توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدث فى «المعادى»

  مصر اليوم -

حدث فى «المعادى»

بقلم: د. محمود خليل

قلت لك -منذ بضعة أيام- إنها «ثقافة» قبل أن تكون «جريمة»، وذلك فى سياق تناول جريمة اغتصاب وقتل الفتاة الجزائرية «شيماء سدو». ها نحن أولاء بصدد جريمة قتل مقرون بالسرقة راحت ضحيتها فتاة لم تكد تفتح ذراعيها لاستقبال الحياة حتى استقبلتها الحياة بضربة غادرة.

فى أحد شوارع المعادى المشهور بازدحامه، وتقاطر الكثيرين عليه من أبناء هذا الحى ومن غيره من الأحياء، نظراً لانتشار العديد من الكافيهات الشهيرة به، لقيت فتاة مصرعها، حين حاول شخصان سرقة حقيبة يدها منها.

ثمة مجموعة من بؤر الخطر المحيطة بشارع «9» بالمعادى تجدها فى مواقف الميكروباصات والتكاتك المحيطة به، والتى تعج بفئة تصنفها الجهات الأمنية تحت عنوان «مسجل خطر».

لا أجدنى فى حاجة كى أشرح لك التركيبة النفسية للبشر الذين ترتبط حياتهم بهذه البؤر الخطرة. بعضهم كان موضوعاً لأعمال فنية اتجهت إلى تمجيد «الانفلات» و«التجارة فى الممنوع» و«سحق الأضعف» والتغنى بـ«السيجارة البنى» و«الحشيش لو حرام» و«الترامادول بقى يتكلم».

العقول المغيبة التى لم تجد أسراً تربِّى، أو مدارس تعلِّم، أو تعليماً يرتقى بالسلوك، أو غناءً يرتقى بالسلوك والمشاعر، أو دراما تعالج المشاكل ولا تتاجر بها، من الطبيعى جداً أن تتحول إلى أدوات تنغيص على المجتمع ككل، عندما تتوجه بشرها إلى الأبرياء، مثلما حدث فى واقعة «شارع 9».

فالمنسحق أمام الأقوى يبحث عن البرىء الأضعف ليعمل فيه سيفه. وللأسف الشديد فإن ثقافتنا العامة تضع المرأة فى فئة «الحلقات الأضعف»، لذا تجد أن أغلب ضحايا حوادث خطف الشنط أو الموبايلات فى الشوارع من الفتيات أو السيدات. فالمجتمع يربِّى الفرد على أن المرأة أضعف من أن تدافع عن نفسها، وأنها الحلقة الأفضل لتطبيق نظرية «اسرق واجرى».

«اسرق واجرى» عبارة يمكن أن تلخص لك ثقافة قطاعات متنوعة من المجتمع، ليس شرطاً أن تنمو وتترعرع فى تلك البؤر الخطرة التى نتحدث عنها، بل قد تجد تجليات عدة لها داخل قطاعات لا يعوزها التعليم أو المال وغير ذلك.

ليس من الحكمة أن نمر مرور الكرام على واقعة «شارع 9 بالمعادى». فقد حدثت أمام الناس و«فى عز الضهر»، وبدرجة من القسوة والعنف الذى يتجاوز الخيال. لا بد من التفتيش فى جميع الأسباب التى أدت إليها، ومواجهتها بشكل صريح، حتى لا يدفع المجتمع ثمناً أكبر لثقافة عنف آخذة فى التسرب داخل أوردة المجتمع، دون أن يحاول أحد إيقافها، وقد يصيب أذاها الجميع فى لحظة، وقد لا ينجو منها ظالم أو برىء.

مفارقة عجيبة أن يشكل «حى المعادى» نقطة انطلاق للعديد من الظواهر الخطرة التى تنتشر فى مرحلة تالية فى أرجاء المجتمع ككل. هل تذكرون قصة «فتاة المعادى» التى وقعت أحداثها فى الثمانينات من القرن الماضى، حين قام 6 أفراد باختطاف فتاة، واعتدوا عليها. تلك الجريمة التى هزت المجتمع المصرى كله، ثم أخذت جرائم شبيهة بها تظهر فى مناطق عدة بمصرنا المحروسة.

ليس من الحكمة فى شىء أن يتعامل المجتمع بخفة مع حدث جاد يؤشر إلى خطر قادم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدث فى «المعادى» حدث فى «المعادى»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon