توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحلام ترامب وكوابيسنا

  مصر اليوم -

أحلام ترامب وكوابيسنا

بقلم - فاتنة الدجاني

«يروق لي حلُّ الدولتين. هذا ما أعتقد أنه الأفضل... أحلم بأن يحدث هذا قبل نهاية فترتي الأولى».

يحلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وبأنه سيفوز بولاية ثانية. ويرى، ولا ندري هل هذا استمرار في الحلم أم تلمس للحقائق، أن الفلسطينيين سيعودون إلى المفاوضات، وأنه متأكد من ذلك مئة في المئة.

الرد الفلسطيني، على لسان أكثر من ناطق، جاء مشبعاً بالأسى، وربما اليأس. فكيف يُصدق الفلسطينيون الإدارة الأميركية التي يرأسها ترامب؟ كيف يصدقون إدارة تشارك في تعزيز الاحتلال ومنحه الضوء الأخضر ليفجُرَ في تعسفه، وليتوسع في استيطانه، وفي إرساء قواعد صفقة سياسية تتوافق بالمطلق مع طموحات إسرائيل واحتلالها الدموي؟ وكيف يمكن أن يصدقوا هذا التوافق في الرأي بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حين ينادي كلاهما بحل الدولتين، ما لم يكن لهما تعريفٌ خاص بالدولة الفلسطينية لا يتجاوز منح صفة «الدولة» للمتبقي من الضفة، بعد أن تجرّدها إسرائيل من المنطقة «ج» التي تشكل 60 في المئة أو يزيد من مساحة الضفة، وبعدما منح ترامب إسرائيل اعترافاً أميركياً بالقدس «عاصمة» لها، وأشار إلى الفلسطينيين بأن عاصمتهم هي «أبو ديس» وأن لهم أن يُسموها القدس؟ هذا ما نبّه إليه الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة حين قال إن الفلسطينيين يرفضون محاولات التذاكي والقول بإعطائهم «عاصمة في القدس»، بل يريدون «القدس الشرقية عاصمة». أما مصطلح «إزاحة» القدس عن الطاولة، فهو من قاموس ترامب، ومعها أزاح ملف «الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)، أي ببساطة حذف من الوجود شعب فلسطين، أي ٦ ملايين لاجئ موزعين على الدول المحيطة بفلسطين.

نُقل عن نتانياهو أنه «لم يُفاجأ» بتفضيل ترامب حلّ الدولتين، ووزراء اليمين الإسرائيلي ثارت ثائرتهم ضد حلم ترامب، ما يضع سؤالاً سياسياً في شأن المعلومات والإشاعات عن تعديلات في «صفقة القرن» بفعل ضغوط دولية وتحفظات إقليمية، تسمح بإقامة دولة فلسطينية. والتخوف عند اليمين الإسرائيلي مرده قول ترامب إنه أعطى الإسرائيليين ما أرادوا (القدس)، وعليهم أن يعطوا مقابلاً. تبع ذلك حلمه بحل الدولتين، وأعقبته تسريبات تطاول مكان انعقاد المؤتمر الذي سيُعلن فيه ترامب صفقته، والمقصود مصر، وهذا يعني أن مصر لم تعد تتحفظ عن محتوى الصفقة بعد تعديلها. المؤشر الآخر هو ثقة ترامب بعودة الفلسطينيين إلى المفاوضات.

سواء عاد الفلسطينيون أم لم يعودوا إلى المفاوضات- والمرجح أن يعودوا لأن عباس كان واضحاً حين أعلن أن السلطة تؤمن بالمفاوضات والسلام- واضح أن مثل هذه العودة، إن حصل، سيكون على أرضية مغايرة ومرجعيات مختلفة. وإلا ما معنى إصرار عباس على رعاية دولية للسلام، وما معنى إعلان محكمة العدل الدولية تلقيها شكوى من «دولة فلسطين» تتهم الولايات المتحدة بانتهاك اتفاقية دولية بنقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس؟ والمقصود اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية لعام 1961، التي تلزم أي دولة وضع سفارتها على أرض دولة مستضيفة.

ترامب يحلم. والفلسطينيون لا يشترون الأحلام. فلا متسع لهم للتأمل، ناهيك عن النوم والأحلام، أمام نزفهم اليومي بمن يموت منهم أو يُجرح على الأسلاك أو في «مسيرات العودة» على حدود غزة، أو بمن يُعتقل ويُسجن ويُهدم بيته في الضفة الغربية، وبكل ما يرونه من حقائق على الأرض تقلب كل الأحلام إلى كوابيس... من محاولة الاستفراد بغزة في حل يجتزئ المسألة الفلسطينية وينهيها، إلى كوابيس غياب المصالحة والتهدئة بين حركتي «فتح» و «حماس»، وما أنذر به عباس علناً في الأمم المتحدة، ثم الوضع الاقتصادي المتدهور يومياً في غزة والضفة.

بين أحلام ترامب وكوابيس الفلسطينيين، «تُحشر» القضية هذا الشهر.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام ترامب وكوابيسنا أحلام ترامب وكوابيسنا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt