توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»

  مصر اليوم -

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»

بقلم: د. محمود خليل

بعد الانفصال عن الأسرة، يبدأ العضو فى الانفصال عن المؤسسة التعليمية، تمهيداً للانفصال الكامل عن المجتمع وفكرة الوطن. وربما تناقضت مسألة انفصال الإخوان عن المؤسسة التعليمية مع عدد الأطباء والمهندسين المنتمين إلى جماعة الإخوان، ما يشهد على كفاءتهم الدراسية، وسوف أوضح لك سر هذا التناقض فى ما بعد. لكن فى سياق ما نتناوله الآن، نستطيع القول إن العضو الداخل إلى الجماعة كان ينخرط -خلال فترة السبعينات وحتى الآن- فى ما يشبه المدرسة التى تشتمل على مقررات تعليمية ومعلمين وأساليب تقويم، وساحة التعليم ليست الفصل، بل «الجلسة»، حيث تدرس المقررات التنظيمية المطلوب من العضو الإلمام بها. وثمة مجموعة محدّدة من الكتابات يتم تناولها داخل الجلسات، من بينها كتابات فتحى يكن، وهو كاتب لبنانى، ومن أبرز كتبه: «ماذا يعنى انتمائى للإسلام؟»، وكتب «سعيد حوى»، وهو كاتب سورى إخوانى معروف، وأبرزها كتب الأصول (الله - الرسول - الإسلام)، بالإضافة إلى كتابه «جند الله ثقافة وأخلاقاً».

وأبرز ما يستوقف المستعرض لهذه الكتب أنها مكتوبة بأقلام غير مصرية، تجد ذلك واضحاً فى النماذج السابقة، وفى مؤلفات الهندى أبوالحسن الندوى، وأبرزها كتاب «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟»، والباكستانى أبوالأعلى المودودى، وأبرزها كتاب «المصطلحات الأربعة»، واللبنانى شكيب أرسلان، وأهمها كتاب «لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟». وكل هذه الكتب وغيرها تعكس سياقات المجتمعات التى عاش فيها كتابها. والهدف من ذلك يتحدّد فى ترسيخ مفهوم الأمة داخل العضو، وإعلائه على مفهوم الدولة الوطنية.

وعادة ما يستغل المسئولون داخل الجماعة سمة «فهم الإسلام بأقلام غير مصرية»، لتأكيد عدم وجود حدود فاصلة بين الدول والمجتمعات الإسلامية، وأن المسلمين نسيج واحد مترابط، وأن هذه الحدود هى اختراع استعمارى بحت استهدف تفتيت العالم الإسلامى، بعد أن ظل قروناً طويلة يعيش تحت راية الخلافة، وأنه لا يوجد شىء اسمه مسلم مصرى، ومسلم صينى، ومسلم سورى، ومسلم أمريكى. فكل مسلم مهما بعدت المسافة هو أقرب للعضو من غير المسلم، مهما قربت المسافات بينهما، وأن رسالة الجماعة هى أن تؤسس الأسرة المسلمة، ومن الأسرة المسلمة يتشكل المجتمع المسلم، ثم الدولة الإسلامية، ثم الخلافة التى تجمع المسلمين فى العالم تحت مظلة واحدة، ثم أستاذية العالم!.

ومن اللافت أن جماعة الإخوان تسعى إلى النفى الممنهج لفكرة «الوطنية المصرية» داخل عقل ونفس وتكوين من ينخرط فى عضويتها. وقد كان هذا الأمر محسوماً منذ اللحظة التى أطلق فيها الأستاذ حسن البنا وصف «المسلمين» على «إخوانه»، فسمى جماعته «الإخوان المسلمين»، ليستبعد كل مصرى غير مسلم من دائرته، بالإضافة بالطبع إلى المسلمين غير المؤمنين بتصور الجماعة وفهمها الخاص للإسلام. وقد بلور الأستاذ «سيد قطب» هذا الأمر بصورة صريحة فى عبارته الشهيرة «جنسية المسلم عقيدته»، إذ كان يرى أن فكرة الجنسية المصرية، لا تنهض أمام الرابطة الإسلامية القائمة على أساس الدين. وهى مقولة شديدة الغرابة لا تستطيع أن تجد لها صدى فى سيرة وحياة النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى كان يؤمن بفكرة الانتماء إلى الأرض التى أنبتته (مكة)، ويرى أن «حب الوطن من الإيمان»، يضاف إلى ذلك أن هذه الفكرة لا يمكن أن تظفر بتفسير لها فى تاريخ الوطنية المصرية التى تستوعب أن مصر يصعب أن تذوب فى كيان أكبر، لأنها كيان كبير بطبيعته، وحتى فى الثقافة الشعبية التى تؤمن بأن «مصر أم الدنيا»، وأن أى وافد عليها يمكن أن يذوب فيها، أما هى فتستعصى على الذوبان فى أى كيان، لأنها ببساطة كيان مستقل بذاته، أو قُل بالتعبير الشهير للأستاذ عباس العقاد: «نسيج وحدها»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته» أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt