توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة جامعية

  مصر اليوم -

مأساة جامعية

بقلم: د. محمود خليل

وجّه وزير التعليم العالى التحية لشهداء الأطقم الطبية من أساتذة الجامعات تحت قبة مجلس النواب، فخاطبته النائبة غادة على قائلة: «أنت وجّهت التحية لشهداء الأطقم الطبية من دكاترة الجامعات، فهل تُدرك أن معاشهم من 500 جنيه إلى 1200 جنيه، فهل التحية كافية لهم؟!».

أوضاع معاشات أعضاء هيئة التدريس تمثل واحدة من كبرى مآسى الجامعات المصرية.

كما تعلم فإن نظام المعاشات فى مصر يرتبط بعدد سنوات الخدمة، فإذا حدث وتوفى عضو هيئة التدريس وهو على درجة مدرس، فإن المعاش الذى ترثه زوجته وأولاده قد لا يزيد على 700 جنيه.

ودرجة المدرس لا يبلغها عضو هيئة التدريس إلا بعد الحصول على الماجستير والدكتوراه.

أما الأستاذ الذى يترقّى ببحوث مبتكرة فى مجال تخصّصه -بعد الماجستير والدكتوراه- إلى درجة أستاذ مساعد، ثم أستاذ دكتور فإن معاشه عندما يبلغ الستين من عمره يصل إلى نحو 1500 جنيه.

تخيّل إنساناً عمل فى الجامعة منذ كان معيداً عمره 22 عاماً وقضى سنوات خدمة تصل إلى 38 عاماً تحصل أسرته على 1500 جنيه إذا توفاه الله.

فهل هذا الوضع منطقى أو طبيعى؟

أستاذ الجامعة يُبلى سنوات عمره فى البحث والتدريس والإشراف العلمى وأعمال الامتحانات والأعمال الإدارية وغيرها مقابل مرتب شديد التدنى، لو قُورن بالمرتبات التى يحصل عليها بعض شباب الخريجين من العاملين فى قطاعات معينة لأثار الرثاء.

يشرف على رسالة الماجستير والدكتوراه ويقرأ مئات الصفحات ويُصحّح ويُنقّح ويطور ويُعلّم باحثاً جديداً، فتكافئه الجامعة بعد مجهود قد يمتد إلى خمس سنوات بـ270 جنيهاً.

يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه فيقرأ صفحاتها، وقد يقضى ساعات طويلة فى العودة إلى مراجع وبحوث حتى يُحسن أداء مهمته، ويفيد الباحث والعلم فتكافئه الجامعة بـ80 جنيهاً.

أشكال كثيرة من البهدلة فى الحياة الدنيا يتحمّلها أستاذ الجامعة قناعة منه فى العلم، وإيماناً بدوره فى تطوير المجتمعات، وأن متعة العالم فى البحث والاكتشاف، وليس فى حصد الأموال، وهو عندما يطلب تحسين أوضاعه المالية فإنه يستهدف الحد الأدنى الذى يحفظ كرامته وكرامة أسرته.

الأساتذة الذين يقابلون وجه ربهم يذهبون إلى حياة أفضل عند رحمن رحيم، لكن هل يليق بعد بهدلة أستاذ الجامعة فى حياته بهدلة أسرته بعد وفاته بهذه المعاشات الكاريكاتيرية؟

أظن أن هذا الوضع لا يُرضى أحداً.

نحن ننتمى إلى مجتمع لا يوجد فيه طلب على العلم، فى حين يوجد طلب على غيره، وبالتالى فالحديث عن الأدوار العلمية لأساتذة الجامعات فى تطوير المجتمع لن يُجدى، بل نقول إنهم يمثلون فى النهاية قطاعاً من المصريين يريد أن يعيش وأن يضمن لذويه حياة آدمية بعد لقاء الله.

زيادة مرتبات ومعاشات أعضاء هيئة التدريس يمكن تمويلها بسهولة من الصناديق الخاصة داخل الجامعات المصرية، التى تعد مدخولاتها بالمليارات، وبالتالى لن يشكل الأمر عبئاً على وزارة المالية.

التدخل لتعديل أوضاع مرتبات ومعاشات هذا القطاع من المصريين ضرورة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة جامعية مأساة جامعية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon