توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا: التحولات مثيرة ولماذا حلب مكان دمشق؟!

  مصر اليوم -

سوريا التحولات مثيرة ولماذا حلب مكان دمشق

بقلم - صالح القلاب

هناك تحولات سورية... وأيضاً متغيرات كثيرة البعض يصفها بأنها خطيرة وأنها قد أثارت أسئلة متعددة لدى أبناء الشعب السوري أكثر كثيراً من غيرهم، والبعض يقول إنّ هذه مسائل عادية وإنّ هذا البلد الذي يعتبر حلقة رئيسية في سلسلة الأمة العربية قد بقيت أموره غير مستقرة وإن ما شهده من الانقلابات العسكرية والتحولات المتلاحقة لم تشهده أي دولة عربية لا في الشرق العربي وأيضاً ولا في الغرب.
وحيث إنّ هناك من يعيد هذا كله إلى أن موقع هذا البلد العظيم: «القطر العربي السوري»، حسب «الرفاق» البعثيين، أي قادة وأعضاء حزب البعث... إلى أنّ هذا يعود إلى أنّ دمشق قد بقيت تشكل ليس حلقة لا بل الحلقة الرئيسية في السلسلة العربية، وهذا قد كان مبكراً جداً بالطبع وفي العهدين الأموي والعباسي وأيضاً في العهد العثماني... وفي الفترة الاستعمارية واستمراراً وحتى الآن... وإلى يوم يبعثون كما يقال!!
وإنّ هذا كله قد جعل ودائماً وأبداً عيون العرب القريبين والبعيدين مسلطة على العاصمة الأموية... عاصمة العروبة في مراحل التاريخ كلها، وحيث إنّ بغداد الرشيد على أهميتها ومكانتها، وهذا إنْ سابقاً وإنْ لاحقاً وحتى الآن، كانت ولا تزال تُعتبر الشقيقة التي تشكل مركز الأمة العربية التي كان قد أنبت هذا الشعار التاريخي الجميل والعظيم: «أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة».
إنّ هذا الكلام يجب أنْ يقال وإنه كان قد قيل في كل المراحل العربية البعيدة والقريبة، وبالطبع فإنّ هناك مثابات وعواصم عربية كانت ولا تزال لها مكانتها المهمة جداً كالقاهرة عاصمة المعز لدين الله، وأيضاً كبغداد الرشيد وكالمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأيضاً كمراكش والدار البيضاء وبيروت وكل ما تبقى من العواصم العربية، وهذا إنْ في الشرق وإنْ في الغرب وإنْ في كل مكان.
وهكذا فإنّ هذه المقدمة تأخذنا إلى أنّ هذا «التقسيم» المرعب الذي باتت تتعرض له سوريا لا بد من أنْ يثير أسئلة متعددة وكثيرة ليس عند أبناء الشعب السوري وفقط لا بل عند أبناء الأمة العربية كلها. فدمشق، كما قلنا وكما أن المفترض أنْ العرب كلهم يقولونه، وهم بالطبع يقولونه، عاصمة الأمويين التاريخية هذه هي عاصمة العرب وهذا ومع التقدير والاحترام للعواصم العربية كلها ومن المحيط إلى الخليج!!
لقد طرأت في الفترة الأخيرة تحولات خطيرة جداً على سوريا والوضع السوري، وحيث إنّ هذه التطورات قد بدأت بإلحاق إسرائيل، دولة العدو الصهيوني، «لهضبة الجولان» السورية إليها ومن مشارف دمشق في الشرق وحتى عمق بحيرة طبريا التاريخية في الغرب... فإن يتم نقل «الجغرافيا» السياسية السورية من بلاد الشام، التي عاصمتها دمشق الفيحاء تاريخياً، وعلى مدى تلاحق العصور، إلى حلب الشهباء فإنّ هذه مسألة غير عادية وإنها لم تتم سابقاً وعلى مدى حقب التاريخ البعيد والقريب... وهذا يعنى أنّ هناك تحولات خطيرة مرتقبة قد تتجاوز البلاد الشامية والقطر العربي السوري كله إلى بعض الأقطار العربية... لا سمح الله جلّ شأنه ولا قدر!!
وهنا فإن السؤال الذي يجب أن يُطْرح ومن قبل العرب كلهم والعواصم العربية بأسرها هو: لماذا يا ترى قد جرى هذا الذي جرى كله... وهل يتم تغيير خريطة سوريا: «القطر العربي السوري» يا ترى إلى خريطة جديدة وإحلال حلب «الشهباء» محل دمشق الفيحاء... وحيث إنّ هذا قد أثار أسئلة وتساؤلات كثيرة وعلى أساس أنه لا بد أن تكون هناك مؤامرة، نعم «مؤامرة»، لتمزيق العالم العربي كله ما دام أنّه قد تم تمزيق هذا البلد وعلى هذا النحو... وتغيير خريطته التاريخية التي بقيت خريطة له في العهود السابقة واللاحقة كلها وحتى في العهد العثماني وأيضاً وفي العهود الاستعمارية؟!
والغريب لا بل والمستغرب أنّ هذا كله يجري ولم تصدر حتى ولو «نحنحة» خافتة من قبل الدول العربية التي من المفترض أنها معنية... وحيث إنه قد تم التناسي من قبل بعض الذين من المفترض أنهم مسؤولون ومعنيون بتلك المقولة العربية الخالدة القائلة: «أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض»!!
ثم وإن ما يزيد الطين بلة، كما يقال، هو أنّ هؤلاء الذين بعد ما سمي «الثورة الخمينية» ولاحقاً «الخامنائية» قد اندفعوا خفافاً وثقالاً لاجتياح عدد من الدول العربية... والتحرك غرباً إلى البحر الأحمر وصولاً إلى باب المندب وبحر العرب وبعض الجهات المطلة على الخليج العربي، الذي هو والحمد والشكر لله لا يزال عربياً رغم كل هذه التطلعات والاختراقات الإيرانية... وهنا فإن المقصود هو «نظام الملالي» وليس الشعب الإيراني الشقيق الذي تربط العرب به بالإضافة إلى الإسلام العظيم علاقات تاريخية متينة ودائمة.
وحقيقة إننا عندما نقول هذا الكلام، الذي قد يرعب ويخيف بعض العرب، هو أنّ ما بات عليه هذا الواقع وبصورة عامة وليس بصورة حصرية، هو أنّ القادم قد يكون أعظم ما لم يلملم العرب شملهم المبعثر... ومع التأكيد على أنّ هناك دولاً عربية طليعية تشكل ما يقال إنّ «العين تقاوم المخرز» وإنّ هناك عرباً نومهم كنوم الذئب الذي ينام بعين «مغمغمة» وعين مفتحة.
ولذلك وفي النهاية، ولا نهاية هنا إطلاقاً، فإنّ هناك أملاً واعداً بالفعل في كل ما تقوم به العديد من الدول العربية «المبادرة» دائماً وأبداً، وحيث إنّ هناك تصدياً فعلياً لكل هذه التحديات، وحيث إنه بإمكان العين بالفعل مقاومة المخرز... وهكذا فإن من يشك في هذا عليه مراجعة التاريخ العربي الطويل وعلى مدى تلاحق كل هذه المراحل السابقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا التحولات مثيرة ولماذا حلب مكان دمشق سوريا التحولات مثيرة ولماذا حلب مكان دمشق



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon