توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدود الثقة

  مصر اليوم -

حدود الثقة

بقلم : محمود خليل

الثقة مطلوبة فى كل علاقة تربط بين طرفين.. بل قل هى أساس هذه العلاقة. ووجود الثقة فى العلاقة بين طرفين لا يعنى حرمان أىٍّ منهما من التوقف أمام أداء الطرف الآخر والتعليق عليه وإبداء الرأى فيه والمطالبة بتغيير الأوضاع التى تثير قلقه.

ونخطئ حين نتصور أن الثقة علاقة من طرف واحد مطلوب منه أن يثق فى الطرف الثانى دون حدود، وأن عليه، حتى فى اللحظات التى يقلق فيها أو يكون له تحفّظات على أدائه، أن يسلم ويواصل الثقة فيه، دون أن يقابل ذلك بجهد يبذله الطرف الثانى فى التوضيح أو الطمأنة.

والثقة كما هى مطلوبة فى العلاقات الإنسانية العادية مطلوبة أيضاً فى جميع نواحى الحياة.. فالإعلام أساسه ثقة الجمهور فى محتوى الوسائل التى تنقل المعلومات إليه.. والاقتصاد جوهره ثقة تاجر فى تاجر أو بائع فى مشترٍ.والأمر نفسه ينطبق على عالم السياسة.

يحلو للبعض فى أحوال استدعاء مشهد خروج الناس فى 9 و10 يونيو لمطالبة جمال عبدالناصر بالاستمرار فى الحكم بعد أن تنحى عن رئاسة البلاد عقب هزيمة 1967، ويدلّلون بهذه الواقعة على جسر الثقة المتين الذى كان يربط الشعب بعبدالناصر حتى وهو مهزوم.

فى غمرة الشغف بهذا النموذج ينسى البعض أن الشباب أنفسهم الذين خرجوا عام 1967 مطالبين عبدالناصر بالاستمرار خرجوا عام 1968 هاتفين ضده ومطالبين بمحاكمات حقيقية ضد المسئولين عن الهزيمة.

وعندما تولى الرئيس السادات الحكم (سبتمبر 1970) كان الشارع المصرى يشعر بنوع من القلق والاضطراب.. فقد قَبِل جمال عبدالناصر بقرار وقف إطلاق النار، وتوقفت معارك الاستنزاف، والأرض ما زالت محتلة، ووقعت البلاد والعباد فى شرك اللاسلم واللاحرب.

عبّر المصريون عن قلقهم من حالة الجمود التى ضربت المشهد بكلمات تهامسوا أو جهروا بها فى قعداتهم، وفى نكات تسللت إلى أذن الرئيس السادات، ثم انفجر المشهد فى مظاهرات صاخبة تطالب الرئيس بالحسم.

كان السادات دائب الحديث عن ضرورة أن يثق الشعب فى قيادته، لكن لم يكن أحد يسمع، وكانت الأصوات تعلو فى كل اتجاه تطالبه بالتحرك، وهو يؤجل القرار عاماً بعد عام.

لم يبذل «السادات» -رحمه الله- الجهد المطلوب فى شرح الموقف أو توضيح الأمور للشعب.. كان يريد منه أن يفهم من تلقاء نفسه.. أو أن يثق فيه دون تفكير، رغم أن الأيام كانت تمضى ولا يفعل شيئاً!

فى المسائل المصيرية -مثل استرداد أرض احتلها عدو- ليس من الوارد أن يصبر الناس بلا حدود.. فكل صبر وله حد.. ذلك هو ما شعر به المصريون أوائل السبعينات، حين خرج شبابهم مطالبين «السادات» بالتحرك من أجل رد الكرامة والاعتبار داخل الإقليم الذى نعيش فيه.

انخفاض منسوب الثقة فى دنيا السياسة له سلبيات كثيرة، كما هو الحال فى جميع المجالات الأخرى.

وعندما يشعر طرف بأن ثقة الطرف المشارك آخذة فى التراجع، فلابد أن يتحرك بسرعة حتى يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الثقة حدود الثقة



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon