توقيت القاهرة المحلي 11:04:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن «كأس ثالثة»

  مصر اليوم -

البحث عن «كأس ثالثة»

بقلم: د. محمود خليل

أرقام كورونا تنفجر فى أوروبا وروسيا وأمريكا. فى 24 ساعة تجاوز عدد المصابين بالفيروس فى فرنسا 30 ألفاً.. وفى روسيا تخطى عدد المصابين فى يوم واحد الـ14 ألفاً.. وفى الولايات المتحدة الأمريكية انفجرت «حسّابة كورونا» عندما تجاوز العدد اليومى للمصابين 60 ألف مصاب.. مع العلم بأن معدلات الإصابة بهذه الدول لم تصل إلى هذه الأرقام من قبل.

بادرت فرنسا ومن بعدها بلجيكا إلى فرض حظر للتجوال الليلى وإغلاق المطاعم والكافيهات. دول أوروبية أخرى تحذر مواطنيها بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية حتى لا تضطر إلى اتخاذ قرارات بالإغلاق.

العالم يقف فى مواجهة فيروس مُرّ، لكن الأمرّ منه اللجوء من جديد إلى سياسات الإغلاق. أغلب دول العالم المتقدم لم يعد فى مقدورها تحمل ضريبة الإغلاق، وتسييل الأموال اللازمة لدعم المشروعات الصغيرة، وتوفير إعانات البطالة لطوابير العاطلين عن العمل والذين يزيدون بإيقاع مرعب مع كل إجراء احترازى تتخذه الحكومات.

أصبح الجميع أمام كأسين أحلاهما مر: كأس الفيروس وكأس الإغلاق.. ولم يعد هناك سبيل أمام العالم للهروب من «مشهد الكأسين المريرتين» سوى التآزر من أجل إيجاد لقاح أو علاج ناجح للفيروس، لكن يبدو أن الطريق مقطوع على فكرة الوصول إلى «تعاون عالمى» حقيقى من أجل الوصول إلى حل فى مواجهة خطر يهدد الجميع.

فكل دولة من الدول الكبرى تريد أن تحتكر سوق اللقاح والعلاج. الصين أعلنت عن الوصول إلى فاكسين وأدوية وعلاجات للفيروس.. وروسيا كذلك.. الرئيس ترامب وعد الشعب الأمريكى بتوفير العلاج الذى شفاه من فيروس كورونا بالمجان لكل مواطن أمريكى.

حكومات هذه الدول وغيرها تتحدث عن حلول تم التوصل إليها، لكنها ما زالت تعانى من الجائحة وأرقام الوفيات والإصابات بالفيروس تتلاحق بها. وهو أمر يدفع الشعوب إلى التشكك فى المعلومات التى يتم تداولها فى هذا السياق، والشعور بأنها لا تزيد عن تصريحات هدفها الاستهلاك المحلى وتهدئة المروعين بالخطر، أو تدليك الناخبين بهدف الحصول على أصواتهم.

الزيادة المفرطة فى أعداد المصابين بكورونا ستؤدى إلى إغلاق العالم، دون الحاجة إلى اتخاذ قرارات رسمية بالإغلاق. فتوسع خريطة العدوى سيؤدى إلى ركود الأسواق وتوقف حركة المال والأعمال. فالخوف يولد حالة من الصمت والسكون لدى البشر، ويؤدى إلى فرار رأس المال، وسيكون لذلك تأثيرات داهمة على الاقتصاد العالمى حتى لو فتحت كل الدول أبوابها.

لقد تمسك العالم كثيراً خلال الأشهر الماضية بالحلول التقليدية التى تعتمد على تعليق الحياة والأنشطة البشرية، أو تؤكد إجراءات احترازية معينة تلتزم بها الشعوب والحكومات. والتجربة تقول إن هذه الحلول لم تُجدِ.. لماذا لا يتجه تفكير العالم من خلال منظماته الأممية ودوله الكبرى إلى فكرة التعاون والتنسيق من أجل الوصول إلى لقاح أو علاج للفيروس؟

العالم فى حاجة لأن يحيا «لحظة حقيقة» يتعلم فيها أن المخاطر الكبرى لا يصح فيها استدعاء قيم الاحتكار والرغبة فى السيطرة وتوظيف الأدوية لأهداف اقتصادية أو انتخابية.

تحدث العالم كثيراً خلال الشهور الماضية عن نظافة البدن كوسيلة للوقاية من كورونا.. آن الأوان أن يلتفت ولو للحظة إلى «نظافة الأخلاق». فقد بات الجميع فى أمَس الحاجة إلى كأس ثالثة إلى جوار الكأسين المريرتين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن «كأس ثالثة» البحث عن «كأس ثالثة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon