توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفلسطيني الإسرائيلي... فلسطيني

  مصر اليوم -

الفلسطيني الإسرائيلي فلسطيني

بقلم:بكر عويضة

وفق ما ورد في «الشرق الأوسط»، عدد الأحد الماضي (29-11-2020)، عد تيار اليمين الإسرائيلي القرار «ضربة توجهها المحكمة العليا لجهود تهويد القدس»، أما السلطة الفلسطينية فنظرت إلى الخطوة، التي تتعلق بمنح الجنسية الإسرائيلية لما يفوق العشرين ألف فلسطيني من سكان القدس، باعتبارها «قفزة كبيرة في تهويد القدس». من الواضح حجم التناقض الهائل. هذا يمين إسرائيل المتطرف، غير القابل بأي منطق يتيح إمكانات التصالح مع الفلسطينيين، يتهجم على قرار اتخذته أعلى هيئة قضائية، من منطلق أنه يعوق مخططات تهويد القدس. في المقابل، ترى مؤسسة الحكم الفلسطيني أن القرار ذاته انطلاق كبير على طريق التهويد. ترى، لو تساءل فلسطيني بسيط، غير مسيس الانتماء، فقط يتوق للحياة بسلام مع الآخر، أو طرح التساؤل إسرائيلي بلا عقد التفوق العنصري؛ من أصدق؛ فهل ثمة طرف يمكن أن يعطي الجواب الدقيق؟ كلا، الأرجح أن أي إجابة عن هكذا استفسار بريء، سوف تتأثر، إلى حد ما، بالهوى السياسي للجهة التي تتصدى لاقتراح الجواب.
ثمة ملاحظة مهمة يتضمنها خبر الزميل الصحافي العميق الخبرة بالشأن الإسرائيلي، نظير مجلي، ملخصها أن المرسوم الذي يفتح الباب أمام منح الجنسية لسكان القدس الشرقية، صادر في الأساس عن وزارة الداخلية، لكن محكمة إسرائيل العليا نظرت القضية «بناء على طلب مجموعة من الفلسطينيين» رفضت طلباتهم للحصول على الجنسية، كما أن المحكمة وجهت انتقاداً للحكومة «بسبب ضبابية شروطها لمنح الجنسية، وقررت إلزام الوزارة بنشر شروط واضحة تتلاءم وقانون الجنسية الإسرائيلية». ما أهمية الملاحظة؟ إنها في أن مجموعة فلسطينيين تقاضي الحكومة الإسرائيلية أمام المحكمة العليا، بغرض تأكيد «الحق» في حمل جنسية إسرائيل. الآن، أما آن لبعض غير قليل في العالم العربي، عموماً، وفي فلسطين ذاتها، خصوصاً، تحمل آلام فتح الأعين على ما تشهد الأرض من واقع جديد تماماً، مختلف جداً، عما لم تزل تغمض الأجفان عليه من وقائع ماض لم يعد قائماً؟
بلى، بل في الواقع لقد حان هكذا وقت منذ زمن ليس بقصير، إذا أخذ بعين الاعتبار أن كل عام يمر من أعمار الشعوب يضيع هباءً إن لم يشهد تقدماً يفتح أفق تقدم أفضل منه في العام الذي يليه. المشكل أن فتح الأعين على آلام ما وقع من تراجع إلى الوراء، بأي ثقافة، وفي كل مجتمع، يتطلب قدرة ليست هينة على تحمل مر الدواء، بما في ذلك وجع قطرات العين إذ تحرق قليلاً، فتؤلم، ولو لبضع دقائق. هل معنى ما سبق أن مجرد «منح» جنسية إسرائيل لمواطني القدس الشرقية سوف يسهم في تسهيل طريق سلام متعثر منذ بدأ أساساً، سواء الفلسطيني - الإسرائيلي، أو العربي - الإسرائيلي، عموماً؟ كلا، بالطبع، لكن الخطوة في حد ذاتها يجب ألا ترفع منسوب القلق في الجانب الفلسطيني، أو تثير مخاوف تدفع إلى الذعر. على النقيض، ربما أمكن الإفادة، فلسطينياً، من ارتفاع عدد الناخبين العرب في المقبل من انتخابات إسرائيل التشريعية.
وفق آخر إحصاء إسرائيلي (26-4-2020) بلغ عدد فلسطينيي إسرائيل مليوناً و930 ألفاً، بما يشكل نسبة 21 في المائة من مجمل تعداد السكان البالغ تسعة ملايين و190 ألفاً. هؤلاء يحملون الجنسية الإسرائيلية لأنهم قاوموا إرهاب العصابات الصهيونية، مثل «إرغون»، و«الهاغاناة»، و«شتيرن»، فبقوا في وطنهم، وعبر السنين صاروا قوة ذات تأثير مهم، ورغم معاناتهم أشكالاً عدة من التمييز ضدهم، إلا أنهم يمارسون حقوقاً في العمل السياسي لم تتوفر لأي من مواطنيهم الفلسطينيين بمخيمات لجوئهم. ليس من عجب، إذن، إذا ما ارتفعت نسبة أصوات إسرائيل العنصرية التي تطالب بطردهم فوراً، أو فور قيام دولة فلسطينية. هل يجيب ما سبق عن سؤال الأستاذ مشعل السديري بمقال له في عدد «الشرق الأوسط» الأحد قبل الماضي (22-11-2020) نشر تحت عنوان: «هل يتخلى (الفلسطيني الإسرائيلي) عن جنسيته؟!»؟ كلا، ليس بالشكل الكافي، لأن الموضوع أكثر تعقيداً من مجرد التناول في هكذا مساحة، إنما أستحضر هنا أن الراحل الكبير إميل حبيبي استأذن عام 1992 الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بشأن قبول جائزة إسرائيل الأدبية، فأذن له. بعد أربع سنوات كتب أبو سلام على شاهد قبره ما يلي: «باق في حيفا». نعم، لقد أصاب، لأن الفلسطيني الإسرائيلي... فلسطيني، من أول المشوار إلى آخره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطيني الإسرائيلي فلسطيني الفلسطيني الإسرائيلي فلسطيني



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon