؤسسة وبالقانون. توجد هذه الأبوية في كافة مناحي حياتنا حتى في ملاعب المونديال. انها ثقافة ترتبت بالمجتمع الزراعي غير المتطور.

اما الملاحظة الثالثة فكانت عند مراقبتي لكل ما نشر وبث عن حفلات السمر التي أقيمت في الفندق الذي يقيم فيه فريقنا القومي. أرى أن من حق الجميع تنظيم حفلات السمر ولكن ليس من حق اي إنسان، مهما علا مركزه المادي او الفني او الاجتماعي ان يحمل عشوائية القاهرة في سفرياته خاصة اذا كانت تخص المنافسات العالمية التي تحتاج منا ان نمثل بلدنا وشعبنا. هنا تمتد المسئولية لتصبح مسئولية وطنية تتعلق بتصرفاتنا كمواطنين مصريين نمثل شعبا ودولة.

يبدو اننا نحتاج كثيرا لإعادة حساباتنا الاجتماعية. نحن نغني كثيرا لمصر، يا حبيبتي يا مصر. . يا حبيبتي يا مصر، هذا لطيف ولكن مصرنا تحتاج الى عملنا وجهدنا بقدر اكبر من احتياجها لأغانينا.

نقلا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة فلنتعلم من أخطائنا المتكررة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt