توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاهر "كورونا".. و"الأب الناصح"

  مصر اليوم -

قاهر كورونا والأب الناصح

بقلم: د. محمود خليل

«أشعر أننى أفضل مما كنت عليه من 20 سنة».. هكذا تحدث ترامب إلى الشعب الأمريكى عقب خروجه من المستشفى بعد أن قضى فيه حوالى 4 أيام جراء إصابته بفيروس كورنا.

لم يعرف أحد ما هو الدواء السحرى الذى عالج الرئيس الأمريكى فى 4 أو 5 أيام، ليس ذلك وفقط، بل عاد به 20 عاماً إلى الوراء، ليشعر بصحة رجل فى الخمسين من عمره؟.

لم يعرف أحد أيضاً هل أجريت مسحة أثبتت سلبية الفيروس داخل الدم الترامبى أم لا؟.. كل ما أعلن عنه أن الرئيس سوف يخضع للملاحظة والمراقبة فى البيت الأبيض.

البيت الأبيض نفسه تحول إلى بؤرة كورونية.. لوّح أحد الصحفيين الأمريكيين بأن مركزها ترامب، حين سأله وهو فى طريقه إلى البيت الأبيض عن عدد المصابين بالفيروس من أعضاء فريقه الرئاسى ومعاونيه.. وهل أصبح الرجل مركزاً لنشر العدوى؟.. أجابه «ترامب» بالشكر الجزيل.

حملة الرئيس «ترامب» اتجهت إلى تصوير مرشح الحزب الجمهورى وكأنه «قاهر كورونا». وباتت تخاطب الشعب الأمريكى بذات البلادة التى تخاطب بها وسائل إعلام بعض العالم الثالث شعوبها، إنها تريد أن تقول للأمريكان إن المسألة ليست فى طب ولا فى دواء.. بل فى الإرادة الترامبية التى قهرت الفيروس.. وهى بذلك ترد على من يتندرون على ترامب الذى تحدث كثيراً عن قرب الوصول إلى فاكسين أو علاج لكورونا، وظل يردد ذلك حتى غرد بأنه أصيب بالفيروس هو وزوجته وعدد من مساعديه داخل البيت الأبيض.

الدعاية الترامبية أصبحت تفضل اللعب على طريقة «فان دام» و«روكى»، وتطلب من المواطن الأمريكى أن يصدقها، تماماً مثلما يقدم إعلام بعض دول العالم الثالث الأكاذيب على أنها حقائق دون اكتراث بعقل الجمهور، فى تمثّل واضح للنظرية التى اعتمدها إخوة يوسف عليه السلام، وهم يحكون لأبيه يعقوب - كذباً - أن الذئب أكل ولده يوسف، ثم أردفوا: «وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين».. يعنى كده كده انت ما بتصدقناش.. فلا ضرر فى أن نكذب عليك.

توقفت ملياً أمام شخصية «ترامب» حين خرج وأعلن أنه مصاب بكورونا.. فلا يوجد إنسان كبير على المرض.. ونسأل الله الشفاء للجميع، لفت نظرى الشفافية التى اعتمدها الرئيس الأمريكى فى الإفصاح عن إصابته بالفيروس، لكننى استغربت بعد ذلك من الطريقة الاستعراضية التى أدار بها الأمر بعد خروجه من المستشفى، والتى اعتمدت على الحركات والتمويهات أكثر مما اعتمدت على معلومات.

علق «بايدن» على إعلان «ترامب» قهر «كورونا»، قائلاً إن أحداً لا يدرى على وجه الدقة حقيقة الوضع الصحى للرئيس، واتهم مؤسسة الرئاسة الأمريكية بعدم الشفافية.. ولم ينسَ بالطبع أن يوجه مجموعة من النصائح الأبوية إلى منافسه بضرورة ارتداء الكمامة ومراعاة التباعد الاجتماعى.. وكاد ينصحه أيضاً بأن يغسل قدميه بالليل ويشرب اللبن ويأوى إلى فراشه مبكراً!.

لست أدرى على وجه الدقة كيف يقيّم المواطن الأمريكى المشهد الحالى المتأرجح بين ترامب «قاهر كورونا» وبايدن «الأب الناصح»، لكن العديد من التقارير الإعلامية تشير إلى انزعاج المتابعين الأمريكيين من حالة الهزل التى تضرب المشهد الانتخابى.. نعم ترجح بعض استطلاعات الرأى كفة «بايدن»، لكن يبدو أن المواطن الأمريكى أصبح يحتكم إلى معادلة «تمتع بالسيئ.. فالأسوأ قادم» وهو يختار بين فرسى الرهان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاهر كورونا والأب الناصح قاهر كورونا والأب الناصح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon